لم ؟ وكيف ؟
قال بعض السلف :ما من فعلة -وإن صغرت-إلاينشرلها ديوانان:لم ؟
وكيف ؟أى لم فعلت ؟ وكيف فعلت ؟
لم فعلت ؟هل ابتغاء وجه الله ؟ أم لطلب الدنيا وحظوظ النفس ؟
وكيف فعلت ؟.هل حرصت على اتباع منهج الرسول-صلى الله عليه
وسلم-؟أم هو اتباع الأهواء والبدع ومحدثات الأمور؟
وطبعا لايخفى أن الحديث عن الأمور الدينية أو التى تحتكم إلى الدين.
وكل أمور حياة المسلم التى تخص علاقته بربه وعلاقته بنفسه وأسرته
وجيرانه ومجتمعه بل علاقاته مع الناس جميعا كل ذلك تنظمه الشريعة
بما يحقق كمال الحق والعدل والإصلاح.
إذن.فالسؤال بلم ؟يبحث عن الإخلاص فى النية الذى يحول العمل العادى
إلى عبادة .
والسؤال بكيف ؟يبحث عن المتابعة للمنهاج الشرعى وهو الذى يضمن
-مع الإخلاص-قبول العمل والمثوبة عليه.
والأمر سهل بمقدار ما هو صعب .
سهل إذا عقدت العزم ورغبت حقا وصدقا أن تكون عند ربك شيئا مذكورا
عندها يسهل الله لك الصعب ويفتح أمامك أبواب التوفيق .
وصعب إذا كنت تخدع نفسك بالأوهام وتقول بلسانك ما ليس فى قلبك
فأنت-معاذ الله -حينئذ- عبد هواك وصيد سهل لشيطانك ولن تجنى إلا
الخذلان والضياع أعاذك الله.
استمع قول ربك الكريم"فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا
يشرك بعبادة ربه أحدا"البينة-5.
ففى هذه الآية العمل الصالح والإخلاص ممثلا فى عدم الشرك بالله.
وعن أبى أمامة-رضى الله عنه-قال:جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
فقال:أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر(أى الشهرة)ما له؟فقال صلى
الله عليه وسلم:"لاشىء له"فأعادها ثلاث مرار والرسول يقول:"لاشىء له"
ثم قال:"إن الله لايقبل من العمل إلا ما كان له خالصا وابتغى به وجهه".
واعلم -رعاك الله- أن النية ليست مجرد كلمة يلفظها اللسان إنما هى
انعقاد العزم وتصميم القلب وانبعاث الهمة على القيام بالعمل الصالح ابتغاء
وجهه تعالى .وعلى الله التكلان ومنه القبول.
مصطفى فهمى ابو المجد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق