الاثنين، 13 سبتمبر 2010

ما كل هذا الصخب ؟

افتراضي ما كل هذا الصخب ؟

ومضى رمضان وقد ربح فيه الرابحون نرجو الله تعالى أن نكون منهم وبقى لنا أن نستعرض أعمالنا فيه التماسا للعبرة والإحسان .
ومن ممارساتنا التى يجب التوقف عندها طريقة أدائنا للصلاة فى هذا الشهر الكريم والتى غلبت عليها صفة (الصخب الدينى).
المصلون يملؤون المساجد وهذا رائع ويصلون القيام طويلا وهذافى
ميزان حسناتهم مادام لله تعالى ولكن الأمر المزعج حقا ما يفعله الأئمة فى الصلوات من إطلاق أصوات المكبرات التى تم إعدادها
إعدادا خاصا لرمضان .
تنطلق هذه المكبرات بأصواتها العالية لتحيل المنطقة إلى شىء لا
يحتمل يصعب على الأصحاء تحمله فكيف بالصغار والمرضى ؟
ويتحيرالإنسان ماذا يفعل ؟
هل يرجو هذا الإمام أن يجعل الصوت داخليا ؟أو أن يخفض صوت المكبر؟وهل يستجاب له؟
إن هذا العمل يرتكب باسم الإسلام فهل هو حقا من الإسلام ؟
لانريد أن نفتى بآرائنا ولكن تعالوا نستفتى القرآن والسنة وأعمال
السلف الصالح .
يقول الله تعالى فى سورة لقمان ذاكرا نصح لقمان لابنه:
"واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير"19
ويقول:"واذكر ربك فى نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول"الأعراف 205
ويقول حكاية عن زكريا عليه السلام:"إذ نادى ربه نداء خفيا"مريم3
ويقول:"ولاتجهر بصلاتك ولاتخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا"
الإسراء110
ويقول:"ادعوا ربكم تضرعا وخُفية إنه لايحب المعتدين"الأعراف
55
وتعالوا تعرف على أقوال علماء السلف فى هذه الآية:
قال ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضى الله عنهما:السر.
وقال ابن جريج:بخشوع قلوبكم وصدق اليقين بوحدانيته وربوبيته فيما بينكم وبينه لاجهارا مراءاة.
وقال عبد الله بن المبارك عن مبارك بن فضالة عن الحسن:إن كان الرجل لقد جمع القرآن وما يشعربه الناس وإن كان الرجل لقد فقه الفقه الكثير وما يشعر به الناس وإن كان الرجل ليصلى الصلاة الطويلة فى بيته وعنده الزوار وما يشعرون به ولقد أدركنا أقواما ما كان على الأرض من عمل يقدرون أن يعملوه فى السرفيكون علانية أبدا ولقد كان المسلمون يجتهدون فى الدعاء وما يسمع لهم صوت إن كان إلاهمسا بينهم وبين ربهم وذلك أن الله تعالى يقول:"ادعوا ربكم تضرعا وخفية"
وقال ابن جريج:يكره رفع الصوت والنداء والصياح فى الدعاء
وعن ابن مسعود رضى الله عنه فى قوله تعالى:"ولاتخافت بها":
من أسمع أذنيه
وقال قتادة فى قوله تعالى:"إذ نادى ربه نداء خفيا::إن الله يعلم القلب التقى ويسمع الصوت الخفى.
وعن سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إن الله يحب العبد التقى الخفى الغنى" رواه مسلم
وفى الصحيحين عن أبى موسى الأشعرى رضى الله عنه أن الناس رفعوا أصواتهم بالدعاء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أيها الناس اربعوا على أنفسكم إنكم لاتدعون أصم ولاغائبا إن الذى تدعون سميع قريب"
وبعد أيها الأحبة :
فهذا ديننا السماحة والذوق والخلق الرفيع والبعد عن الأذى والضرار فهل لنا أن نعود إلى تعاليمه الهادئة الهادية ؟
وهل لنا أن نحسن فقهه كى نحسن عرضه على الآخرين ؟
نسأل الله تعالى الهداية والتوفيق.

ليست هناك تعليقات: