الأربعاء، 26 نوفمبر 2014

الغيب شبهات وردود

 (الإيمان بالغيب )
هذا العنوان متهم من الملحدين والعلمانيين بأنه وراء تخلف المسلمين ...
لماذا ياجماعة ؟
قالوا :لأننا نعيش حياة مادية -خاصة فى هذا العصر - وكل شىء فيها يخضع لحساب العقل ...والإيمان بالغيب يأتى ليسحب العقل إلى ماوراء المادة  حيث لايستطيع أن ينتج ولا يصل إلى شىء نافع ....
وقالوا :
إن الإيمان بالغيب يدفع المؤمن إلى التواكل اعتمادا على الجنة الموعودة حيث يكون العوض المبهر عما لقيه فى الدنيا من ظلم وما عاناه من فقر ...وعليه فالإيمان بالغيب جعله سلبيا يفضل أن يبيت مظلوما مهضوم الحق ولا يبيت ظالما غالبا....
وقالوا :
والدليل العملى على ما نقول  حال الأمم التى تكفر بالغيب فهى أكثر تقدما وهيبة .
وأقول :تعالوا نتأمل ماقالوا ونتساءل :
هل الحياة التى نعيشها الآن مادية تماما ؟
فلننظر إلى أعمارنا التى نعدها بالسنين ...
إننا نعيش حاضرنا الذى هو اللحظة الحاضرة  فإذا انفلتت منا تلك اللحظة صارت ماضيا لانستطيع إرجاعه  أى أنه صار خارج حواسنا ..أى أنه صار غيبا لايمكن أن نسمعه أو نراه أو نلمسه أو نشمه أو نتذوقه ...وكذلك اللحظة الآتية إنها غيب مطلق  أى أننا نعيش حياة ثلثاها غيب  ...
وتعالى ننظر إلى داخلنا ...ففى هذا الصندوق البشرى تكمن عديد من الأجهزة ما نعلمه عنها ضئيل جدا بالنسبة لما خفى علينا بل هاك فى داخلنا مالا نعلم عنه شيئا ...وأبرز مثل على ذلك (النفس والروح والعقل )فهذه تسكننا وتدور حياتنا بها ولكنا لاندرى ماهى  فهى غيب مطلق ...
وتعالوا ننظر إلى عالمنا القريب  فسنرى كثيرا من المخلوقات نتيقن وجودها ولكنا لاندركها مثل الجراثيم  (ولا أتحدث هنا عن الأدوات العلمية  فليست متاحة للكل )فهى غيب وإن كان نسبيا  وكذلك الكائنات فى البر والبحر والجو التى لايعلمها إلا خالقها 
فإذا تأملنا العالم البعيد وجدنا الكواكب والنجوم التى يعلمها العلماء والتى تنطلق فى عالم يتسع -كما يقولون -وقد قالها الله من قبلهم "والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون "الذاريات ...وبذلك فإننا نحيا فى كون هو غيب مطلق ...
إذن ...
فالقول بأننا نحيا فى عالم مادى غير صحيح لأننا نعيش فى ضمير الغيب والغيب مزروع فينا ...
أما عن القول بأن الإيمان بالغيب مقيد لحركة الحياة فهذا باطل ولكنه يحتاج لجولة أخرى  بمشيئة الله تعالى .

ليست هناك تعليقات: