الثلاثاء، 10 مارس 2015

حكاية التراث

حكاية التراث 
قال :ما حكاية التراث هذه ؟هل تحدث القرآن عن التراث ؟
قلت: نعم وتحدث حديثا ضافيا 
قال :وأين نجد ذلك ؟
قلت:نجده فى حديث سورة الفجر عن إرمذات العماد التى لم يخلق مثلها فى البلاد وثمود الذين جابوا الصخر بالواد وفرعون ذى الأوتاد وتجده فى حديث سورة "الصافات "عن قرى قوم لوط "وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل "ونجده فى حديث سورة "هود "عن تنجية الله لجسد فرعون ليكون لمن خلفه آية وسلفا ومثلا للآخرين كما فى سورة "الزخرف"
قال :ولكن القرآن ذكر أن الله دمر تلك الآثار
قلت :ليس ذلك صحيحا ألبتة بل أكد القرآن أن الله تعالى دمر البشر الظالمين وترك مساكنهم شاهدة على مصارعهم "فأصبحوا لايرى إلا مساكنهم "الأحقاف 25
قال :هل يمكن أن نقول إن القرآن عنى بالآثار ؟
قلت :لو أراد الله هدم الآثار لدمرها مع أصحابها ولكن الله سبحانه أراد أن تكون عبرة للآخرين بل إن الإسلام أمرأتباعه بحماية آثار غير المسلمين
قال :معقول ؟كيف ؟
قلت:نحن مأمورون بحماية الكنائس ومعابد اليهود وتلك آثار معروفة ثم إن القرآن أمرأتباعه أن يسيروا فى الأرض لينظروا كيف بدأ الله الخلق كما فى سورة العنكبوت
ولا يمكن النظر دون بحث عن آثار هؤلاء الناس ومن المهم أن نعلم أن القرآن تحدث عن أهل الكهف وكهفهم وتحدث عن ذى القرنين وسده وتحدث عن مدائن صالح وهذه كلها آثار و قد مر الرسول صلى الله عليه وسلم بمدائن صالح ولم يأمر بهدمها بل قال "لاتدخلوها إلاأن تكونوا باكين "أى معتبرين بما وقع لأهلها الظالمين
قال :فما بال هؤلاء الذين يهدمون الآثار بدعوى مخالفتها للدين ؟
هؤلاء ليسوا أفقه من أبى بكر وعمر وعثمان وكبار الصحابة الذين شاركوا فى فتح الشام والعراق ومصرحيث آثارالحضارات القديمة ولم يهدموا أثرا ولم يأمروابذلك
قال :يقال إنهم رضى الله عنهم كانوا فى شغل بالجهاد عن الالتفات لهذا الأمر
قلت : كلام غير مقبول ولا معقول وما يجوز لهم أن يجاهدوا البشر من أجل توحيد الله ثم يغفلون عن الحجر الذى يعبد من دون الله
قال: والخلاصة ؟
قلت: الخلاصة أن الإسلام يحترم عطاء الحضارات مع عدم التهاون فى إيضاح مبادئه فالإسلام لايقر التثليث ويعده كفرا ولكنه لايمكن أن يقهر النصارى ويكرههم على الإسلام فلا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى وفى القرآن اعتراف صريح بأن أكثر الناس من الكافرين ولكن هذه مسئولية يتحملها من اختار طريق الكفر وعلى المسلمين أن يقبلوا غير المسلمين كما هم حتى يقبلهم الآخرون كما هم ثم تأتى الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ولئن تفرقت بنا الاعتقادات فليسعنا المعنى العام للإنسانية وهذا مضمون قوله تعالى "يا ايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائللتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير "الحجرات 13

ليست هناك تعليقات: