الجمعة، 8 مايو 2015

المال العام

المال العام
قال : المال العام هو ما يكون للناس جميعا حق فيه مثل المؤسسات العامة ووسائل المواصلات التابعة للدولة .... ويجب علينا المحافظة عليها ....نعرف هذا وشبعنا من هذه الأسطوانة المشروخة فهل عندكم من جديد ؟
قلت:لو تدبرت الأمر قليلا لعرفت أن كل مال هو مال عام
قال: نعم ...نعم ؟كل مال هو مال عام ؟يعنى أموالى التى تحت يدى واكتسبتها بعرق جبينى مال عام يستطيع كل واحد ان يأخذ منها ما يشاء ؟ياسلام ......تالله وبالله لو فعلها أحد لقطعت رقبته
قلت:امسك أعصابك وهل تظن أن أحدا من حقه الاستيلاء على المال العام ؟ يعنى هل يمكن لحضرتك أن تستولى على مستشفى عام بحجة أنه مال عام ؟
قال:طبعا لا ولكن من حقى الانتفاع به وقتما أشاء
قلت: وكذلك من حق الآخرين أن ينتفعوا بمالك الخاص
قال: نعم ولكن وقتما أشاء أنا
قلت: سينتفعون بمالك شئت أم لم تشأ
قال :أنت تثير غضبى كلا لا يمكن أن يحدث هذا أبدا
قلت:حسنا الله رزقك مالا ماذا تفعل به ؟
قال :مثلما يفعل الناس أقضى به حوائجى وأقوم بما علىّ من واجبات
قلت:عظيم وما حوائجك ؟
قال:حوائج كل الناس من مأكل ومشرب وملبس ومسكن وعلاج وترفيه إلى آخره
قلت:ومن أين تحصل على كل ذلك ؟
قال:بالمال أشترى ما اريد ولا فضل لأحد علىّ
قلت: بل للآخرين فضل عليك
قال: والله أمرك عجيب أنت تقول اليم ما لايفهم
قلت:افرض أنك أخذت بعض مالك وذهبت لتشترى طعاما مثلا فلم تجد أو رفض البائعون البيع لك ماذا تفعل ؟
قال :وهل يعقل هذا ؟إذن ماذا يفعل البائعون ؟
قلت:أقول لك إفرض تخيل أن البائعين تعاهدوا ألا يتعاملوا مع إنسان بعينه وبذلك لم يجد من يبيعه طعاما أو شرابا أو الخ ماذا يفعل ؟ هل يكون لنقوده قيمة ؟
قال :إذا حدث كما تقول لن يكون للنقود قيمة
قلت:إذن اتفقنا على أن الناس هم الذين يجعلون للنقود قيمة
قال :حسنا وما صلة ذلك بحكاية المال العام والخاص ؟
قلت : أريد أن أقول إن مالى الخاص ملك للمجتمع الذى أعيش فيه لأن هذا المجتمع هو الذى يجعل لمالى قيمة نتيجة الخدمات التى تعطيها لى وهذا القول يسرى على مال الآخرين
قال :ماشى ولكن يبقى مالى خاصا بى أفعل به ما أشاء
قلت: و حتى هذا ليس لك على الإطلاق
قال:كيف ؟
قلت :هل من حقك أن تشعل النار فى ورقة مالية ؟أو توزع أموالك على الناس فى الطريق ؟
قال :نعم هذا مالى وأنا حر فيه وعلى رأى المثل (من حكم فى ماله فما ظلم )
قلت :لو فعلت ذلك لكان من حق أهلك أن يستصدروا حكما من القاضى بالحجر عليك لسفهك ولعين القاضى وصيا عليك لا يعطيك من مالك إلا الحوائج الضرورية
قال:ولكن هذا ظلم
قلت :بل هذا حكم الله
قال :حكم الله أن أحرم من مالى ؟ من أين جئت بهذا ؟
قلت: المال مالك إذا أحسنت التصرف فيه وإلا أخذ منك وهذا يؤكد مقالتى إن كل مال هو مال عام
قال: من أين أتيت بهذا ؟
قلت: من قوله تعالى فى سورة النساء الآية الخامسة "ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التى جعل الله لكم قياما وارزقوهم وارزقوهم فيها واكسوهم "
قال:الله يقول "أموالكم "
قلت:المقصود أموال السفهاء ولذا قال الله بعدها "التى جعل الله لكم قياما "أى جعلكم قوامين على إدارهتا فانظر كيف سلب الله ملكية المال من السفهاء لأنهم بسفههم يضرون الأمة وهذا يعنى أن الأموال الخاصة جزء من مال الأمة وما الدخل القومى لأى مجتمع إلا عموم ما يمتلكه الأفراد والدولة
قال :والله صدقت وهذا يلقى على كاهل كل إنسان مسئولية حسن التصرف فى ماله
قلت : نعم ماله الذى يدور مع أموال الآخرين فى حركة اقتصادية تساعد على الانتاج وتوزيع الثروة كيلا يكون المال دولة بين الأغنياء فقط
قال :صدق ربنا العظيم وهو يقول الحق ويهدى السبيل
  • مصطفى فهمي أبو المجد

ليست هناك تعليقات: