الخميس، 16 فبراير 2012

فهم سلف الأمة

الدلالة أى له وجه واحد ولاخلاف عليه مثل الأيات التى تتحدث

عن وحدانية الله تعالى وعن أركان الإيمان والإسلام  ومن آيات القرآن ماهو ظنى الدلالة أى يحتمل أكثر من وجه

ويحتاج إلى إيضاح وهذا الإيضاح تختلف فيه العقول والأفهام ومن ذلك آية الربا التى حرمت المبدأ وتركت تفصيل

ما يعتبر ربا فكانت الاجتهادات وما تزال وكذلك النصوص التى تتحدث عن العلاقات الاجتماعية حيث قررت عدة

مبادىء تحكم تلك العلاقات وتركت التفاصيل لاجتهادات المجتهدين عبر الزمان والمكان .

وقد يتساءل البعض :ولماذا كانت بعض النصوص ظنية الدلالة ولم تكن قطعية الدلالة ليستريح العباد ؟

وهذا سؤال غاية فى الأهمية .وجوابه :أن الله عزوجل وهو خالق الناس وأعلم بما يصلحها أراد أن تكون تلك النصوص

ظنية الدلالة كى تتمتع بالمرونة الكافية التى تجعلها صالحة لحاجات الزمان والمكان والأشخاص .ولو كانت قطعية الدلالة

لنفعت الناس فى زمن صدورها وأرهقتهم فى بقية الأزمان والبيئات .

ومن هنا نأتى إلى المصطلح المشهور(فهم سلف الأمة )ونعنى به الالتزام بفهم السلف الصالح لنصوص القرآن .وخاصة فى التفسير.

والمعلوم أن الأخذ بفهم سلف الأمة للنصوص القطعية الدلالة أمر مفهوم لأن دلالات هذه النصوص محسومة سلفا ومسلم بها

أما القول بالأخذ بمفهوم السلف فى الآيات ظنية الدلالة فلا أن يقول بهذا عاقل ..لماذا ؟

أولا:لأن السلف أنفسهم تعددت أفهامهم لهذه النصوص ومعنى هذا أن المسألة ميدان للاجتهاد .

ثانيا:أن الالتزام برأى السلف فى المسائل الخلافية يناكد دعوى صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان .لأن عهد الصحابة رضوان

الله تعالى عليهم مثل كل عصر له خصوصياته وضروراته ومستجداته التى لاتكون فى غيره .

لذا كان من الصواب أن نقول :الاسترشاد بفهم سلف الأمة للنصوص ظنية الدلالة وبذلك يجوز مخالفتها والأخذ بغيرها دون

أن يكون ذلك انتقاصا من أقدار السلف الصالح .

ثالثا:الإلزام برأى السلف الصالح معناه -كما يقول الإمام الشافعى-وجوب اتباع غير المعصوم  وهذا خطأ.

والخلاصة :أن للمفكرين المسلمين أن يجتهدوا فيما يجوز فيه الاجتهاد مراعاة لظروف التطور بشرطين هما:

عدم مصادمة نص صريح  وعدم الخروج على مقاصد الإسلام ..والله تعالى أعلم .

ليست هناك تعليقات: