الأحد، 29 أبريل 2012

مفاهيم خاطئة



كتبهـا : مصطفى أبوالمجد - بتــاريخ : 4/30/2012 6:11:43 AM, التعليقــات : 0

-كثيرا ما رأيت أناسايواظبون على الصلاة فى المسجد ويحجون البيت الحرام ولكنهم أبعد ما يكونون عن التقوى والعمل الصالح بل أعرف بعضا منهم ساء خلقه بعد الحج عن ذى قبل .فما تفسير ذلك ؟

-ملحوظتك صحيحة وتفسيرها أن هناك من يظن أنه بالحفاظ على الصلاة فى المساجد وحج بيت الله الحرام قد أدى ما عليه لله .وقد قال لى بعض هؤلاء :ماذا يريد الله لى وقد أديت ما طلبه منى ؟ولا شك أن هذا فهم خاطىء تماما لما طلبه الله من البشر .فالله قد كلف العقلاء أن يحيوا وفق شريعته التى تنظم الحقوق والواجبات فى إطار مبادىء الشرع السامية وقد فرض الله على المكلفين عبادات تهدف إلى صلاح النفس التى بها يتعايش الناس ولهذا قال تعالى :"إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر"وقوله صلى الله عليه وسلم (رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ) وهذه النصوص الصحيحة تبين بجلاء أن العبادات ليست مجرد حركات وأقوال ولكنها إعداد النفس لممارسات توافق مقاصد الشرع الشريف .والفهم الخاطىء لهذا المعنى يوقع فى مصيبة الفصل بين الدين والسلوك مع أن الكل يحفظ قوله صلى الله عليه وسلم :"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "

-لقد سمعت بعض الخطباء -وقد خصص خطبة فى الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم -يقول:إن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم تكفر الذنوب ولو كانت مثل زبد البحر وقد كان رجل يسير وسط القبور ويصلى على النبى صلى الله عليه وسلم فغفر الله لسكان القبور ببركة الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم .

-هذا الخطيب وأمثاله من عوام الدعاة -وما أكثرهم -يفتحون بفهمهم الخاطىء أبواب المعصية لمن يبحثون عنها ويسهلون فعل المنكرات ما دام الأمر فى النهاية لن يكلف العاصين غير التمتمة ببعض الكلمات يعودون بعدها أتقياء أنقياء ثم يعاودون الكرة مرات ومرات ...وهؤلاء الخطباء آثمون آثمون آثمون بتقديمهم هذه الصورة الشوهاء للإسلام .فالإسلام دين جاد يؤاخذ الإنسان بما يفعل "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى "ومن أجل ذلك شرعت العقوبات لبعض الجرائم ولن يجدى من ظلم إنسانا أن يصلى على النبى صلى الله عليه وسلم مليار مرة بل لن يجديه أن يستغفر الله تعالى إذا لم يرد المظالم إلى أهلها وهذا واضح فى النصوص الصحيحة الصريحة .أما فائدة الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم فتكون لمن استكمل حقوق الله وحقوق الناس فهذه تزيده كمالا وجمالا ونورا .أما من يتخذونها تكأة لارتكاب المظالم فهى وبال عليهم .وهم يضحكون على أنفسهم ويعيشون على الأوهام الكذاب .نسأل الله الهداية للجميع

ليست هناك تعليقات: