الاثنين، 15 سبتمبر 2014

لذة ولذة

 إذا قيل لمن يأكل :لم تأكل ؟ 
قال :لأنى جائع .
وإذا قيل لم يأكل وهو شبعان :لماذا تأكل ؟
قال:لأن فى الطعام لذة لاتقاوم .
وإذا قيل لأحد الناس :ماقيمة الجنس ؟
قال:هذه متعة أحلها الله تعالى .
وإذا قيل لمن يقترف الزنا:لماذا تزنى؟
قال:إنها متعة لاتقاوم .
والحق أن اللذة تقود الإنسان إلى الفعل أيا كان ...
والذى يفعل شيئا لايجد فيه لذة لن يؤديه على أكمل وجه..
انظروا إلى العامل الذى يشعر بلذة وهو يعمل كيف يعمل ؟إنه يبدع ويتألق ...وانظرواإلى زميله الذى يعمل بصورة معتادة تجدونه خاملا لايكاد يبين ...
ومن هنا كانت (اللذة )من آيات الله التى زرعها فى فطرة الإنسان وجعل فيها استمرار الحياة...
ولعل الأم خير مثل على مانقول ...
فهى تعانى من آلام الوضع ماتعانى ولكنها ماإن تبرأ وتسترد عافيتها حتى تطمح إلى وليد جديد  لما تجد من لذة الأمومة ...
حتى اللص ....يسرق لمايجد من لذة المال  ثم يعود مهما جمع من مال ولو قادته اللذة الآثمة إلى التهلكة...
إذن ...
اللذة حافز أساس لكل نشاطات الإنسان...
فهل فكر أصحاب تلك الأنشطة إلى نقل الإحساس باللذات إلى مجال آخر؟
كيف ينظر أصحاب اللذات الجسدية إلى مايقوله أصحاب الأذواق الروحية ؟
كيف ينظرون إلى رجل قلبه معلق بالمساجد مثلا؟
كيف ينظرون إلى رجل شغوف بالصيام ؟
لعلهم يرونهم يضيعون حياتهم فيما لايغنى ...
ولعلهم يحسدونهم على أمورلايستطيعونها...
ولكن قليلون من يحاول أن يسلك طريقهم أو يخوض تجربتهم إلا من رحم الله .
ولكن قد يساق بعض هؤلاء إلى التجربة رغما عنه...عندما تفجؤه فاجعة لم تخطر على باله  أو عندما يرى غيره قد أصابه مثل ذلك 
هنا قد يتوقف يقرر إعادة حساباته وقد يكون فى ذلك كل الخير له 
...............
وحصيلة كل ذلك ...
الدعوة إلى التماس اللذة فى أى عمل نؤديه ...
وقد قلت فى مقالة سابقة :إن الزوجة التى تقدم العلاقة الحميمة إلى زوجها على انها مجرد واجب تخسر كثيرا...
تخسر نفسها وتخسر زوجها...
لأنها تؤدى مهمة معتادة فاقدة لهدفها الكبير وهو (المودة والرحمة ) ولو حاولت أن تلتمس اللذة لنفسها أولا لتغير الحال كثيرا ...
إنك حين تلتمس اللذة فإنما تعمل لنفسك وحين لاتجد لذة فإنما تعمل لغيرك وشتان شتان 
وأخيراأقول :
لو أننا التمسنا اللذة فى عباداتنا ومعاملاتنا لتغير وجه الحياة فى داخلنا وما حولنا ...
إن الأمر مهم جدا ويستحق المحاولة 
فلماذا لانحاول ؟

ليست هناك تعليقات: