السبت، 27 يوليو 2013

من الآخر




-طيب وماذا بعد ؟إلام تصير البلاد ؟
-ما حدث قد حدث والانقلاب أصبح واقعا علينا أن نتعامل معه .
-يعنى فرض أمر واقع ؟
-نعم هو كذلك ...ضابط استولى على السلطة كما يحدث فى كثير من دول العالم الرابع
-ومن يقبل هذا ؟
-يقبله من يحب مصر ولايريد لها أن تنزلق إلى مخاطر حرب أهلية
-عجيب والله أمرك ..تدعو إلى قبول الاستبداد ؟
-أما عن الاستبداد فالعالم كله يرى أنه استبداد و لقد خرج الدكتور /العوا لينفى ماقاله
الزعيم الشاب وأننا دخلنا فى باب الخداع السياسى ولكنى مع كل ذلك أدعو الإخوان ومناصريهم إلى قبول الهزيمة ورفع راية الاستسلام حبا لمصر لأن الوطن قبل الدين
-الوطن قبل الدين ؟أنت تقول هذا ؟
-إى وربى أقوله وأكرره الوطن قبل الدين ..لأن الوطن يعنى الأرض والناس والدين لم يأت للسماء ولا للملائكة بل للأرض والناس "قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا "الإسراء 95
-ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم هاجر إلى المدينة مفضلا دينه على وطنه
-بل خرج يطلب وطنا جديدا يجد فيه ناسا أكثر قبولا لدعوته
-ولكن المسألة هكذا تكون مسألة قوة لامسألة حق
-دعنا من توصيف الأمور ولنقل إن البلد فى خطر داهم وأن على العاقل أن يختار :إما البحث عن الحقوق ولو على جثة الوطن وإما قبول الاستبداد فى هذه المرحلة حفاظا على تماسك الدولة لأن الحياة فى ظل حكم مستبد أفضل من عموم الفوضى
- وما مرجعيتك فى هذا الذى تدعو إليه ؟
-العقل يقول هذا ومع ذلك فأنا أسترشد بموقف هارون عليه السلام حينما أخذ موسى عليه السلام بلحيته وراسه وقال له غاضبا "ياهارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن أفعصيت أمرى "؟فقد اعتذر هارون قائلا"يبنؤم لاتأخذ بلحيتى ولابرأسى إنى خشيت أن تقول فرقت بين بنى إسرائيل ولم ترقب قولى "طه 94
-وعلى قولك يحب على الإخوان ومناصريهم أن يتركوا حقوقهم وينخرطوا فى عملية سياسية لن يكون لهم فيها مكان
-الأمر الآن أكبر من عملية سياسية وأكبر من أى مكان فقد عاشت قوى الإسلام السياسى -مع كراهيتى لهذه التسمية -زمنا طويلا خارج اللعبة السياسية ..فلتعد هذه القوى إلى قواعدها الشعبية ولتعكف على تضميد جراحها وإعادة حساباتها والاستفادة من أخطائها وتنظيم صفوفها ولتكن أقل أحلاما وأكثر واقعية
-ولكن هل تظن الحكام الجدد يتركون لها الفتات ؟
-حتى الفتات يجب الاستعلاء عليه فى هذه المرحلة فليكونوا فى المعارضة أو حتى خارج اللعبة فالخروج بمصر من هذه المحنة فوق اللعب كله ولو أن الزعيم الجديد نجح فى حل مشكلات مصر الظاهرة واستطاع أن يوفر للناس الأمن والغذاء وأن يضع البلاد على طريق النهضة فأنا أول من يضرب له تعظيم سلام

ليست هناك تعليقات: