الأحد، 29 يناير 2012

قالوا وقالت وقلنا

قالت:أنا امرأة مسلمة أثق فى ربى وأعلم أن شريعته أكرم لى ولكن هناك من يثير بعض الشبهات ولا يمكننى الرد عليهم
قلت:مثل ماذا ؟
قالت:يقولون :إن الشرع أوجب ستر عينى المرأة وقيل عين واحدة وقيل نصف العين وعلى الأقل ستر ماعدا الوجه والكفين وهذا من هوان المرأة فى الإسلام .
قلت: هذا من دندنة الجهلاء وفيما أوردوه رد عليهم فهم ينقلون أقوال الفقهاء (قيل وقيل وقيل ) ومثل هذه الأقوال ليس شريعة بل هى مجرد أقوال لأصحابها تمثل فهمهم للنصوص وقد قلنا وقال غيرنا أننا لانطبق شرع الله حين تختلف الأفهام ولكن نطبق فهمنا للنصوص وعلى هذا فهذه الأقوال ليست ملزمة لافى هذه المسألة ولا فى غيرها ويمكن للمسلم أن يأخذ ببعضها أو يتركها إلى اجتهاد جديد إذا كان من أهل الاجتهاد .ولكن المجمع عليه  هو الحجاب وهو ستر ماعدا الوجه والكفين وفى هذا حفاظ على حرمة المرأة وصيانة لها عن التبذل وإذا كانت الحضارة الغربية تبيح العرى للمرأة فهذا عطاؤها الذى لا يحق لأحد أن يجبرنا على الأخذ به .وعلى من يهاجم الإسلام فى مسألة الحجاب أن يفسر لنا 
رضا المسلمات الغربيات بالحجاب رغم مخالفته للعادات والتقاليد التى نشأن عليها .إن المرأة فى الإسلام عرض وحمى وخط أحمر
أما جعلها نهبا مباحا فهذا ليس من دينا ونحن فخورون باختيارالله 
قالت:ويقولون :إن جعل شهادة المرأة على النصف من شهادة الرجل دليل على نقصان عقلها .
قلت :بل هو دليل على نقصان عقلهم هم فالآية تقول "فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر أحداهما الأخرى "البقرة 282 ففى هذه الآية :
أولا:"ممن ترضون من الشهداء"أى أن العدل شرط فى الرجال والنساء على السواء وليس كما يزعم الجاهلون أن شهادة أستاذة الجامعة أقل من شهادة البواب .
ثانيا:"أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى" والضلال هنا يعنى النسيان وما يشبهه من تغليب العاطفة وليس هذا بعيب فى المرأة بل هى ميزة مازها الله بها كفاء ماخلقت له من مهام. أما الحديث عن نقصان عقل المرأة فهو أمر مجازى يمكن أن يقال للرجل أيضا بمعنى أن المرأة أكمل منه فى مجال العاطفى فهو ناقص من هذه الناحية وهو أكمل منها فى مجال إعمال العقل فهى ناقصة من هذه الناحية وهذا على العموم كما قال المحققون لأنه قد توجد امرأة ذات عقل يزن ألف رجل .
قالت:ويقولون :(من هوان المرأة أن ترث نصف الرجل )
قلت :وهذا أيضا من جهالاتهم ولو درسوا علم (المواريث) فى الإسلام لقالوا شيئا آخر. فقد جعل الإسلام للمرأة مهرا ترضاه يكون خالصا لها وهذا يعنى أنه مال ينمو .والإسلام لايوجب عليها النفقة على البيت حتى لو كانت موسرة وزوجها معسر وبناء على ذلك كان حظها الأوفر فى الميراث بينما أخوها الذى يأخذ ضعفها 
عليه أن يدفع مهرا وأن ينفق على البيت .ومن ناحية أخرى فإن ميراث المرأة نصف الرجل ليس مطلقا بل هو فى حالات محدودة وهناك حالات يتساوى فيها الرجل والمرأة بل هناك حالات تأخذ المرأة أكثر من الرجل بل هناك حالات تحجب المرأة الرجل فلا يرث أصلا .وعلى هؤلاء الجهال أن يحسنوا القراءة ليحسنواالفهم 
وعليهم ألا يتناسوا أن المرأة الغربية كانت تعطى هى المهر  والتاريخ يسطر بمداد من الخزى والهوان أن مارى انطوانيت  ابنة امبراطورة النمسا قدمت مهرا لزوجها لويس السادس  عشر (دوطة)أى مهرا هو إقليم نمساوى ضمته فرنسا إليها .
قالت:ويقولون :(من هوان المرأة المسلمة أن الإسلام شرع ضربها إذا رفضت دعوة زوجها إلى الفراش .
قلت :هم يفهمون ما يريدون فهمه والنصوص ترد عليهم لأنها جعلت عقوبة تلك الزوجة "بات الذى فى السماء عليها غضبان "
و "لعنتها الملائكة حتى تصبح " ولاضرب ولا شتم وذلك إذا امتنعت عن فراش زوجها دون عذر فهى هنا معتدية على حقه وحقها وهى التى ستجنى ثمرة هذا العصيان إذا ما اضطر إلى الزواج عليها .أما الضرب فتلك حكاية أخرى لها ضوابطها:
أولا:أن يأمرها بمعروف .
ثانيا:أن يكون فى طاقتها .
ثالثا:ألا تكون لها حجة فى مخالفته .
فإذا تحققت هذه الضوابط تحدد الأسلوب .
أولا:الوعظ بالحسنى  ويأخذ وقته حسب الأحوال .
ثانيا:إذا لم تحصل فائدة يكون الهجر فى الفراش ..لاخارج الفراش 
ثالثا:إذا أصرت على  العناد كان الضرب وهذا الضرب له ضوابط
شديدة أيضا .
أولا:لابد أن ترجى فائدته بمعنى أن تكون ممن يؤثر فيهن الضرب
فلا تضرب من لم تعتد هذا الأسلوب عند أبويها .
ثانيا:أن يكون الضرب رمزيا أى يعطى انطباعا بالكراهية وقد ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم مثلا له بقوله لخادمه "لولا خوفى من الله لأوجعتك ضربا بهذا السواك "وما يغنى السواك ؟
ونهيه عن ضرب النساء واعتبار الرجل الضارب زوجه من شرار
الرجال   وأن من قلة الحياء أن يضرب الرجل امرأته أول النهار ثم يضاجعها آخره .
ثالثا:لو أحدث الرجل إصابات فى جسد امرأته كان لها حق القصاص .
هذا وعلى الذين يزايدون على الإسلام أن يطلعوا على الإحصاءات
الغربية التى تبين تعرض النساء هناك للضرب المبرح بنسبة عالية
قالت:ويقولون :(إن الإسلام جعل المرأة كالأرض والحرث )
قلت: وهذا دليل على إعلاء الإسلام لشأن المرأة لأن الأرض تعنى 
الحياة والإنسان يطير فرحا إذا امتلك (شقة ) فكيف إذا امتلك أرضا
الأرض قيمة غالية وعليها تتصارع الأمم وكذلك الحرث فهو الثمرة المرجوة .وقبل هذا وبعده هذا تعبير مجازى أى نساؤكم كالحرث .أما القول بأن للرجل أن يفعل بزوجته ما يشاء فهو قول سخيف جهول لأن للمرأة أن تفعل ما تشاء فأمر العلائق الحميمة بين الزوجين متروك لهما كما يشاءان مع التزام الضوابط الشرعية
المعروفة فى هذا الشأن .
قالت:ويقولون :إن المرأة والحمار والكلب الأسود تقطع الصلاة )
قلت: وإذا قنا رأيت فى الطريق رجلا وامرأة وكلبا وحمارا هل يعنى ذلك أننى جعلت الرجل والمرأة من زمرة الكلاب والحمير 
إنما الحمير من يفهمون ذلك هذا يعنى فقط اشتراكهم فى الحكم 
وإلا فهل يعنى تأخير صفوف النساء فى الصلاة عن صفوف الرجال والصبيان أن المرأة أقل قيمة ؟كلا بل هى أمور تضبط إيقاع الصلاة وتبعد مظنة عدم الخشوع خاصة وأن فى الصلاة أوضاعا معينة لاينبغى أن تتعرض لها عيون الرجال .وهذه أمور
فطرية لايهتم بها إلا الأسوياء .
قالت :رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه نبيا ورسولا :
قلت:وما ذكرناه هنا أمور قررها العلماء منذ زما ن بعيد ولكن الملاحدة يتوهمون أنهم يصيدون  فلا يصيدون . نسأل الله لهم الهداية .

ليست هناك تعليقات: