التصوف(7)
هاتفنى أخ فاضل قال:قرأت(التصوف-6)وأحتج بشدة على تعبير-الغلو فى النبى صلى الله عليه وسلم -لأن مقامه فوق كل كلام ومهما تكلم المتكلمون فلن يوفوه قدره وبالتالى فلا يجوز
أن يقال :غلو فيه صلى الله عليه وسلم.
أقول للأخ الفاضل:المقصود بالغلوفيه صلى الله عليه وسلم:أن نضعه فوق ما وضعه ربه جل
وعلا .فقدوصفه بأنه عبد"سبحان الذى أسرى بعبده" وأنه( بالمؤمنين رءوف رحيم)و(انك لعلى خلق عظيم) وقبل كل هذا وبعده "قل انما أنا بشر مثلكم يوحى الى".
ويلاحظ أن الله تعالى أمره أن يبلغ الناس أنه بشر مثلهم ولا يفضلهم الا بالوحى وما يقتضيه
من تكريم . وعلى هذا فوضعه صلى الله عليه وسلم فوق ذلك لاشك غلو بنص القرآن.
قال الأخ الفاضل:وما الضرر فى أن نعلى مقام نبينا وهو أفضل الخلق؟
وأقول:هل نستطيع أن نعلى مقامه فوق اعلاء الله له؟ أليس ذلك من سوء الأدب مع الله ورسوله؟ وكفى بهذا ضررا.اا على أن هناك الضرر الأكبر وهو أن نزل فيه ونهلك كما هلك
اليهود فى(عزير)وهو أحد صالحيهم فغلوا فيه حتى قالوا-كما أخبر الله عنهم-"وقالت اليهود
عزير ابن الله". وكذلك النصارى هلكوا عندما غلوا فى عيسى-عليه وعلى نبينا أزكى الصلاة والسلام- فقالوا كما أخبر الله عنهم"وقالت النصارى المسيح بن الله".
وعلى هذا يجب على كل مسلم أن يكون وقافا عند حدود الله ويلتزم بخطاب الله للخلق كما أراد ولا يستفزنا الشيطان بالزور والبهتان ليخرب علينا ديننا تحت ستار محبة الرسول صلى الله وسلم وبارك عليه .
فالرب رب والعبد عبد ولن يكون حبنا له صلى الله عليه وسلم أعظم من حب الله له.
فلنلتزم تعليم الله لنا ولنقل :محمد عبد الله ورسوله كما أمرنا الله ورسوله.ولا نغلو فيه.
وصلى الله وسلم وبارك علىحبيبه وحبيبنا محمد.والحمد لله رب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق