السبت، 20 أغسطس 2011

المائدة التاسعة عشرة -تابع

سورة (الشعراء)
1-عتاب للرسول صلى الله عليه وسلم :أتريد أن تهلك نفسك حسرة على كفر هؤلاء ؟ولو شاء الله لأنزل معجزة تذل رقابهم فيخضعون مجبرين ولكن الله يريد قلوبا لا قوالب .وإذا كانوا قد أعرضوا عن القرآن فسوف يعلمون عاقبة تكذيبهم .ولو كان عندهم مسكة من تعقل لتفكروا فى الأرض التى فيها يحيون وتصرف الله فيها بألوان النباتات إن الذى يفعل هذا هو القوى الرحيم .(1-9)
2-حديث طويل عن قصة موسى عليه السلام مع فرعون فقد أمره 
الله أن يذهب وأخاه إلى فرعون وقومه بالدعوة إلى الله وإطلاق بنى إسرائيل معهما وهنا دار نقاش بين موسى وفرعون الذى ذكره بسابق عهده فى القصر وأنه قتل مصريا ورد موسى بأن هذا عهد مضى وأن الله أكرمه بالرسالة .فتساءل فرعون مستهزئا عن الله 
فقال موسى إنه رب السموات والأرض ورب كل الناس ورب المشرق والمغرب ولكن فرعون يتهمه بالجنون ويهدده بالسجن إن اتخذ إلاهاغيره (10-29)
3-قال موسى لفرعون وما تقول لو جئتك بليل واضح على أنى رسول ؟ فتحداه فرعون .فألقى موسى عصاه فإذا هى ثعبان ضخم 
وأخرج يده من جيبه فإذا هى تسطع كالشمس فأراد فرعون أن يبطل أثر المعجزتين فى نفوس حاشيته فاتهم موسى بالسحر وأنه يريد إخراج المصريين من أرضهم ويتملق القوم بطلب المشورة منهم فأشاروا بأن يجمع لهم أمهر السحرة (30-37)
4-جمع السحرة وحشد الناس فىيوم العيد وهنا سجلت الآيات أمرين :
الأول:أن السحرة سألوا فرعون عن مكافأتهم إذا غلبوا موسى .فوعدهم بالجائزة الكبيرة والمكانة العالية .
الثانى:أنهم حين ألقواحبالهم وعصيهم أقسموا بعزة فرعون أنهم غالبون.(والغرض من تسجيل هذين الأمرين هو إبطال ادعاء 
فرعون بعد الهزيمة بأنهم متواطئون مع موسى ) .
ألقى السحرة مامعهم وألقى موسى عصاه التى ابتلعت حبالهم وعصيهم .وهنا أدرك السحرة (الذين هم خلاصة العلماء )أن ثعبان موسى حقيقة وليس تخييلا كحبالهم وأنه لايقد على هذا إلا الله فآمنوا وسجدوا لرب هرون وموسى .وهنا ثارت ثائرة فرعون واتهم السحرة بالتواطؤ مع موسى وهددهم بالقتل والصلب ولكنهم 
ثبتوا على إيمانهم وفازوا بالشهادة.رضىالله عنهم (38-51)
 5-لم يعد ممكنا التعايش مع فرعون الطاغية فأمر الله موسى بالخروج ليلا ببنى إسرائيل من مصر إلى برية سيناء .وفى الصباح جن فرعون فأمر بالتعبئة العامة وهنا أيضا يسجل القرآن 
أن فرعون كان (على استعداد تام لملاحقة موسى وقومه فهم شرذمة قليلة وهم متمردون وقد أخذنا العدة والحذر)وهذا حتى لايقول قائل إن فرعون أخذ على غرة وأنه لم يكن مستعدا .
ويعجل القرآن بذكر نتيجة المواجهة بفقد فرعون وجيشه الثروة والجاه والحياة .ثم تعود الآيات بتصوير الموقف :فقد رأىقوم موسى جيش فرعون فأيقنوا الهلكة ولكن موسى كان واثقا من ربه 
الذى أوحى إليه بضرب البحر بالعصا فانفلق البحر إلى طرق يحجز بينها الماءكالجبال ونجا موسى وقومه وغرق فرعون وجيشه .....أليس فى هذه القصة آية لمشركى مكة ؟إن أكثرهم كافر وإن ربك -يامحمد -هو القوى الرحيم يثبتك بتلك المواقف 52-68)
6-ثم يذكر القرآن قصة إبراهيم وهو يحاورهم حول أصنامهم ويبين لهم عجزها عن سماعهم وعن نفعهم وضرهم ولكنهم يحتجون بأنهم يتبعون أسلافهم فيجهرابراهيم عليه السلام بعدائه لآبائهم وأصنامهم وإيمانه بالله الخالق الهادى الرزاق الشافى المميت المحيى الغفور ويدعوربه أن يهبه الحكمة ويجعله مع الصالحين ويدخله الجنة ويغفر لأبيه ويكرمه يومالقيامة حيث لاينفع مال ولا ولد إلا من أتى الله بقلب سليم .
وهنا ترسم الآيات صورة سريعة للجنة وقد تبدت للمتقين واقتربوا منها .ولجهنم وقد برزت لأصحابها والملائكةتوبخهم وتسألهم عن شركائهم وهل يستطيعون إنقاذهم ؟ويساقون إلى جهنم يتكفأون هم 
والشياطين الذين يختصمون ويتسابون فى جهنم ويعلنون ندمهم وخطأهم ويتمنون العودة إلى الدنيا ليؤمنوا ولكن هيهات (69-104
7-ثم تأتى قصة نوح مختصرة فهو شأن جميع الأنبياء دعا قومه إلى الله فيطلبون من أن يبعد الفقراء ويهددونه بالرجم فيدعو عليهم فأنجاه الله والمؤمنين بالسفينة وأغرق الكافرين .
ثم تأتى قصة عاد قوم هود وقد ذكرهم نبيهم بنعم الله عليهم وأنه من شكر النعمة شكر المنعم ولكنهميسخرون منه فكان عاقبتهم الهلاك .....
وعلى نفس النسق قصة صالح عليه السلام مع ثمود وهم يتهمونه بالجنون وأنه مجرد بشر ورغم أنه أتى بمعجزة الناقة إلا أنهم تحدوه وعقروا الناقة فأخذهم العذاب .
ثم تأتى قصة لوط عليه السلام مع قومه الشواذ الذين هددوه بالطرد فدعا الله أن ينجيه منهم فأنجاه الله وأهلكهم ومعهم امرأته التى كانت تشايعهم .
ثم تختم سورة الشعراء تلك القصص بقصة شعيب عليه السلام مع 
أصحابالأيكة ولم تذكر أنه أخوهم لأنه لم يكن منهم وقد دعاهم إلى الله والعدل فى الكيل والميزان وخوفهم عذاب الله فاتهموه بالجنون 
وتحدوه أن يأتيهم بالعذاب فأخذهم عذاب شديد .
أليس فى كل هذه القصص عبرة لكم ايها المشركون ؟
وإن فيها التثبيت للمؤمنين .(105-191)
8-هذا القرآن من عند الله نزل به جبريل عليه السلام على قلبك يا محمد صلى الله عليه وسلم ليكون منذرا بلسان عربى واضح وخبر هذا القرآن ونبيه فى كتب الأنبياء السابقين وعلماء بنى إسرائيل يعلمون هذا .ولكن المجرمين يعاندون ويستعجلون العذاب .وحين 
يحل بهم لايغنى عنهم ترفهم .والله لا يهلك قوما إلا بعد إلزامهم الحجة بإرسال الرسل .
إن الشياطين بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم أصبحوا معزولين عن استراق السمع إلى السماء والقرآن فى حفظ الله منهم 
فاثبت على دينك يا محمد صلى الله عليه وسلم وابدأ بدعوة أقربائك وكن لينا للمؤمنين وتوكل على الله السميع العليم بأحوالك .
ثم تختم شورة الشعراءبسؤال مهم :هل أدلكم على من تلازمهم الشياطين ؟إنها تتزل على الكذابين الآثمين .مثل  معظم الشعراء الذين يهيمون فى الخيال ويقولون مالا يفعلون (وهذا حال الشعر الذى يقوم أساسا على الخيال )ولكن من الشعراء مؤمنون يذكرون الله كثيرا ويقفون مع الحق .(192-227)
سورة (النمل ):
1-القرآن هدى وبشرى لمن يؤمن به ويعملون بمنهجه أما الكافرون فهم فى حيرة وخسران فى الدنيا والآخرة .وإنك يامحمد صلى اللهعليه وسلم تتلقى القرآن من عند إله حكيم عليم .(1-6)
2-لقطة سريعة من قصة موسى عليه السلام إذ قال لأهله وهم عائدون إلى مصر بعد غيبة عشر سنوات وهم فى ظلام الصحراء :لقد رايت نارا على البعد سأذهب لآتى بقبس منها نستدفىء به ولما ذهب سمع صوتا يناديه ويعلمه أنه ربه وأنه اختاره رسولا ويعطيه معجزة العصا واليد وأمره بدعوة فرعون وقومه ولكنهم جحدوا رغم المعجزات الواضحة فكان هلاكهم (7-14)
3-حديث عن داود وسليمان عليهما السلام اللذين حمداالله على ما أنعم به عليهما من العلم والتكريم .وقد علم الله سليمان لغة الطير وآتاه ملكا عظيما وجندا من الإنس والجن والطير .وتحكى الآيات عن جيش سليمان وقد أشرف على وادى النمل فحذرت النملة المراقبة قرية النمل كى يختبئوا حتى لايحطمنهم جيش سليمان ...
سمع سليمان عليه السلام بفضل الله كلام النملة فتبسن وشكر نعمة الله عليه .ثم تفقد الطير فلاحظ غيابالهدهد دون إذنه فتوعده بالعذاب أو الذبح إلا إذا أتى بعذر مقبول ...وجاء الهدهد وأخبر سليمان عليه السلام بخبر ملكة سبأ وقومها الذين يعبدون الشمس 
ويعجب الهدهد من هؤلاء الذين لايعبدون الله القادرعلى كل خفى فى السموات والأرض العليم بكل شىء .فقال سليملن سنرى صدقك من كذبك ثم أمره أن يذهب بكتاب منه ويلقيه على الملكة  
وتقرأ الملكة الكتاب وتجمع مستشاريها وتخبرهم بطلب سليمان  
أن يسلموا فقالوا نحن أقوياء ونحنطوع أمرك فاقترحت أن يرسلوا هدية فاخرة إلى سليمان ثم يروا كيف يكون رده ....ورفض سليمان الهدية فقد آتاه الله خيرا كثيرا  وقال للرسول  ارجع إليهم فسوف نأتيهم بجنود تخرجهم من أرضهم ....
وكان سليمان عليه السلام يتوقع مجىء الملكة فقال لحاشيته من يأتينى بكرسى عرشها قبل أن يأتونى مسلمين ؟قال عغريت قوى أن أحضره لك قبل أن تنتهى هذه الجلسة وقال رجل عنه علم (الله أعلم به )أنا آتيك به قبل أن تغمض عينك فلما رأى سليمان العرش أمامه حمد الله على فضله وقال هذا امتحان من الله ليختبرنى أأشكر أم أكفر.ثم أمر بتغيير فى شكل عرش بلقيس .....فلما جاءت وسالها هل هذا عرشك قالت :كأنه هو وقد علمنا أنك نبى الله وأسلمنا ....ثم أراها سليمان عليه السلام طرفا آخر من فضل الله عليه فدعاها إلى دخول القصر ورات أمامها ماء مائجا فكشفت عن ساقيها حت لاتبتل ثيابها فقال لها هذا طريق مصنوع من الزجاج الصافى فأعلنت أنها أسلمت مع سليمان لله رب العالمين (15-44)4-ثم تنتقى الآيات لقطة من قصة صالح مع قومه الذين 
عاندوا وطلبوا إنزال العذاب بهم وأعلنوا أنهم يتشاءمون منه وممن أمن معه  ونض تسعة من الأشرار وأقسموا أن يغتالوه وأهله ثم ينكرون أمام ولى دمه معرفتهم بأمره ولكن تدبير الله وتدميرهم كان أسرع ....
ثم تذكر الآيات طرفا من قصة لوط عليه السلام مع قومه وهو يؤنبهم على شذوذهم وهم يهددونه بالطرد بحجة أنهم يتطهرون وهكذا صار التطهر جريمة فىنظر المجرمين فنجاه الله وأهلكهم بالرجم من السماء (45-58)
               والله أعلم

ليست هناك تعليقات: