الأربعاء، 18 مارس 2009

التصوير بالمفردات

التصوير بالمفردات (1)
المعروف فى علم (البيان)أن التصوير يكون بالعبارات بما تحمل من تشبيهات واستعارات ولكنا نجد القرآن الكريم يرسم صورا كاملة موحية بأ لفاظ مفردة واليكم بعض تلكم اللوحات البلاغية اللوحاقال تعالى:(ولآمرنهم فليبتكنءاذان الأنعام)النساء-119.هذهالآية تتحدث عن وسوسة الشيطان للمشركين.واذا لاحظت كلمة(يبتكن) تحس بل تكاد تقفز أمامك صور المشركين وهم منهمكون فى تقطيع آذان الأنعام قربانا الى الأصنام.ولعل هذا الايحاء ينبع من تتابع الباء مع التاء المشددة مع الكاف.
وقال تعالى:(وأوحينا الى موسى اذ استسقاه قومه أن اضرب بعصاك الحجر فابجست منه اثنتا عشرة عيناقد علم كل أناس مشربهم)الأعراف160فهل ترى أوقع من كلمة(انبجست)فى السمع والقلب؟انى أكاد أرى أسباط بنى اسرائيل الاثنى عشر واقفين وقد تركزت عيونهم وقلوبهم وآمالهم فى عصا موسى-عليه السلام- وهى ترتفع فى الهواء وتهوى على الحجر فاذا الماء ينبجس وكأنى بهذه الكلمة تصور الحالة النفسية للقوم وهم يتقافزون فرحا وكيف لا وقد علم كل أنا مشربهم؟.مع ملاحظة ان كلمة (انفجرت) فى سورة البقرة تصور غزارة الماء.
وقال تعالى:(فكبكبوا فيها هم والغا وون)الشعراء94تصوروا معى هذه الآية جاءت فى سياق الحديث عن المشركين وهم يساقون الى جهنم والملائكة تدفعهم دفعا غليظا فهم ينكفئون على وجوههم كلما وقفوا انكفؤا.فهل تجد تصويرا لهذه الحركة -حركة تتابع السقوط والوقوف- مثل تتابع حرفى الكاف و الباء؟
وقال تعالى:(لئن أخرتن الى يوم القيا مة لأحتنكن ذريته الا قليلا)الاسراء62 هذه الآية تتحدث عن فعل الشيطان فى أوليائه انه يلجمهم شهواتهم وبها يقودهم فينقادون فكلمة(يحتنك) من الحنكة وهى اللجام الذى يوضع فى فم الدابة.
فانظر الى تلك الكلمة وقد صورت بهيمية الكافر..وقيده..وذله معا؟ا(

ليست هناك تعليقات: