الأحد، 23 مايو 2010

المتنصرون

ماهذاالهم الذى يبدو عليك؟
ألاترى ما نحن فيه ؟أى مصيبة أكبر من أن ينسلخ مسلمون عن دين يعلمون أنه الحق إلى أديان يعلمون أنها الباطل؟
أليس هؤلاء أسوأ دعاية للإسلام؟ أليسوا خزيا وعارا على أنفسهم 
وعلى الإسلام؟
-يا رجل كفكف شجونك وألق همومك تحت قدميك فالأمرأحقر من
أن تأبه له.
قال(دهشا):أنت تقول هذا؟
-بل أنا لاأقول إلا هذا.وقبل أن ندخل فى جدال عقيم تعال نطيرمعا
إلى الزمان الأول :
احبس أنفاسك وأرهف سمعك وأحد بصرك ,انظر هناك......
هاهو رسول الله صلى الله عليه وسلم يفاوض سهيل بن عمرو...
هل تسمع؟
هاهو سهيل يشترط :إذا جاء أحد من قريش إلى الرسول مسلما وجب عليه رده وإذا أراد أحد المسلمين أن يرتد تركه ولم يمنعه
هل ترى؟هاهو صلى الله عليه وسلم يوافق على ذلك .
-ألا ترى عمر ؟إنه ثائر اسمع ما يقول:
(يا رسول الله ألسنا على الحق؟أليسوا على الباطل؟فعلام نعطى الدنية فى ديننا؟)
اسمع رد النبى صلى الله وسلم عليه:"إنى عبد الله ولن يضيعنى"
إن الصحابة رضوان الله عليهم جلهم مغمومون إلا أبا بكر رضى الله عنه إنه هادىء واثق وإن كان صامتا لايفسر ما يرى ولايسأل
إنه فقط يقول بثقة لعمر:إلزم غرزك ياعمر إنه رسول الله.
-يا عمنا,أنا أعلم ذلك كله ,ولكن ما علاقة ذلك بما نحن فيه؟
-سامحك الله بل هو بالضبط ما نحن فيه.
أنت تشكو من ردة بعض المسلمين عن الإسلام وهذا ما هون من الرسول صلى الله عليه وسلم وجعله تحت حذائه .
لماذا قبل صلى الله عليه وسلم هذا الشرط الذى اعتبره جل الصحابة مهينا ؟
لأنه لن يوجد مسلم حق يرتد عن الإسلام .
فإذا ما ارتد من ينتسب إلى الإسلام فهذا يعنى أنه لم يكن مسلما حقا وعلى هذا فمن الخير للمسلمين أن يلفظ هذا الخبث من بين صفوفهم لأن أمثال هذا لن يزيد المسلمين إلا خبالا ولن يتحركوا إلا بالفتنة ,فليذهبوا إلى الجحيم .
ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم حريصا على إسلام الأجساد
ولكنه كان حفيا بإيمان القلوب ,وحينما طمع يوما فى دخول بعض
من زعماء القوم إلى الإسلام وتجاهل رجلا مؤمنا أعمى عاتبه ربه :"عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى أما من استغنى فأنت له تصدى وما عليك ألا يزكى وأما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى كلا إنها تذكرة".
هذا دستور الإسلام يوضح الأمر ويحسمه ليست القضية قضية 
العدد الذى يمكن أن يكون كغثاء السيل ويكون عبئا لا عونا وغرما لاغنما .
إن هؤلاء الذين تركوا الإسلام لم يكونوا يوما مسلمين حتى وإن تسموا بأسماء المسلمين .ليسوا بمسلمين ..ليسوا بمسلمين وهم تحت عباءة الإسلام كالسوس يدمر ولا يعمر .
لقد كان المنافقون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلون خلفه صلى الله عليه وسلم ويفعلون أفعال الصحابة رضى الله عنهم ولكن ذلك لم يمنع أنهم فى الدرك الأسفل من النار.
ثم إن القول بأن تنصر هؤلاء يعنى ضعفا فى الإسلام -هذا القول 
عار عن الصحة تماما .فما كان الإسلام يوما بالرجال.ولكن كان الرجال بالإسلام .وقيمة الإسلام فيه آمن من آمن وكفر من كفر.
وقد كان الإسلام هو الدين عند الله وقت أن كان محمد صلى الله عليه وسلم هو المسلم الوحيد وكذلك كان حين آمن المؤمنون وكذلك كان حين ارتد من ارتد أيام الإسلام الأولى وكذلك سيكون إلى قيام الساعة .
هون عليك فالإسلام قيمة البشر هم الأحوج إليها والقيم لاتحتاج الناس ولكن الناس يحتاجونها .
وهؤلاء اختاروا لأنفسهم .سواء أكان اختيارهم قناعة أو ارتزاقا 
فهذا شأنهم .وحسابهم على الله.
ولكن هذا الأمر يضعنا أمام مسئولياتنا .فهل نحن قمنا بواجبنا فى عرض الإسلام عرضا صحيحا على أهلينا ممن ينتسبون إلى الإسلام ولا يكادون يعلمون عنه شيئا؟
ألسنا نتحمل أوزار هؤلاء الذين جهلوا دينهم فجهلوا عليه ونبذوه؟
إن كان فى ذلك إدانة فهى لنا للدعاة ..للعلماء لا للإسلام .
فليقم العلماء بواجبهم فى تعريف المسلمين قبل غيرهم بالإسلام 
وإلا فإن الإسلام نفسه سيأخذ بنواصينا يوم القيامة إلى جهنم .
نسأل الله التوفيق والسداد والنجاة .

ليست هناك تعليقات: