الجمعة، 12 نوفمبر 2010

الحج والمخاوف الخمس

افتراضي الحج والمخاوف الخمس

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.بسم الله الرحمن الرحيم"ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشرالصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالبوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون.إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطّوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم"البقرة155-158
...............................
قرأت هذه الآيات المشرفات فدار فى ذهنى سؤال :ما علاقة آية الحج بما قبلها ؟
ولماذا التذكير هنا بالسعى بين الصفا والمروة من بين شعائر الحج؟
وركنت إلى التأمل...
ووجدت خيالى يحلق بعيداخلف آلاف السنين....
...........................................
رباه.ماذا أرى؟أليست هذه(هاجر)؟زوج نبى الله إبراهيم؟إنها هى ومعها رضيعها إسماعيل عليه وعلى أبيه أزكى السلام .
فلأقترب وأرقب ما يجرى.
الشمس تميل إلى الغروب .وهاجر تأكل آخر تمرة
فى جرابها وتشرب آخر قطرة فى سقائها....
وهاهو ليل ثقيل مظلم يلف المكان وتحتضن الأم وليدها وأرى عينيها-تحت النجوم-فيهما خوف الأنثى وثقة المؤمنة.
ومضى الليل الرهيب.لم يمسهما أذى ولم يعرض لهما مخلوق.وكأنما وكل هذان الجبلان(الصفا والمروة)بحراستهما.
وانتبهت الأم الباسلة على بكاءطفلها.إنه يريدالغذاء
ولكن من أين وقد جف ثدياها من الجوع كما جف حلقها من الخوف؟وليس معها مال....مال؟وما يفيد المال فى هذه الصحراء القاحلة؟ومع من تتعامل وليس هنا من أنفس إلاهى وطفلها؟وليس هنا زروع ولا ثمار؟
رباه.يارباه.ياخالق هذا الكون ومدبرشؤونه.لوكان
رجل -فى مدينة القاهرة ذات الملايين-يسير خائفا جائعا مفلسا لأحس بالضياع والغربة وأمواج الحياة تتلاطم حوله.فكيف لهذه المرأة الضعيفة أن تفعل فى هذاالمكان وقد أحاط بها(الخوف والجوع ونقص المال والأنفس والثمرات)؟
ماذا؟هذاابنها معها يؤنس وحشتها؟
كلا كلا.لو كان شابا يافعا لفعل.ولكنه طفل رضيع إنه عبء عليها.إنه جزء من المشكلة.بل كل المشكلة.....
ماذا تفعل (هاجر)؟
إنها تمهد الأرض تحت (إسماعيل)وهاهى تصعد
جبل الصفا وتنظر هنا وهناك علها تجد مخرجا..
وهاهى تنزل وتصعد جبل المروة وتجيل النظر دون جدوى ...
يالها من امرأة ويالها من أم لقد قررت المحاولة
سبع مرات دون جدوى فعادت إلى طفلها تنتظر قضاء الله.
إنى أسمعها تهمسإن الله لن يضيعنا).........
الله أكبر الله أكبر الله أكبر.
إنها المعجزة.إنه الماء يتفجر تحت قدمى الرضيع وهاجرالمؤمنة الصابرة تزم الماء فرحة بالنجاة
ممتنة لعطاء الله.
الأم مشغولة بابنها وبهذا الخير الذى جاءهاولكنه
الله الذى لاتحصى نعمه...فهذه الطيور رأت الماء فأقبلت وأقبل معها الناس ...لقد عمر الكان الذى
كان خاويا وترددت فيه أنفاس الأنس وكثرت فيه
الثمرات .فشكرا لخالق الأرض والسموات.
............................................
وعدت إلى نفسى وقدت أدركت سرموقع آية الحج
بعد آية البلاء.
وكأنها رسالة الله إلينا إلى كل الناس:
عند نزول البلاء من خوف وجوع ونقص المال والأنفس والثمرات ولاأظن أن هناك بعد هذا بلاء
يجب أن يكون الصبر واللجأ إلى الله وحسن الظن به.فقد ابتليت (هاجر)بهذه الخمس فصبرت
وأحسنت الثقة بالله ولجأت إليه فكانت صلته صلات وهبته هبات وعطاؤه ممتدا إلى آخرالحياة.


ليست هناك تعليقات: