الثلاثاء، 28 يناير 2014

ياأهل السنة

(ستفترق أمتى اثنتين وسبعين فرقة كلهم فى النار إلا من عليه أنا وأصحابى )هكذا قال نبى الأمة صلى الله عليه وسلم وهو لاينطق عن الهوى ...وقد يكون العدد لبيان الكثرة -كما يقول بعض شراح الحديث - ولكنا نرى  الأمة وقد تشرذمت إلى فرق عديدة  وهذه الفرق تتكاثر وتتناثر فى ارجاء العالم الإسلامى  ...
على أن الملفت للنظر أن الشيعى -على كثرة شعبها -تبدو متوحدة ترتدى لباسا واحدا فى العقيدة ومسرح الحياة ...أما (أهل السنة )فهم مذاهب شتى  لكل فصيل قائد ومنهاج وحركة على الأرض تغاير باقى الفصائل  بل وتعاديه بل وتقاتله أحيانا ...
وأنا -ولله الحمد -لست شيعيا ...ولكنى -ولله الحمد -لست من أهل السنة بهذا المفهوم الانفصالى الاستقصائى ...
أنا -ولله الحمد -منفريق (إلا ماعليه  أنا وأصحابى ) من فريق الإسلام السهل الصافى الذى قال عنه نبيه صلى الله عليه وسلم :"إن هذا الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا " وهذا هو الإسلام فى كل احواله لافى العبادات فقط ...ومن الملاحظ أن من يعدون أنفسهم اليوم  أهل السنة لايسددون ولايقاربون ولايبشرون ...وكثير منهم يقدمون الإسلام على أنه صورة لحية وجلباب ونقاب ووجه كالح عبوس ينذر بالويل والثبور وعظائم الأمور ...وبعضهم يقوم متباكيا على أحوال المسلمين داعيا إلى الفرار من هذه الدنيا الفانية الزائلة وتركها لأهل الكفر ....
وبين هؤلاء وهؤلاء قلة قليلة من العلماء الفقهاء الراشدين يدعون إلى افسلام الصحيح النقى من الخزعبلات والمشاعر المحبطة والنوايا السيئة ...
وهذه النخبة القليلة هم أمل الأمة فى الصحوة والنهوض والانطلاق
لقد أعجبنى جدا تعليق الشيخ /محمد الغزالى -رحمه الله -فى بعض كتبه -على بعض الجزائريين الذين جاءواإلى المدينة المنورة هربا من الاحتلال الفرنسى وقالوا :نحن نحتمى بالرسول صلى الله عليه وسلم ..أقول :أعجبنى جدا قوله لهم :(إنكم فارون من الزحف وإن  هذا لايرضى الله ورسوله ) كما أعجبنى قوله -رحمه الله -تعليقا على أحوال المدينة العمرانية :(إن المدينة المنورة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت أكثر تقدما وحضارة منها اليوم (كان ذلك فى الخمسينيات تقريبا )...
القضية إذن قضية الدعاة الذين تحول كثر منهم إلى سماسرة ببضاعة مزجاة يقولون إنها الإسلام وما هى من الإسلام فى شىء
وخطورة الأمر أن العوام يرون هذا التناحر بين طوائف الدعاة وادعاء كل منهم أنه  وحده على الحق وأن الآخرين فى ضلال مبين ويتساءل الرجل البسيط :من أصدق  ؟ومن أكذب ؟ ويسارع أعداء الإسلام ليقولوا له :كلهم كذابون ولو كانوا صادقين لاتفقوا وهى -للأسف -كلمة حق  أريد بها باطل  كلمة حق لأنهم كاذبون فى ادعائهم أنهم وحدهم حق وغيرهم ضال  وأريد بها باطل وهو الكيد للإسلام  ولكن اللوم على من أعطاهم سلاح الخلاف ليضربوا به الدعوة ...
ومن هنا دعوت -منذ زمن -وادعو الآن وسأظل أدعو ما حييت إلى إقامة (مجلس أعلى للدعوة الإسلامية ) بعيدا عن الحكومات يتولى أمره نخبة من رجال الفكر الإسلامى الراشدين يضعون منهاج الدعوة ويتابعون أحوال الدعاة ثقافيا وماديا ومعنويا ويصنعون جيلا من الدعاة واعيا بقضايا الأمة ومقتضيات العصرلعله يستطيع أن يقدم الإسلام الذى كان عليه النبى صلى الله عليه وأصحابه .
والله يقول الحق وهو يهدى السبيل .

الاثنين، 27 يناير 2014

تحية للشعب التونسى الشقيق


تحية للشعب التونسى الشقيق ...لأنه برهن عمليا على وعيه العميق ...
تحية لشعب تونس العظيم  الذى تحلت نخبته بالشجاعة  شجاعة الاختلاف  والتسامح فلم يرفعوا السلاح في وجوههم وإنما كانت الكلمة سلاحهم الوحيد والفعال ..
صحيح أنه حدث اغتيال لشخصيتين  مهمتين ولكن أعتقد أن هذا كان من جانب شذاذ متعصبة يريدون الشر لتونس  ولكن النخبة الواعية ومن ورائهم الشعب الواعى  فوتوا الفرصة على الأشقياء ليسعدوا الوطن ..
 تحية لشعب تونس الشقيق الذى كان بين طوائفه السياسية مثل مابين طوائفنا  وربما أكثر ولكنه علا على كل ذلك  وقدمت نخبته بعض التنازلات...
تحية لحزب النهضة الذى لم يتشبث بالسلطة وتنازل من أجل تونس زز
تحية لحزب النهضة الذى كان عمليا جدا عندما  لم يصر على جعل الشريعة الإسلامية مصدرا أساسيا للتشريع  لعلمه أن الشريعة ليست مجرد نصوص مكتوبة ولكنها سبيل يتبع  ووجد الخير فى إتاحة الفرصة أمام التونسيين ليعيشوا الشريعة الإسلامية ويمارسوها فى حياتهم اليومية  بريادة علماء فقهاء عاملين ويومها سيكون التشريع الإسلامى  هو المصدر الوحيد للقوانين  عن طواعية ورضا من كل فئات الشعب ..
تحية إكبار لهذا الشعب الرائد   وبعد الفخر بما صنع أتساءل :
أين نحن من الشعب التونسى ؟
 نحن -المصريين -كثيرو التشدق بأننا أصحاب حضارة سبعة آلاف عام وأننا علمنا العالم  شتى العلوم والفنون  وأننا وأننا ...
طيب ياسيدى ....
ما جدوى أننا علمنا العالم إذا كنا فشلنا فى أن نعلم أنفسنا ؟
ما جدوى حضارتنا الذاهبة إذا كنا قد اختلفنا بأسلوب  أبعد ما يكون عن التحضر فكفر بعضنا بعضا وقتّل بعضا بعضا ؟وخون بعضنا بعضا ؟
أين أثر هذهالحضارة الذاهبة  ونسبة االفقر والجهل والمرض  تذهل النفوس الأبية وتذل كرامة الإنسان ؟
كيف يتصور أن يكون الشعب الذى علم العالم  شعبا أميا  أكبر أحلامه كسرة خبز تشبعه وسقف يظله ؟
هل مثل هذا الشعب  يمكن أن يحلم بحياة راقية زاهية فيها الفكر الراقى والفن السامى النظيف ؟
أعتقد أن مصيبة الشعب المصرى  فى عقله  المزروع فى أذنيه  بين فخذيه فهو رهين هذين المحبسين وبهما يقاد من قبل الحكام والإعلام إلى حيث شاء هؤلاء
....تحية للشعب التونسى الشقيق ...وتهانينا له بالدستور الجديد الذى جمع كل التونسيين وهنيئا له حكومته التوافقية التى جمعت فأوعت وهنيئا له المستقبل الواعد إن شاء الله ....
والعقبى للشعب المصرى المسكين ....
قولوا يارب

الخميس، 23 يناير 2014

الفن والمقاومة

يعد الإعلام بصفة عامة والفن بصفة خاصة أحد الوسائل المؤثرة فى حياة الجماهير عموما وهى أشد تأثيرا على العوام ذوى الثقافة المحدودة لأن هؤلاء يستمدون ثقافتهم من وسائل الإعلام وخير دليل على هذا أن كثيرا من الزيجات فشلت لأن الزوج أو الزوجة لم يجد فى شريك حياته المثل الذى عرفه عن طريق المسلسلات ومنذ سنوات سرت فى المجتمع المصرى حمى (الخلع ) على أثر مسلسل عرض هذه المشكلة عرضا مثيرا كان له أسوأ الأثر فى الحياة الاجتماعية ...
وفى هذه المرحلة تمر مصر بفترة حرجة من حياتها السياسية وقد لعب الإعلام والفن خصوصا دورا مؤثرا فى ثورة يناير سواء أكان إعلاما حكوميا ظل -فى بداية الثورة -ينقل صورة زائفة عن الحراك الشعبى أم كان إعلاما خاصا نقل الصورة حسب اتجاه كل ممول ...ولما انتهى حكم مبارك وجدنا الإعلام يتجه اتجاها مغايرا
 وفى عهد الرئيس مرسى وجدناالإعلام يقود الحملة المضادة للرئيس المنتخب حتى تم عزله بالقوة  ثم وجدنا الدفة الإعلامية تتجه اتجاها واحدا يؤيد فكرا واحدا وكل ذلك من خلال الخبر والمقال والأغنية والعمل الفنى ...
إن مايحدث -إعلاميا -فى مصر هذه الأيام أمر يثير الدهشة والقلق لأن رسالة الفن يجب أن تدور حول الحق والحقيقة ويجب أن تنحاز إلى المصلحة العليا للوطن ولكن المشكلة أن القائمين على صناعة الإعلام مصنفون وليسوا مستقلين ولهذا هم -فى الغالب غير مؤهلين لقيادة الرأى العام أو توجيهه إلى الحق والحقيقة 
أقول هذا بعدما سمعت أغنية لمطرب معروف يتغنى  ويقول (رغم إن الرب واحد لينا رب وليهم رب ) والكلام ليس موجها إلى النصارى ولكنه موجه إلى (الإخوان المسلمين ) وسواء اتفقنا أو اختلفنا مع الإخوان يجب أن يبتعد الفن  عن النعرة الطائفية التى تؤجج الفتنة...فكيف يمن أن يحدث ذلك ؟
فى تصورى أنه لابد من (ميثاق شرف ) إعلامى يضع الضوابط الحاكمة للعمل الفنى بما يبعده عن تلك التصنيفات المقيتة والضارة
 على أن يقوم بوضع هذا الميثاق نخبة من قادة الرأى الأحرار المؤمنين بالحرية الواعية .

الثلاثاء، 21 يناير 2014

أيها المجرمون


جاءنى حفيد لى فى الصف السادس الابتدائى  يقول : لقد أمسك الموجه ورقة الأسئلة  وأملى علينا الإجابة من أولها إلى آخرها ...وقال الحفيد :إن الأولاد الضعاف يمكن أن يأخذوا الدرجات النهائية  فلماذا نتعب أنفسنا ؟
وبعد بضعة أيام جاء حفيدى بعد أول يوم من امتحانات الإعدادية ليكرر نفس المأساة  وكان حزينا جدا لأن المنافسة أصبحت غير شريفة ...
ماذا يمكن  أن أقول  للحفيدين ؟
هل أقول :إن هؤلاء المعلمين  فقدوا ضمائرهم  ؟
 أم أقول :إن هذا فساد كبير ؟ وكيف يمكن أن يحترم الطلاب أساتذة على هذا المستوى المنحط ؟
إننى ناقشت بعض هؤلاء المدرسين الغشاشين  فجادلوا  بأن الوزارة لن تحميهم من غضبة الطلاب وأولياء أمورهم إن هم طبقوا القواعد الصارمة  المكتوبة فى اللوائح  وقد وقعت بالفعل اعتداءات على بعضهم  ولم تنفعهم الوزارة ...
وبهذا يضاف للجريمة بعد خطير وهو تقاعس الأجهزة المعنية عن أداء واجبها  فى حين تقوم الدنيا ولاتقعد فى أمور أقل شأنا من تربية الأجيال
والبعض يجادل قائلا:لاتضخموا الأمور فالخطب هين  وسوف يكبر الطلاب ويعرفون الصواب ..
وهذا وهم وخداع وكذب ...لأن الغش أصبح حقا مكتسبا على مستوى المراحل كافة  من الحضانة إلى الجامعة  وهناك وقائع يشيب لها الولدان  للغش فى كليات الطب بالاتفاق مع بعض المسئولين  ولقد أقسم لى من لاأشك فى صدقه بأنه رأى طالبا فى كلية الطب جالسا  يدخن الشيشة  بينما زملاؤه فى الامتحان ولما سأله قال :كل شىء تمام وورقة إجابتى ستصل إلى (الكنترول ) فى الموعد المناسب  ...ااااااااا
إن هذا تدمير للوطن من خلال تدمير قواه الحيوية عبر الأجيال التى تكبر  وتنمو على مبدأ الغش   وماذا يمكن أن يكون مستقبل أمة معلمها غشاش  وطبيبها غشاش ومهندسها غشاش  وأديبها غشاش  ؟ 
إن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لم يقبل من بائع أن يخفى البضاعة الرديئة تحت البضاعة الجيدة  وقال قولته الشهيرة :"من غشنا فليس منا "
ومن هذا المنطلق أقول لهؤلاء  المتورطين فى الغش :لستم منا وأنتم خونة لهذا الوطن وكسبكم حرام  وعملكم فساد وإفساد  و"إن الله لايحب المفسدين "

-

الاثنين، 20 يناير 2014

آخر الدواء الكى


طبيب شاب جاءنى حزينا يقول :
- لابد أن تجد لى حلا مع قريبتك
-خيرا  ما ذا حدث ؟
-ليس خيرا على افطلاق ...إنها  تتعمد البعد عنى والنوم  مع الأولاد
-قال تعالى "فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن "
-فعلت كل ذلك ولا فائدة  بل حذرتها بأننى سأتزوج  ولكن أذن من طين وأذن من عجين  بل صارحتها بمايحرك الصخر
-بم صارحتها ؟
- صارحتها بما حدث فعلا  ..أن طبيبة زميلة متزوجة عرضت علىّ مفتاح شقتها لنلتقى فى يوم معين ..ولكنى    أخاف الله رب العالمين  ..وقلت لها لابد أن تعينينى بالحلال لأبعد عن الحرام  ...ولكنك  تكلم حجرا...ولم يبق لدىّ إلا  أنت
-ولماذا لم تلجأ إلى أمها ؟
-والله فعلت  ولكنها قالت لى  :تصرف معها لابد أنك لا تريحها ولذلك هى لاتريحك
-طيب سأحاول  الحديث معها لعل الله يهديها
........
وتحدثت إليها طويلا وبينت لها  حكم الشرع فى هجر الزوج وأنه يجلب غضب الرب  ويخرب البيت  فقالت :لابد أن يستجيب لطلباتى أولا  قلت:وما طلباتك ؟ قالت : (أريد شقة تمليك وحساب فى البنك  ...أريد أن أؤمن نفسى ) قلت لها : ليس هذا كلام زوجة عاقلة  يمكنك أن تاخذى ماتريدين بحسن العشرة لا بهذا الأسلوب  ...ثم إن هذه مسألة وحقوق الزوج مسألة أخرى  قالت :هذا ماعندى ...ولاأريد من أحد أن يتدخل بينى وبين زوجى ...
التقيت بصاحبنا وقلت له :
يابنى اعطها فرصة محددة فإن لم ترجع عن غيها فتزوج فورا واجعلنى أول الشاهدين  
-

الأحد، 19 يناير 2014

(كنج ) جاء متأخرا

(مارتن لوثر كنج) رائد المطالبين بحقوق الإنسان ..يحتفل الأمريكان بذكرى مولده هذه الأيام ..ويجعلون منه أسطورة للحرية...
والقوم لهم الحق فى تلميع ذويهم  والفخر بمبادئهم...ولكن ليس لهم الحق أن يزعموا ريادتهم فى مجال حقوق الإنسان...
فمن قبل زمان الدكتور(كنج )بزمان طويل بلغ أكثر من أربعة عشر قرنا ظهر رجل أمى من بين شعب أمى يدعو إلى دين جديد يقوم على تحرير الإنسان تحريرا كاملا...
تحريره من العبودية لغير الله تعالى 
تحريره من الخضوع للظلم ..بل دعوة للتصدى له "ولمن انتصر بعد ظلمه فأؤلئك ماعليهم من سبيل إنماالسبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون فى الأرض بغير الحق أؤلئك ما عليهم من سبيل "الشورى 41و42
تحريرالإنسان من سطوة شهواته "أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون "الجاثية 23
وإذا كان الأمريكان يعدون الدكتور(كنج )بطل النضال ضد (العنصرىة ) فإن النبى محمدا صلى الله عليه وسلم كان بحق رائد الإنسانية فى هذا المجال وهوالذى أوحى إليه ربه فى سورة الحجرات "يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير "13 ومن هذا المنطلق قال صلى الله عليه وسلم "لافضل لعربى على عجمى ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى والعمل الصالح " وقوله لبنته فاطمة رضى الله عنها "يافاطمة اعملى فإنى لاأغنى عنك من الله شيئا "....
ترى ...لماذا يتجاهل العالم الغربى رواد المبادىء الإنسانية من المسلمين ؟أليس هذا فى نفسه تعصبا ضد حضارة ساهمت بالكثيرفى محيط الحضارات الإنسانية ؟
ولكنى لاألوم القوم بقدر ماألوم المسلمين الذى ابتعدوا كثيرا عن تعاليم دينهم وصاروا دعاية سيئة لهذا الدين السمح الكريم ...
وخلاصة القول :
أن العالم لن يحترمنا إلاإذا احترمنا ديننا وكنا على مستوى مبادئه إيمانا وتطبيقا وإلا كنا كما قال شاعرنا :
من يهن يسهل الهوان عليه 
مالجرح بميت   إيلام 

السبت، 18 يناير 2014

ولاتعليق


.
أعتذر عن محتوى الصورة ...لكن للضرورة أحكام 
الصورة للدكتور / توفيق نور الدين : نائب رئيس جامعة الأزهر الشريف ...أعتذر ...الأزهر الذى كان شريفا !!!!!!!!!!الصورة لنائب رئيس جامعة الأزهر(  الشريف)   جدا   
   
      جدا              

                     






















الوجه القادم

سيداتى آنساتى سادتى 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
وبعد :
انتهى الاستفتاء على الدستورمحققا نسبة موافقة  خيالية والكل يتساءل :وماذا بعد؟
يقولون :مصر فى حاجة إلى رجل قوى يحكم ويضبط الأمورويسير المراكب المعطلة ...رجل لايسمح بالمظاهرات ولعب العيال الذى يربك الحياة ويعطل الناس عن أكل عيشهم...
وأنا سيداتى آنساتى سادتى أقول :
إن مصر فى حاجة إلى مؤسسات تحكم وفق القانون المستمد من قيم ومبادىء ديننا الإسلامى الحنيف الذى يعلى قدرالإنسان بالعدل والحرية والكرامة .
وفى هذه المؤسسات القوة الكافية لضبط الأمور ورعاية الصالح العام ...
إن دولة المؤسسات لاتسمح بظهور الفراعين لأن حق المواطنة فيها يستوعب الجميع ويسوى بينهم .
لانريد تكرارتجربة عبد الناصر والسادات ومبارك والمجلس العسكرى ...لالأننا نره العسكر..كلا فهم جزء عزيز من أبناء الوطن ولكن لأن طبيعة الحياة العسكرية تأبى الديمقراطية لأنها تقوم على السمع والطاعة وتنفيذ الأوامر وبهذه الطبيعة تستطيع إنجاز مهمتها بنجاح ...أما الديمقراطية فتقوم على تعددالآراء والقبول بحكم الأغلبية 
والواقع يقول :إن الحاكم العسكرى قد يحقق إنجازات مهمة وهذا صحيح ولكنه فى النهاية يبقى رجلا عسكريا يضيق بالرأى الآخر
وهذه حفرة عميقة قد يكون فيها مصرعه ومصرع الوطن معه .
والضمان الكيد للسلامة فى حكومة المؤسسات حيث يكون الحاكم جزءا من الإدارة لاكل الإرادة 
سيداتى آنساتى سادتى 
وسواء أكانت انتخابات الرئاسة أولا أم الانتخابات النيابية فالأمل معقود على اختيار الأشخاص الذين يملكون شجاعة إنكار الذات وإيثارالآخرين الأكثر كفاءة ...أشخاص بملكون شجاعة الانسحاب إلى الظل وهم فى أوج قوتهم إذا كان ذلك فى مصلحة الوطن .
إذن ..
الكرة فى ملعبنا فى ملعبكم سيداتى آنساتى سادتى

الجمعة، 17 يناير 2014

تجربة شخصية

 بعد انتهاء الاستفتاء  على الدستور ذهبت  إلى المدرسة التى كانت مقرا للاستفتاء فى شأن أحد أحفادى  وعلى الباب  قيل لى :لايمكنك الدخول من هنا  ادخل من الباب الخلفى  وكنت متعبا جدا ولكنى رجل لاأحب إثارة المشكلات  فتحاملت على مفاصلى المتهالكة  ومشيت حوالى مئتى متر لأدخل من الباب الخلفى وبعد أن قضيت مهمتى أردت أن أخرج من الباب القريب فقيل :أخرج من الباب الخلفى  وهنا أخذتنى العزة بالعزة وقلت :لن أخرج إلا من هذا الباب  لأنى لن أحتمل  هذه المسافة  فتطوع شاب  قائلا :سأستأذن لك العقيد  وذهب وعاد ليقول :العقيد يقول  يخرج من حيث دخل وهنا وجدت مواطنتى المجروحة تصيح : هل هذه المعاملة الطيبة التى تعاملوننا بها ؟ لن أخرج إلا من هنا  حتى ولو ضربتمونى بالرصاص  وهنا تقدم شاب وقال :ياعمى تعال والله ستخرج من أمامه وتأبط ذراعى ومر بى من أمام العقيد الذى كان يخطب فى حوالى مئتين وخمسين من الجنود الذين جاءوا لتأمين  الاستفتاء ....
وأوصانى الشاب المحترم إلى الباب  ولما شكرته قال :سأوصلك إلى بيتك شكرته فأصر وتحت إصرارى استوقف (توتك) وقال  للسائق :أنا المقدم /تامر أوصل عمك إلى بيته وأصر على أن يعطى السائق أجره ....
هذان مثلان لرجال الجيش وبينهما من الفروق مالا يخفى  والتصرف غير الإنسانى من العقيد يعطى انطباعا سابيا عن الجيش  بينما يعطيك التصرف النبيل  من المقدم /تامر الانطباع   بأن جيش مصر فى قلوب المصريين  فليت  المسئولين  فى الجيش يلتفتون إلى هذا الأمر المهم .
حمى الله  مصر من قصور بعض أبنائها وبارك  فى أبنائها الواعين .

الاثنين، 13 يناير 2014

ذكرى المولد


معذرة رسول الله عليك صلوات الله وسلامه عن هذا العنوان (ذكرى المولد ) لأنى لاأومن بالذكرى ولا أومن بالمولد ...
لاأومن بالذكرى لأنك -يار سول الله -لست ذكرى فالذكرى تكون لشىء مضى وانتهى ...وأنت -أيها الحبيب -فى قلوبنا وكياننا كما قال ربنا "واعلموا أن فيكم رسول الله " الحجرات 7...لذلك أنت سيرة حسنة متبعة "لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا:الأحزاب 21
 وأنت -بعد الله -هاد إلى يوم القيامة "وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم "الشورى 52 وقد أوجب الله تعالى طاعتك وجعلها جزءا من طاعته "من يطع الرسول فقد أطاع الله "النساء 80 بل جعل اتباعك شرطا لتحقيق حب الله "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله "العمران 31...من أجل هذا أرى أن تحويل أمرك -يارسول الله -لمجرد ذكرى إثم كبير ومنفعة لبعض المغرضين وإثمه أكبر من نفعه ...
وأنا يارسول الله عليك صلوات الله وسلامه لاأومن بما يسمونه (المولد النبوى ) الذى ما صنع إلا ليناوىء (الميلاد المسيحى ) مع أن (عيسى ومحمد )عليهما صلوات الله وسلامه رسولان أخوان ليس بينهما مناوأة بل هما داعيان الله بالحكمة والموعظة الحسنة ...
أجل أنا لاأومن بذكرى (المولد ) التى تكاد تنحصر فى التغنى بالعيون والشعور والحفيدين (الحسن والحسين )رضى الله عنهما وذكر تهدم إيوان كسرى إلى آخر ما يذكر أهل التاريخ... فهذه الأمور يمكن أن يعدها البعض إرهاصات لمولد محمد صلى الله عليه وسلم ويمكن أن يعدها البعض إرهاصا لظهور غيره لأن الأحداث عامة على أي حال ولكن العلامة التى لاتخطىء هى (علامة الكون ) (وعلامة التاريخ ) كما قال الأستاذ العقاد رحمه الله ...
فعلامة الكون قالت :لقد عم الفساد الأرض ...ولابد من رجل يجاهد هذا الفساد ...وعلامة التاريخ قالت :لقد كان محمد صلى الله عليه وسلم هو الرجل الذى اختاره الله ليقود الإنسانية على طريق الله ...
لذا أرى احتفال كثير من المسلمين بالرسول صلى الله عليه وسلم احتفالا هزيلا منقوصا يعبر عن حب هزيل لايسمن ولا يغنى من جوع بدليل أن الحال هو الحال على مر الأجيال التى تزعم أنها تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ...وقد ألتمس العذر للمسلمين إذا جعلوا يوم (المولد ) يوم تغيير حقيقى بإعلان إقامة مشروعات تخدم الناس وترتقى بالأمة ...وأعد ذلك فهما إيجابيا لحب الرسول صلى الله عليه وسلم حبا عمليا ...
  

ولكنى أرى الناس بل الدولة تقصر الأمر على بعض الندوات والابتهالات والمسيرات الصوفية بأعلامها الملونة التى تعكس قصور الأفهام وخواء العقول ...وهذه المظاهر المنكرة تضع الأمة أمام العالم فى مظهر ساخر متخلف لايعرف كيف يستفيد من تراث حضارى هائل بنى على رسالة خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم
إننا لسنا أفضل من الصحابة رضوان الله عليهم ولن نكون ..ولسنا أكثر حبا للرسول صلى الله عليه وسلم ولن نكون ..ومع ذلك فلم يرد عنهم رضى الله عنهم أنهم أقاموا احتفالات بالمولد النبوى بل كان احتفاؤهم عمليا فى كل يوم وبكل عمل يعملونه لأنفسهم أو يقدمونه لغيرهم وبهذا -وحده-صاروا خير أمة أخرجت للناس ...
فهل آن الأوان يا احفاد رسول الله لصحوة حقيقية يكون فيها حبكم لرسولكم الكريم منهاجا عمليا يقوم على الحق وبذل الخير لكل الناس ؟ااا

الجمعة، 10 يناير 2014

أبوووو لمعة

فغر (أبووولمعة )فاه ثم قفز فيه ...
وأخذ يتجول هنا وهناك ...
ووفجأة تسمر (أبوولمعة )فى مكانه...
يا يا للهول .اااا
ماهذا ؟
 إنها مظاهرة حاشدة ..
  هؤلاء ناس لهم قرون تشتعل نارا...
  ولهم أنياب زرق كأنها خناجر...
  وهم مسلحون بأسلحة بيضاء وحمراء 
  إنهم يشتبكون مع الشرطة ومن معهم من الشرفاء 
  ياللهول .ااا
  إنهم يحرقون سيارات الشرطة 
  إنهم يختطفون رجلا من الشرفاء ...
  أنهم يمزقون جسده ...
  ويتبادلون كبده....
   شعر (أبوووولمعة ) برعب شديد 
   جرى (أبووولمعة ) نحو بلعومه..
 تقايأ (أبوووولمعة )نفسه ...
  وخرج يجرى ويصيح :
    يسقط  يسقط  حكم المرشد ...
فغر اغر (ابو لمعة )فاه ثم قفز فيه وأخذ يتجول هنا وهناك وفجأة تسمر فى مكانه ...
ماهذا ؟ إنها مظاهرة حاشدة...
يا للهول .ااا
هؤلاء ناس لهم قرون تشتعل نارا ...
ولهم أنياب زرق طويلة كأنها خناجر...
ومعهم أسلحة بيضاء وحمراء...
هاهم يشتبكون مع الشرطة ومن معهم من الشرفاء...
يا للهول .ااا
إنهم يحرقون سيارات الشرطة...
إنهم يختطفون رجلا من الشرفاء ...ويمزقزن جسده ويتبادلون كبده....
شعر (أبوووولمعة)بالرعب الشديد ...
جرى (أبوووولمعة ) نحو بلعومه...
تقايأ  (أبوووولمعة )نفسه  وخرج  يجرى ويصيح ...
يسقط يسقط حكم المرشد ...
- See more at: http://elaphblogs.com/post/%D8%A3%D8%A8%D9%88%D9%88%D9%88%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A9-102584.html#sthash.3npM3Srf.dpuf
غر (ابو لمعة )فاه ثم قفز فيه وأخذ يتجول هنا وهناك وفجأة تسمر فى مكانه ...
ماهذا ؟ إنها مظاهرة حاشدة...
يا للهول .ااا
هؤلاء ناس لهم قرون تشتعل نارا ...
ولهم أنياب زرق طويلة كأنها خناجر...
ومعهم أسلحة بيضاء وحمراء...
هاهم يشتبكون مع الشرطة ومن معهم من الشرفاء...
يا للهول .ااا
إنهم يحرقون سيارات الشرطة...
إنهم يختطفون رجلا من الشرفاء ...ويمزقزن جسده ويتبادلون كبده....
شعر (أبوووولمعة)بالرعب الشديد ...
جرى (أبوووولمعة ) نحو بلعومه...
تقايأ  (أبوووولمعة )نفسه  وخرج  يجرى ويصيح ...
يسقط يسقط حكم المرشد ...
- See more at: http://elaphblogs.com/post/%D8%A3%D8%A8%D9%88%D9%88%D9%88%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A9-102584.html#sthash.3npM3Srf.dpufفغر (ابو لمعة )فاه ثم قفز فيه وأخذ يتجول هنا وهناك وفجأة تسمر فى مكانه ...
ماهذا ؟ إنها مظاهرة حاشدة...
يا للهول .ااا
هؤلاء ناس لهم قرون تشتعل نارا ...
ولهم أنياب زرق طويلة كأنها خناجر...
ومعهم أسلحة بيضاء وحمراء...
هاهم يشتبكون مع الشرطة ومن معهم من الشرفاء...
يا للهول .ااا
إنهم يحرقون سيارات الشرطة...
إنهم يختطفون رجلا من الشرفاء ...ويمزقزن جسده ويتبادلون كبده....
شعر (أبوووولمعة)بالرعب الشديد ...
جرى (أبوووولمعة ) نحو بلعومه...
تقايأ  (أبوووولمعة )نفسه  وخرج  يجرى ويصيح ...
يسقط يسقط حكم المرشد ...
فغر (ابو لمعة )فاه ثم قفز فيه وأخذ يتجول هنا وهناك وفجأة تسمر فى مكانه ...
ماهذا ؟ إنها مظاهرة حاشدة...
يا للهول .ااا
هؤلاء ناس لهم قرون تشتعل نارا ...
ولهم أنياب زرق طويلة كأنها خناجر...
ومعهم أسلحة بيضاء وحمراء...
هاهم يشتبكون مع الشرطة ومن معهم من الشرفاء...
يا للهول .ااا
إنهم يحرقون سيارات الشرطة...
إنهم يختطفون رجلا من الشرفاء ...ويمزقزن جسده ويتبادلون كبده....
شعر (أبوووولمعة)بالرعب الشديد ...
جرى (أبوووولمعة ) نحو بلعومه...
تقايأ  (أبوووولمعة )نفسه  وخرج  يجرى ويصيح ...
يسقط يسقط حكم المرشد ...
- See more at: http://elaphblogs.com/post/%D8%A3%D8%A8%D9%88%D9%88%D9%88%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A9-102584.html#sthash.rksgXMht.dpuf

الأربعاء، 8 يناير 2014


ى المقال السابق  قلت :(إن الأوان لم يفت ولن يفوت ) وأوضح هنا أن الأطراف الحالية تستطيع الوصول إلى حل  بشرط وحيد وهو حسن النية اذى يقود إلى إرادة الحل ...
وأنا أرى خطوات الحل العملى فيما يلى :
أولا:تقوم جبهة الضمير بالطعن على قرار الحكومة بإعلان جماعة الإخوان جماعة إرهابية
ثانيا :يعلن الطرفان تسليمهما -مسبقا -بحكم القضاء  مهما كان 
ثالثا:تقوم جبهة الضمير بالطعن على قرار الحكومة بإعلان جماعة الإخوان جماعة إرهابيى
رابعا:يترك القضاء وشأنه لينصف الجماعة ويأمر بإطلاق المعتقلين -غير الجنائيين -وبغعادة أموالهم
خامسا: تقوم الحكومة بتنفيذ حكم القضاء وبهذا تحفظ ماء وجهها
سادسا: على الطرفين أن يتجها إلى الشعب  باستفتائه على سؤال واحد (هل يقبل بعودة الرئيس مرسى )؟
سبعا:فى حالة القبول  تعلن المصالحة العامة وتشكيل حكومة تمثل كل الأطراف 
سابعا:فى حالة الرفض تعلن  المصالحة العامة  ويذهب الجميع إلى انتخابت برلمانية ورئاسية جديدة 
ثامنا: يتفق الطرفان على حقوق الشهداء والمصابين من الطرفين أو التنازل عنها طواعية مراعاة لأحوال مصر 
-

خطوة لابد منها

خطوة لابد منها...
تبدو مستحيلة فى ظل الاشتعال الراهن ولكن لابد منها...
أمامها عقبات الدماء والثأر والخوف من التغيير ولكن لابد منها..
ذلك بأن استمرارالأوضاع كما هى ينذر بلبننة مصر على حد تعبير الفريق السيسى  فى حديث للجنود قبل الأزمة..
إذن لابد من الخطوة الصعبة وهى (المصالحة ) التى تضم -وحدها- عودة الوعى إلى المسار السياسى المصرى..
ولكن السؤال كيف الطريق إلى المصالحة وهناك بحر من الدماء يفصل بين الطرفين ؟
والإجابة بالنظر إلى تجارب الشعوب الأخرى ...
فهؤلاء الفرقاء المتحاربون فى جنوب السودان يجلسون وجها لوجه رغم المعارك التى لاتزال مشتعلة..
وهؤلاء الفرقاء المتحاربون فى اليمن يعقدون بعض الهدنات بين قعقة السلاح ...
حتى الأعداء التاريخيون فى مصر وفلسطين المغتصبة جلسوا وتصالحوا...
فهل يكون موقف جبهة الإخوان وجبهة الإنقاذ أصعب من هذه المواقف ؟
الحق أنه ليس صعبا على الإطلاق فى ذاته ولكن الذى يجعله صعبا  بل مستحيلا تلك القرارات الاستباقية غير المنطقية التى تصمم على اقتلاع فصيل كبير وقوى اقتلاعا كاملا وتصنيفه فصيلا إرهابيا ...
إذ كيف تتعامل الحكومة الحالية مع من تقول إنه إرهابى ؟
وكيف تتعامل حكومات قادمة مع فصيل غير معترف به رسميا ؟
الحق الذى أراه أن الخلل فى عقول الطرفين اللذين لايريدان الوصول إلى حل وسط يقوم على ضرورة التنازل عن بعض الحقوق وتحمل بعض المغارم من أجل مصر...
لقد أصبحت اللغة السائدة الآن هى (أنا أو أنت )...بينما لابد من الحديث عن (أنا وأنت )..فهل فات الأوان ؟
كلا لم يفت ولن يفوت وحتى لو سحق الصراع الطرفين كليهما فسيأتى قوم آخرون أكثر عقلا ..وسط جراحاتهم يتنادون ويجلسون ويتحاورون ويتفقون ويبصقون على عشاق الدماء

الاثنين، 6 يناير 2014

قراءة فى أهوال الناس


    عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى ...
             وصوت     إنسان   فكدت       أطير
إيه  يا (تأبط شرا ) إذا كنت وأنت الرجل الجاهلى الذى تأبطت شرا كدت تطير لما سمعت صوت إسان فما أفعل أنا  وأنا رجل حضرى لم أتأبط شرا ؟ ولابد لى من سماع أصوات كثيرة من أناس كثيرين لامناص من الحياة بينهم وسماع أصواتهم ؟
والله يا سيد (تأبط شرا) أنا اقدر موقفك وضيقك بتلك الحياة القاسية التى يكون فيها الحيوان الضارى أرحم بالإنسان من أخيه الإنسان ...فنحن لم نسمع  عن ذئب افترس ذئبا  بينما نرى الكثير من البشر يأكل لحم أخيه حيا وميتا ...وقد يكون لأكلة لحوم البشر بعض المنطق بدعوى أن البشر أولى من الأرض بأكل البشر وأن هذا الأكل يحل مشكلة لدى الجوعى  ولكن ماحجة الذى يأكل  أخاه وقد يكون أغنى منه وأكثر تخمة ؟ااا
إن الملاحظ أن الذى يعتدى على أخيه ظالم لاحق له وأن القوى هو المعتدى وأن الفقير هو المظلوم ..مع أن شريعة الغاب التى يدين بها السباع تجيز للقوى أن يأكل من الضعاف بقدر حاجته فقط  ولذلك لانجد لدى السباع مخازن تدخر فيها جثث ضحاياها وإنما هو قوت يوم بيوم ...أما نحن البشر المتحضرون فمخازننا ملأى بما يكفينا وأولادنا أمدا طويلا ومع ذلك لانقنع ويطلردنا شبح الفقر والجوع وما هذا إلا من سخط الرب لجشع الإنسان
ونحن نقرأ فى سير الصالحين أنهم كانوا يحملون على ظهورهم ليكسبوا مالا يتصدقون به ونقرأ عن أم المؤمنين /عائشة رضى الله عنها أنها كانت تجلو الدرهم والدينار الذى تتصدق به وتقول :(إنه يقع فى يد الله قبل يد السائل ) .اااااا
إنها إذن النفس الإنسانية التى ترفع صاحبها إلى أعلى عليين أو تهبط به أسفل سافلين ...
وإذا كان الإنسان -أى إنسان -لايشك لحظة أنه سيغادر هذه الدنيا إلا أنه يبدو أن الإنسان ينسى ذلك أو يتناساه فيتصرف تصرف الخالدين فضلا عن الجاحدين للخالق الرقيب الحسيب وهؤلاء لايردعهم خوف من حساب لايؤمنون به ولايجدون رقيبا صارما من نظام دنيوى يسهل عليهم خداعه ..لذلك فأبواب القسوة والظلم مفتوحة أمامهم على مصاريعها  والضحايا  هم الضعاف  والضحايا أيضا هؤلاء القساة حين تتعقد نفوسهم ويأخذهم سعار غرائزهم ومظالمهم إلى دنيا جافة من كل ماهو جميل ونبيل ويكونون كما قال الله عنهم "يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم " وقد تكون حياتهم الجافة المجدبة دافعا للملل الذى يودى بهم إلى الانتحار ...
إن (الإنسانية )معنى كبير وعال وغال وهو عنوان النفس الآمنة الودود التى تألف وتؤلف وتبذل ما تستطيع من خير للناس بل لكل الكائنات ...
وقد يخطىء أصحاب النفوس الإنسانية  وقد تكون خطاياهم جسيمة ولكن إنسانيتهم -فى النهاية -تشفع لهم
وتعليهم وقد لفت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنظارنا إلى هذه المرأة البغى التى رحمت كلبا من العطش فسقته فشكر الله لها وغفر لها ...وهو صلى الله عليه وسلم الذى واسى طفلا حزينا على موت طيره الذى كان يلاعبه ...  وهو صلى الله عليه وسلم الذى ينهى أن تمرالأسيرة على القتلى من قومها
بل هذه الإنسانية الرفيعة تأمر الذى يذبح شاة أن يريحها وألا يذبحها أمام حيوان آخر...
إنها الإنسانية التى تبذر الرحمة للعالمين ...
فأين الناس من هذه الإنسانية ؟اا