الثلاثاء، 4 نوفمبر 2014

طريق الإعمار

  فيا ليت مابينى وبينك عامر     وبينى وبين العالمين خراب 
هذا لقول منسوب إلى رابعة العدوية ...والله أعلم بما قالت ...
وهذا لكلام ظاهره الرحمة وباطنه العذاب ...
وبشىء من التأمل  نجد أن هذا القول يخالف الإسلام تماما ...
يخالف القرآن الذى يقول :"ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون "آلعمران 104 فكيف تكون هذه الدعوة وهذا الأمر النهى دون اختلاط بالناس والحديث إليهم ومجادلتهم بالحسنى ؟
وبشىء من التأمل نجد هذا القول مخالفا للسنة قولا وعملا فقد ورد أن النبى صلى الله عليه وسلم خالط اليهود والنصارى والمشركين حين جالسهم فى مسجده ودعاهم إلى الله وجادلهم وعقد معهم المعاهدات ...
ومن أدل الأحاديث على مانقول ماورد عن النبى صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى عندما يحب أحدا ينادى جبريل :"إنى أحب فلانا فأحبه "قال :"فيحبه جبريل "ثم ينادى جبريل فى أهل السموات إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السموات ثم يوضع له القبول فى الأرض ...
فمامعنى القبول -رزقنى الله وإياكم القبول -؟
إنه حب الناس ... ولا يكون الحب إلا قرب  ولا يكون القرب إلا عن ألفة وقد ورد أن النبى صلى الله عليه وسلم أخبر بأن خير الناس من يألف الناس ويألفه الناس  وشر الناس المتكبرون...
وقديقول قائل :ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم قد اعتزل الناس  وكان يتحنث فى غراء حراء الليالى ذوات العدد ...
وهذا صحيح ...
ولكن كانت هذه مرحلة مؤقتة أعد الله فيها عبده محمدا صلى الله عليه وسلم ليكون خاتم النبيين ...ثم انتهت هذه المرحلة ولما أصبح نبيا رسولا صلى الله عليه وسلم  لم يرد أبدا أنه اعتزل الناس بل كان فى غمار المجتمع يهمه ما يهم الناس ...وهذا هو هديه صلى الله عليه وسلم ...
وقد يقول قائل :ولكن هناك حكمة تقول :(الوحدة خير من جليس السوء ) ...
فأقول :نسأل الله العافية ...وهؤلاء الأشرار قوم من المجتمع يعيشون بيننا ولا يمكننا تجاهلهم لأنهم يؤثرون فينا بالضرر ولابد من التعامل معهم بالوسائل الممكنة إصلاحا وتقويما ولايصح إهمالهم بحال وإلا كانوا حربا على المجتمع...
ومن قبل ذلك ومن بعده...
لابد للإنسان من لحظات يخلو فيها إلى ربه يناجيه ويشكو همومه ويسأله العون والتوفيق...
ولابد للإنسان من أقات يخلوفيها إلى أهله يبثهم شوقه وقربه صلة لهم ودفقا للأمل والمودة فى صدورهم...
ولابد للإنسان من ساعة يخلو فيها إلى نفسه  يقوم فيها أداءه ويعيد فيها حساباته ليرى كيف يسير؟أإلى خير فيواصل أم إلى شر فيتوقف ويغير ؟
هذه وقفات لازمة وهامة لتصحيح المسار وللتزود بالقوة اللازمة للاستمرار...ثم ...ثم يعود الإنسان إلى مجتمعه أكثر أملا وقوة ورغبة فى بذل الخير لنفسه ولمن حوله ...وخير الناس أنفعهم للناس .

ليست هناك تعليقات: