التصوف(5)
مناقشة مبدأ التلقى والعلم اللدنى عند المتصوفة
قولهم بالعلم الباطنى وأن الرسول-صلى الله عليه وسلم-علمه على بن أبى طالب أو سلمان الفارسى -رضى الله عنهما-باطل لأنه يخالف قوله تعالى:"يأيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته" المائدة67 ومعناه أن الرسول-صلى الله عليه وسلم-
لم يبلغ الرسالة الى الأمة وانما خص بها البعض وهذا باطل وقد نفى على -رضى الله عنه-
ذلك نفيا قاطعا حين سئل:هل خصك رسول الله بعلم؟ قال:(لا والذى فلق الحبة وبرأ النسمةما
خصنا رسول الله-صلى الله عليه وسلم -بشىء من العلم الا ما فى هذه الصحيفة أوفهما يفهمه
المرء من كتاب الله -عز وجل-"فأخرج الصحيفة فاذا فيها:"العقل وألا يقتل مسلم بكافر"
ويجب على كل مسلم أن يعلم أن الاسلام ظاهر وباطن متلازمان لا يقبل أحدهما دون الآخر
خذ الصلاة -على سبيل المثال- فيها ظاهر وذلك فى حركاتها وسكناتها وأقوالها وفيها باطن
وهو الخشوع فظاهرها بلا خشوع لاقيمة له ويمكن أن يكون نفاقا كما أنه لا يتصور خشوع
بدون أفعال الصلاة وقس على ذلك كل الأمور أى أن الظاهر والباطن وجهان للأسلام لا يجوز فصمهما. وهناك ملحوظة هامة: هى أن الباطن لا يعلمه الا الله وحده فكيف يدعى شخص علم الباطن؟ا والرسول -صلى الله عليه وسلم-نفسه ينفى علمه بالباطن ويقول:
"انماأنا بشرولعل بعضكم يكون ألحن بحجته من أخيه فمن قضيت له بحق أخيه فانما أقطع له قطعة من النار " ولهذا يجب أن نعلم أن أمر الشريعة يقوم على الظاهر(البينة على المدعى واليمين على من أنكر) أما مسألة الباطن فأمره الى الله.
وأما تلقى الصوفية عن الرسول-صلى الله عليه وسلم- فمعناه أن الدين لم يكمل وقد قال تعالى :"اليوم أكملت لكم دينكم"المائدة 3 ولم يمت صلى الله عليه وسلم وقد ترك شيئا أو نسيه
ليبلغه الى الصوفية. وأما التلقى عن جبريل-عليه السلام-فمعناه ادعاء النبوة لأن جبريل لا ينزل الا على الأنبياء وبم ينزل عليه السلام وقد مات النبى-صلى الله عليه وسلم- وكمل الدين؟ا والصوفية-فى ذلك- يقولون قول الروافض-غلاة الشيعة-قال تعالى:"ما كان لبشر أن
يكلمه الله الا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحى باذنه ما يشاء"الشورى51
وأما التلقى عن الله مباشرة فيتعارض مع الآية السابقة كما أن القرآن لم يثبته الا لموسى-عليه السلام-قال تعالى:"وكلم الله موسى تكليما"النساء164
ونواصل الحديث بمشيئة الله تعالى فى اللقاء القادم وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق