عندما يسمو التراب
..........................
نحن مخلوقون من التراب من طين لازب من حمأ مسنون ...
والتراب فى أحواله تلك ثقيل يهبط إلى الأسفل ....
ولكن..
هذا التراب الساقط بطبيعته ليس كل شىء بل هناك نفحة من الملأ الأعلى تلبست به فأضحى الطين بشرا بقدرة الله جل وعلا ...
وكلٌ يشتاق إلى أصله فقد تشتاق الروح فتخف كثافة الجسد ويحس ذلك الكائن المشيج بالسمو إلى الأعلى ....
أجل ...إنه الآن خلق ممتاز ....
إنه يأكل أقل ...
ويشتهى أقل
وأصبحت أشواقه علوية المسار ...
فهو أكثر تسامحا
وأكثر عطاء
وأكثر زهدا فى المتاع المادى
من أجل ماذا ؟
من أجل لذة أكبر
من أجل أن تقوى روحه بالتقوى
لتقوى على حمل هذا الجسد الطينى إلى أعلى
حيث يكون مؤ هلالنعيم خالد لم يخطر على البال
ذلك نعيم الفردوس الأعلى
ولا شك أن تلك معاناة شديدة ومغالبة شاقة يحتاج الإنسان إلى التدرب عليها حينا من الزمن ليعتادها ويشعر بلذتها
وهذا ما يقدمه شهر رمضان لأهله
ساحة تدريب عليا من أجل غاية أعلى
فأحسنوا التدريب يرحمنى الله وإياكم
لعل الله تعالى يعيننا ويقيض لنا سلامة الوصول