الثلاثاء، 11 يونيو 2013

لماذا لايتوب الشيطان ؟

-لماذا لايتوب الشيطان ؟


-لوتاب الشيطان لاسترحنا ولكنه لم يتب لأنه لايريد أن يتوب وكيف يتوب من يعتقد أنه غير مذنب ؟ألم يقل لله "أأسجد لمن خلقت طينا "؟الإسراء 61 وبرر معصيته لله بأنه أفضل من آدم عليه السلام فقال :"أنا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين "ص76

وكيف يتوب من عرف مصيره؟ فقد سمع قدر الله تعالى فيه "قال فاخرج منهافإنك رجيم وإن عليك لعنتى إلى يوم الدين "ص 77و78

-ولكن آدم عليه السلام تاب فتاب الله عليه .

-نعم تاب آدم عليه السلام لأنه ندم على المعصية فقال هو وحواء :"ربنا ظلمناأنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين "الأعراف 23

-إبليس عصى ربه بعدم السجود لآدم فماذنب آدم حتى يغويه إبليس ؟وبمعنى آخر لماذا سلط الله إبليس على آدم ؟

-لما طرد إبليس من رحمة الله طلب من الله أن يؤجل عمره إلى يوم القيامة فأخبره الله بأنه قدر له أن يؤخر إلى يوم يبعثون وعلى هذا فليس ذلك

إجابة من الله لرغبة إبليس كما يظن البعض ولكن هذا قدر الله تعالى له طلب أم لم يطلب وهو أعلم بأنه سيطلب ..ولما علم إبليس أن عمره ممتد إلى يوم القيامة ظهر الشرالكامن فيه وأعلن أنه سيحاول الانتقام من آدم وذريته بجرهم معه إلى الجحيم شأن التلميذ الفاشل الذى يحاول إفشال أكبر عدد من الطلاب ليشاركوه خيبته.

ولكن السؤال مازال قائما :لماذا مكن الله إبليس من آدم وذريته ؟

-إبليس مخلوق من نار وهو بطبيعته صالح للخير والشر...

-الشيطان صالح للخير والشر؟ كيف ذلك ؟

-إبليس من الجن هذا ماقاله الله "إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمرربه "الكهف 50ولقدكان إبليس قبل أن يتأبلس يعبد الله مع الملائكة ومعنى هذا أنه وصل فى العبادة إلى درجة عالية ولكن العبرة بالخواتيم وحتى لايظن أحد أنه بكثرة عبادته استوجب على الله حقا معلوما...كذلك نحن نعلم من القرآن أن الجن منهم المؤمن والكافر "وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا "الجن 14

-طيب كنت أسأل :لماذا سلط الله إبليس على آدم ؟

-وكنت أقول :إن طبيعة خلق إبليس قبوله الخير والشر وكذلك طبيعة خلق آدم عليه السلام وهكذا قدر الله عزوجل أن تتصارع الطبيعتان حتى تكون هذه الحياة التى نحياها على هذه الأرض .

-ولِمَ لم تكن الحياة على الأرض خيرا لاشر فيه ؟

-كانت هناك فترة كلها خير محض وهى فترة ما قبل خلق آدم عليه السلام فقد كان الملائكة لايعصون الله ماأمرهم ويفعلون مايؤمرون وكذلك

قبل معصية آدم فقد كان وزوجه يمرحان فى الجنة بسلام ...وفى هذه الفترة لم تكن حياة على الأرض ولم تكن حضارة لأن الحضارة عمل وتكاليف وليس فى الجنة عمل ولاتكاليف ..

-وبعد ؟

-فلما حاول إبليس إغواء آدم بدأت بذور الشر تنمو فى نفس آدم وزوجه وكان كل هم الشيطان أن يلفت نظر آدم وزوجه إلى الممنوع وأن ينسيهما ما يعيشان فيه من نعم كثيرة ويلغ به الأمرأن أقسم لهما أنه لهما من الناصحين وأنه يريد أن يكوناملكين أو يكونامن الخالدين وهكذا نسى آدم عهد الله فعصى ربه فإهبط إلى الأرض لتكون هذه الحياة .

-لتكون هذه الحياة التى لابد فيها من الشر؟

-نعم لابد فيها من الشر..وتصور حضرتك هؤلاء البشر وقد عرف كل حقه وواجبه وأخذ من الحياة قدر ما يقيم حياته فقط ولم يطمع فى حق أخيه ولم يطمح إلى أكثر من حاجته..هل تتصور أن تكون هناك حضارة ؟

-بصراحة لا..لأن النشاط الإنسانى يقوم على تعدد الرغبات وتضاربها فماأريده أنا قد يشاركنى فيه الآلاف وهكذا ينشأ الصراع وماأريده أنا قد لايريده الآخرون بل يريدون خلافه وهكذا ينشأ التطور والتنوع ..وهناك من لايكتفى بماعنده ويطمع فيما أيدى الآخرين وهذا ما يدفع أصحاب الحق إلى تملك القوة للدفاع عن حقوقهم وهكذا وجد الظالم والمظلوم ووجدت المحاكم والقضاة وهكذا وجدت التجارة والصناعة والزراعة والبحث العلمى ...

-كل هذا بسبب وجود الشر ؟

-بل بسبب وجود الخير والشر وتصارعهما معا .

-إذن لقد كان وجود الشيطان ضروريا .

-قالها عملاق الثقافة العربية /عباس محمود العقاد فى بداية كتابه (إبليس ) قاللقد كان إبليس فاتحة خير للإنسانية ).

-تبارك الله رب العالمين .

-تبارك الله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات: