المحاكمة
....................
أخذتنى سنة من النوم ....
فكأنى بسواد عظيم من الناس وقوف كأن على رؤوسهم الطير أبصاره معلقة بناحية اليمين فوقفت مع الواقفين أنظر حيث ينظرون....
فإذا بنور لأ لاء يملأ الأبصار والبصائر وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قادم وعلى يمينه ابو بكر الصديق وعلى يساره عمر الفاروق رضوان الله عليهما
اتخذ النبى صلى الله عليه وسلم مجلسه بين صاحبيه ثم حمد الله تعالى وأثنى عليه ثم طلب من عمه العباس رضى الله عنه أن ينادى :
هاتوا المتهمين
فنظرت فإذا جمع غفير كثير أكثرهم من أصحاب اللحى وكثير من أصحاب العمائم
وقف هؤلاء أمام الرسول صلى الله عليه وسلم منكسى الرؤوس ....
أشار صلى الله عليه وسلم إلى رجل وضىء مهيب فقام قائلا:
الحمد لله أشهد أنه رب العالمين وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وبعد :
فهؤلاء يا رسول الله صلى الله عليك وسلم جل الدعاة من أمتك كل يزعم أنه يتحدث باسمك ولكنهم أحدثوا فى الإسلام مالم تعهده أنت ولا أصحابك
قال ا بوبكر رضى الله عنه :
وماذا أحدثوا يا رمضان ؟
قال:أولا :أذاعوا فى الناس أن التدين فى رفع الصوت فعلقوا مكبرات الصوت التى تصم الآذان ولم يراعوا حرمة لمريض ولا لكبير ولا لصغير ولا لطالب وإذا طلب منهم خفض الصوت زعموا أن خفض الصوت من الصد عن سبيل الله
فالتفت عمر رضى الله عنه إلى النبى صلى الله عليه وسلم ثم أشار إلى أحد المتهمين فتقدم فسأله الفاروق :
أين أنت من قول الله تعالى :"ادعو ربكم تضرعا وخفية إنه لايحب المعتدين "؟ فى أى سورة هذه الآية ؟
قال المتهم :فى سورة الأعراف الآية الخامسة والخمسون
قال الفاروق رضى الله عنه :وما ترى العدوان فى هذه الآية ؟
قال :هو -والله أعلم -رفع الصوت
قال الصديق رضى الله عنه :يا له من علم لم ينفع صاحبه
وكأنى برسول الله صلى الله عليه وسلم يوجه كلامه إلى المتهم : فاقرأ آية الأعراف قبل السجدة
فقرأ المتهم :"واذكر ربك فى نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين "
وكأنى برسول الله صلى الله عليه وسلم يوبخه قائلا:وهل من التضرع رفع الصوت وترويع الناس ؟اا
قال الفاروق رضى الله عنه :فأين أنت من آية لقمان ؟ا اقرأ يا هذا
قرأ المتهم "واقصد فى مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير "
قال الفاروق رضى الله عنه :فما القصد والغض فى هذه الآية ؟
قال المتهم :القصد عدم التجاوز فى المشى بالسرعة المفرطة والغض عدم التجاوز برفع الصوت
قال الصديق رضى الله عنه :وما وجه ذكر الحمار هنا يا هذا ؟
قال المتهم :هو تصوير لقبح رفع الصوت وتشبيه صاحبه بالحمار تبشيع لفعله
وكأنى سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يتلو قوله تعالى :"يأيها الذين ءامنوا لم تقولون مالا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون "
قال الفاروق رضى الله عنه : وكيف تزينون للناس جهارة الأ صوات فى رمضان على هذا النحو المنكر ؟
قال المتهم :كنا نظن أن ذلك من باب نشر الدين وإغاظة الكافرين وإقلاق الكسالى
قال الفاروق رضى الله عنه :إنما يكون نشر الدين على مقتضى قواعد الدين لا كما تهوى الأنفس أفلا تعقلون أنكم بهذه الأفعال تقدمون الإسلام تقديما سيئا ؟
عقب الصديق رضى الله عنه :إنكم تقدمون الإسلام على أنه دين مزعج دين يأخذ بالمظاهر دين لاذوق فيه
قال عمر رضى الله عنه :وإغاظة الكافرين تكون بالقدوة الحسنة التى تستميل القلوب
ثم ما جدوى رفع الصوت المنكر ؟ألا تؤمنون بأن الله سميع بصير؟
قال المتهم :بلى إنه سبحانه سميع بصير يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور
قال الصديق رضى الله عنه :إذن فعلام رفع الصوت ؟ولم يرد به قرآن ولا سنة بل إن الحبيب صلى الله عليه وسلم نهى قارئى القرأن عن رفع أصواتهم حتى لايشوشوا على انفسهم
قال رمضان :يا حبيبى يارسول الله صلى الله عليك وسلم :وهؤلاء يدعون لاكما كنت تدعو وكما علمت أصحابك هؤلاء يمكث أحدهم قائما يدعو الوقت الطويل ربما نصف ساعة يتخير الأسجاع والكلام الذى لايفهمه العوام ...وهؤلاء يا رسول الله صلى الله عليك وسلم يفضلون الصلاة تحت الأضواء وأمام الشاشات وكأنهم لو يقرءوا قوله تعالى :"تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون " أفلا عقل هؤلاء أن الله رتب الجزاء الخفى الذى لا يعلمه إلا هو لمن استخفى بصلاته عن أعين الناس بعدا عن مظنة الرياء ؟
وكأنى برسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :وماذا تريد أن نعاقب هؤلاء يا رمضان ؟
قال رمضان :أفوض الأمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحكم فيهم بحكم الله
وكأنى برسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :إنهم مذنبون خطاءون وخير الخطائين التوابون فأن تابوا وأحسنوا تعليم المسلمين وأحسنوا عرض الإسلام على غير المسلمين فإن الله غفور رحيم وإن أعرضوا فسيزيد الله قلوبهم عمى حتى يضلوا عن السبيل وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا
ونظر النبى صلى الله عليه وسلم إلى عمه العباس رضى الله عنه فصاح فى الناس
انصرفوا يرحمكم الله يغفر الله للأولين والآخرين
.........................
وأفقت على أذان الفجر من خلال أربع مكبرات للصوت على مئذنة المسجد المجاور
....................
أخذتنى سنة من النوم ....
فكأنى بسواد عظيم من الناس وقوف كأن على رؤوسهم الطير أبصاره معلقة بناحية اليمين فوقفت مع الواقفين أنظر حيث ينظرون....
فإذا بنور لأ لاء يملأ الأبصار والبصائر وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قادم وعلى يمينه ابو بكر الصديق وعلى يساره عمر الفاروق رضوان الله عليهما
اتخذ النبى صلى الله عليه وسلم مجلسه بين صاحبيه ثم حمد الله تعالى وأثنى عليه ثم طلب من عمه العباس رضى الله عنه أن ينادى :
هاتوا المتهمين
فنظرت فإذا جمع غفير كثير أكثرهم من أصحاب اللحى وكثير من أصحاب العمائم
وقف هؤلاء أمام الرسول صلى الله عليه وسلم منكسى الرؤوس ....
أشار صلى الله عليه وسلم إلى رجل وضىء مهيب فقام قائلا:
الحمد لله أشهد أنه رب العالمين وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وبعد :
فهؤلاء يا رسول الله صلى الله عليك وسلم جل الدعاة من أمتك كل يزعم أنه يتحدث باسمك ولكنهم أحدثوا فى الإسلام مالم تعهده أنت ولا أصحابك
قال ا بوبكر رضى الله عنه :
وماذا أحدثوا يا رمضان ؟
قال:أولا :أذاعوا فى الناس أن التدين فى رفع الصوت فعلقوا مكبرات الصوت التى تصم الآذان ولم يراعوا حرمة لمريض ولا لكبير ولا لصغير ولا لطالب وإذا طلب منهم خفض الصوت زعموا أن خفض الصوت من الصد عن سبيل الله
فالتفت عمر رضى الله عنه إلى النبى صلى الله عليه وسلم ثم أشار إلى أحد المتهمين فتقدم فسأله الفاروق :
أين أنت من قول الله تعالى :"ادعو ربكم تضرعا وخفية إنه لايحب المعتدين "؟ فى أى سورة هذه الآية ؟
قال المتهم :فى سورة الأعراف الآية الخامسة والخمسون
قال الفاروق رضى الله عنه :وما ترى العدوان فى هذه الآية ؟
قال :هو -والله أعلم -رفع الصوت
قال الصديق رضى الله عنه :يا له من علم لم ينفع صاحبه
وكأنى برسول الله صلى الله عليه وسلم يوجه كلامه إلى المتهم : فاقرأ آية الأعراف قبل السجدة
فقرأ المتهم :"واذكر ربك فى نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين "
وكأنى برسول الله صلى الله عليه وسلم يوبخه قائلا:وهل من التضرع رفع الصوت وترويع الناس ؟اا
قال الفاروق رضى الله عنه :فأين أنت من آية لقمان ؟ا اقرأ يا هذا
قرأ المتهم "واقصد فى مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير "
قال الفاروق رضى الله عنه :فما القصد والغض فى هذه الآية ؟
قال المتهم :القصد عدم التجاوز فى المشى بالسرعة المفرطة والغض عدم التجاوز برفع الصوت
قال الصديق رضى الله عنه :وما وجه ذكر الحمار هنا يا هذا ؟
قال المتهم :هو تصوير لقبح رفع الصوت وتشبيه صاحبه بالحمار تبشيع لفعله
وكأنى سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يتلو قوله تعالى :"يأيها الذين ءامنوا لم تقولون مالا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون "
قال الفاروق رضى الله عنه : وكيف تزينون للناس جهارة الأ صوات فى رمضان على هذا النحو المنكر ؟
قال المتهم :كنا نظن أن ذلك من باب نشر الدين وإغاظة الكافرين وإقلاق الكسالى
قال الفاروق رضى الله عنه :إنما يكون نشر الدين على مقتضى قواعد الدين لا كما تهوى الأنفس أفلا تعقلون أنكم بهذه الأفعال تقدمون الإسلام تقديما سيئا ؟
عقب الصديق رضى الله عنه :إنكم تقدمون الإسلام على أنه دين مزعج دين يأخذ بالمظاهر دين لاذوق فيه
قال عمر رضى الله عنه :وإغاظة الكافرين تكون بالقدوة الحسنة التى تستميل القلوب
ثم ما جدوى رفع الصوت المنكر ؟ألا تؤمنون بأن الله سميع بصير؟
قال المتهم :بلى إنه سبحانه سميع بصير يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور
قال الصديق رضى الله عنه :إذن فعلام رفع الصوت ؟ولم يرد به قرآن ولا سنة بل إن الحبيب صلى الله عليه وسلم نهى قارئى القرأن عن رفع أصواتهم حتى لايشوشوا على انفسهم
قال رمضان :يا حبيبى يارسول الله صلى الله عليك وسلم :وهؤلاء يدعون لاكما كنت تدعو وكما علمت أصحابك هؤلاء يمكث أحدهم قائما يدعو الوقت الطويل ربما نصف ساعة يتخير الأسجاع والكلام الذى لايفهمه العوام ...وهؤلاء يا رسول الله صلى الله عليك وسلم يفضلون الصلاة تحت الأضواء وأمام الشاشات وكأنهم لو يقرءوا قوله تعالى :"تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون " أفلا عقل هؤلاء أن الله رتب الجزاء الخفى الذى لا يعلمه إلا هو لمن استخفى بصلاته عن أعين الناس بعدا عن مظنة الرياء ؟
وكأنى برسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :وماذا تريد أن نعاقب هؤلاء يا رمضان ؟
قال رمضان :أفوض الأمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحكم فيهم بحكم الله
وكأنى برسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :إنهم مذنبون خطاءون وخير الخطائين التوابون فأن تابوا وأحسنوا تعليم المسلمين وأحسنوا عرض الإسلام على غير المسلمين فإن الله غفور رحيم وإن أعرضوا فسيزيد الله قلوبهم عمى حتى يضلوا عن السبيل وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا
ونظر النبى صلى الله عليه وسلم إلى عمه العباس رضى الله عنه فصاح فى الناس
انصرفوا يرحمكم الله يغفر الله للأولين والآخرين
.........................
وأفقت على أذان الفجر من خلال أربع مكبرات للصوت على مئذنة المسجد المجاور