الاثنين، 7 يوليو 2014

عطاءات الله

عطاء الله
أعلم أنك موهوب ..
شاعر ورسام ورياضى و...و...
وأعلم أن لك حضورا بين الناس ..وجاذبية عند البعض

ولكنى شعرت بالصدمة عندما سمعتك تعرف نفسك بأنك (الدكاترة ) فلان ...
صحيح أنك حاصل على عدة شهادات (دكتوراه ) ولكن ..ماحاجتك إلى هذا الإعلان وشهرتك تسبق شهاداتك ؟
كما شعرت بالأسف العميق وأنت تصف مناظرك بأنه (عارى ) من الشهادات
لقد ذكرنى هذا الموقف بموقف مشبه كان بين الأستاذ /عباس العقاد والدكتور /زكى مبارك رحمهما الله وكان /زكى مبارك قد وصف نفسه ب(الدكاترة ) وقال فى موقف الفخر موجها كلامه إلى العقاد :(لقد حصلت على الدكتوراه فى اللغة العربية من جامعة السوربون بينما أنت لم تحصل إلا على شعادة (الابتدائية ) فما كان من العقاد إلا أن أجابه فى هدوء :(نعم أنت حصلت من الأعاجم على شهادة بأنك تحسن لغتك ) فخرج الدكاترة زكى مبارك مهزوما ...
نعم يا عزيزى المتألق المتعدد المواهب ...
أعلم أنك تحسن الحديث وتتالقفى فنونه..وأن مناظرك أبعد ما يكون عن مضمارك
ولكنى أعلم أيضا أن مناظرك أقدر منك على العمل والحركة الفاعلة بين الناس وبقدر طول لسانك فى البلاغة فإن يده أطول فى بذل الخير ...
وإذا كنت تدعو إلى الحق فإنه يجسده ...
وإن كنت تدعو إلى الخير فإنه ينفذه ..
وإن كنت تدعو إلى الجمال فإنه صورة من جمال النفس وجمال البذل
ومن جمال مناظرك أنى لم أسمعه يطرى نفسه ولم أسمعه ينقد غيره ..
وحسبه هذا الجمال المتواضع المفيد ..
عزيزى المتألق المتعدد المواهب ...
إن شموخك بأنفك وغضك من أقدار الآخرين فيه اتهام لحكمة الله تعالى حيث تحاول أن توحى بأنه تعالى اختصك بالمحامد ونسى غيرك سبحانه ..
كلا فقد منح الله عطاياه لمن شاء كيف شاء وعلى وفق مراده لامرادات عباده
ولو كلفت نفسك عناء النظر فى نفسك لعلمت أن الله أعطاك وأعطى غيرك وأن تعدد العطايا من علائم القدرة والحكمة الربانية ..
وإنه ليسعدنى جداأن أعلن أنى أعتز بصحبة فلان الذى تعرفه وتلومنى على صحبته بزعم أنه مجرد (فلاح ) أقول :إننى أعتز بصداقة هذا الفلاح لأننى وجدت عنده ما لم أجد عند كثير من (المثقفين ) وجدت عنده الصدق والإخلاص والحكمة ...وأعترف أننى أفدت كثيرا من آرائه فى حل مشكلات لم أكن أدرى لها حلا ..
عزيزى المتألق المتعدد المواهب ...
شيئا ...بل كثيرا من التواضع

ليست هناك تعليقات: