الخميس، 31 أكتوبر 2013

أمى (وهيبة )

مى (وهيبة )
هى أمى التى لم تلدنى ..
أمى التى ربتنى..ذلك أن والدى رحمه الله تعالى كان قد تزوجها ولكنها كانت عقيما..فتزوج أمى عليها ...ومن العجب العاجب أنهما عاشتا فى بيت واحد ..ولما ولدت كانت أمى ترضعنى ثم تدفعنى إليها وأخبرتنى أمى رحمها الله تعالى أننى عندما نطقت كنت أقول لأمى (وهيبة )ياأمى وأقول لأمى التى ولدتنى ياخالة وظللت على ذلك زمنا حتى فهمت الحقيقة وقلت لكل منهما ياأمى ...
أحكى لكم هذا الطرف من حياتى لتتأملوا معى تلك العجائب :
-امرأة لاتنجب لاترى بأسا فى أن يتزوج زوجها عليها..
-زوجة لاتنجب ترعى وليد ضرتها كأمه تماما..
-ضرة تدفع وليدها إلى ضرتها ولا تخشاها عليه ..
-ضرتان تعيشان فى بيت واحد كأختين فى وفاق تام ..
-زوج يعيش بين زوجتين فى بيت واحد دون نكد..
...ماذا تقولون فى هذه العجائب ؟
هل هو الزمن الجميل ؟
أم هى النفوس الهادئة الراضية ؟
أم هو التوفيق الإلاهى ؟
أحبائى فى الله...
لاريب ..إنه هو
والحمد لله رب العالمين .

الأحد، 20 أكتوبر 2013

حسن الخاتمة


-هناك مسألة تحيرنى .
-خيرا إن شاء الله .
-رجل نعرفه..لانزكيه على الله..يحب المسجد ..لم نسمع منه كلمة عيب..يبذل الخير لكل الناس ولكن للأسف كانت نهايته سيئة فقد سقط من سيارة لتدوسه سيارة أخرى وتمزق جسده..فقلنا:يبدو أن الرجل كان ظاهره خلاف باطنه وإلا لما كانت هذه نهايته...
-ياأخى..لقد ظلمتم الرجل ظلما كبيرا...وظلمتم مفهوم حسن الخاتمة ...فليس معنى حسن الخاتمة أن يموت الإنسان على فراشه وإلا لكان الشهداء خاسرين حاشا لله وأنت تعلم أن سيد الشهداء /حمزة رضى الله عنه مزق جسده وأخرج كبده..وأن/ مصعب بن عميررضى الله عنه قطعت يمينه ثم شماله ثم ضرب عنقه ..ويجب ألا ننسى مثلا أعلى للشهادة هو /حبيب بن زيد رضى الله عنه حين قال له مسيلمة الكذاب :أتشهد أن محمدا رسول الله ؟قال :نعم قال :أتشهد أنى رسول الله ؟ قال :لآأسمع .فأمر بقطع يمينه ..ثم أعاد عليه :أتشهد أن محمدارسول الله ؟قال :نعم قال :أتشهد أنى رسول الله؟قال :لاأسمع فأمر بقطع شماله .ثم أعاد عليه ..فكان نفس الجواب فأمر بقطع رجله اليمنى ثم أعاد عليه ...فقطع رجله اليسرى ..ثم أعاد عليه فضرب عنقه .....فهل ترى هذا الشهيد العظيم سيىء الخاتمة ؟
بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم بشرنا بأن (الغرقى والحرقى والهدمى )من المسلمين شهداء إن شاء الله رغم هذه الموتة المفجعة وهذا من فضل الله .
-الحمد لله على فضله.ولكنى أعبر عما يجول بأذهان الكثيرين ..
-ونحن لانأخذ ديننا من العوام وإن كانوا كثيرين والله تعالى يقول "وماأكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين "
-ومما يعتقده العوام أن من مات فى ليلة القدر أو فى يوم الجمعة فهو من أهل الجنة ..
-وهذا من الأوهام ..ففى ليلة القدر يموت المسلم وغير المسلم وفى يوم الجمعة يموت الصالح والطالح ..وإنما هو الأجل "فإذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعة ولا يستقدمون " "قل لو كنتم فى بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم "
-إذن ليست العبرة بمكان الموت ولا بزمانه
-بالتأكيد ..وإنما العبرة بالحالة التى يموت عليها الإنسان والرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأن المرء يبعث على ما مات عليه فمن مات محرما بالحج بعث ملبيا ومن مات مصليا بعث مصليا ومن مات سارقا أو كاذبا بعث على هذه الحال ..فليست القضية أين تموت ولا متى تموت ؟بل القضية على أية حال تلقى الله ؟ وكلنا راحلون ولكن هناك من يرحلون كبارا أعزة وهناك من يرحلون صغارا أذلة ..وحسن الخاتمة أن تلقى الله بصحيفة أعمال تثقل فى الميزان وتأخذ بيدك إلى الفردوس الأعلى نسأل الله تعالى أن نكون من أهلها وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

الخميس، 10 أكتوبر 2013

مفتى الدماء

(اضرب فى المليان )
(طوبى لمن قتلهم وقتلوه )
(لاتضحى بأبنائك من أجل هؤلاء )
(هؤلاء قال عنهم الرسول إنهم خوارج )
(سنطهر بلادنا من هذه القاذورات )
.....................
هذه بعض المقولات التى قالها المفتى السابق /مفتى جمعة فى لقاء سرى مع رجال الجيش والشرطة نجح الشباب فى اقتناصه وإذاعته عبر وسائل الاتصالات الالكترونية...
وتعليقنا على هذه الكلمات :
أولا:هذه الكلمات كانت قبل حدوث الانقلاب وبذلك كان تحريضا سافرا على إراقة الدماء .
ثانيا:التزم المفتى السابق الصمت أيام الرئيس مرسى رغم الحرية الكاملة المتاحة للجميع ولكنه فى عهد الانقلاب جاء ليدعو إلى إراقة الدماء وهذا يوضح أن الرجل بعيد عن الموقف والمبدأ .
ثالثا:ماذا يقول جمعة لربه يوم الحساب حين يسأله عن فتواه التى تسببت فى قتل الآلاف والتى ارتكز عليها القتلة ؟
رابعا :يعلم  المفتى السابق أن من يساعد على قتل مسلم ولو بشطر كلمة هو قاتل فكيف به وقد قال وقال وقال ؟
خامسا:لم يراع المفتى السابق حق عمامته التى تفرض عليه العفة فى استخدام الألفاظ ...فخرجت منه ألفظ مثل (الأوباش -الزبالة-ريحتهم وحشة )
سادسا:كان أولى بالمفتى السابق أن يدعو إلى لم الشمل وأن يدعو إلى إعادة التفكير فى المواقف والعودة إلى الجماعة إن كان يعتقد أن الإخوان المسلمين على خطأ أما أن يدعو إلى الإبادة فهذا خطاب مجرم حرب وليس خطابا إسلاميا 
سابعا:يبدو أن الرجل لم ينس أن جماهير الثوار فى بداية ثورة 25يناير كانوا يطالبون بإقالة المفتى وشيخ الأزهر لدورهما المساند لنظام مبارك ..لذاك فهو يسارع للانتقام من الثوار وعلى رأسهم الإخوان 
ثامنا:يقول بعض المحللين :إنه لايستبعد أن يقوم الانقلابيون بتصفية على جمعة وإلصاق تهمة قتله بالإخوان 
تاسعا:هذا الموقف المخزى من المفتى السابق استخدام للدين فى السياسة على خلاف الأوامر العسكرية الصادرة بتحريم ذلك وهذا يبين لون هذا الأمر وأن الممنوع أن تستغل الدين ضد الانقلاب أما إذا استخدمته لتأييد الانقلاب فحبذا 
عاشرا:هذا الموقف من المفتى السابق يلقى الضوء على (علماء السلطة ) ونفاقهم ودورانهم مع الرياح حيث تدور وبذلك يفقد الناس ثقتهم فى العلماء بل فى الدين كله  وهذا فى حد ذاته إثم عظيم يبوء به هذا النوع من العلماء

الاثنين، 7 أكتوبر 2013

أمريكا بين المبادىء والمصالح

الرئيس /أوباما حذر النظام السورى من استخدام السلاح الكيماوى   وقال إن استخدامه خط أحمر لن تسمح به أمريكا ...
واستخدم النظام السورى السلاح الكيماوى مرات حصد آخرها مءات الأرواح من المدنيين ..وثار الرئيس الأمريكى  وحرك قواته فى البحر المتوسط وقيل إن توجيه ضربة تأديبية للنظام السورى مسألة أيام قليلة ...
ثم بدأت الأجواء السياسية تتغير  وبعد التهييج السياسى الأمريكى لحلفائها فى أوربا بدأت الأصوات تخفت والحماسة تبرد ورأينا البرلمان البريطانى يرفض مشاركة بريطانيافى تلك الضربة ..زثم رأينا اتفاقا أمريكيا روسيا على تدمير السلاح الكيماوى السورى الأمر الذى سيستغرق شهورا طويلة ...وبذلك توارت بالحجاب مسألة الضربة الأمريكية للنظام السورى ...
والسؤال هنا :هل كانت القضية تدمير السلاح الكيماوى السورى  أم كانت قتل مئات المدنيين بهذا السلاح ؟ وهل تدمير الكيماوى السورى يأخذ حق القتلى الأبرياء ؟
ثم لماذا التوقف عند السلاح الكيماوى بالذات ؟وهل يعنى ذلك ألسماح للنظام الفاشى بالقتل شريطة ألا يكون بالكيماوى ؟
لقد أحصت الأمم المتحدة قتلى النظام منذ الثورة بأكثر من مئة ألف قتيل  لم تهتز لهم ضمائر الغرب الحر بينما تصنعوا الألم لمقتل بضع مئات بالكيماوى ...فماهذا ؟ وما تفسيره سياسيا وأخلاقيا ؟
الحق أنه ليس هناك أى تفسير أخلاقى لسلوك أمريكا والغرب ...ولكنه التفسير السياسى فقط ..
إن الأمر كله يعود إلى المصالح الأمريكية الغربية فى منطقتنا ...وهذهالمصالح تدور حول مصلحة العزيزة المدللة إسرائيل ...
فمن مصلحة إسرائيل تدمير الكيانات العربية وجيوشها  فإذا قامت ثورة فى سوريا وتصدى لها الجيش فيجب أن يستمر الصراع حتى ينتهى الجيش السورى وتدمر البنية التحتية ويشرد الملاييين ويقتل مئات الآلاف ..كل ذلك يقوى الكيان الصهيونى بقدر ما يضعف الكيانات العربية ...
والمتأمل فى المسألة السورية  يرى أنه ليس من مصلحة إسرائيل التضحية بنظام بارد يقاتل بالكلمات منذ عشرات السنين ولم يجرؤ على إطلاق رصاصة واحدة على العدو الصهيونى رغم قيام هذا النظام بالعدوان عليه مرات  ..وهذا النظام الذى يعد حضنا دافئا للاحتلال لاينبغى التفريط فيه ...ولكن عندما يقوم هذا النظام باستخدام الكيماوى فهنا يمكن أن يأتى الخطر ولو ظنا ...وهناك احتمال لاستخدام الكيماوى ضد إسرائيل ...وهذا هوالخط الأحمر الحقيقى الذى يجب أن يقاوم بكل قوة ...
أى أن الهدف الرئيس لأمريكا وحلفائها هو نزع السلاح الكيماوى السورى  ضمانا لأمن إسرايل ...
أما ذهاب مئات الآلاف منالأرواح بهذا السلاح أو ذاك فهذا أمر لايكدر ضمائر الأحرار فى عواصم الغرب ..ولكن لابأس ببعض الدموع السياسية والإعلامية ذرا للرماد فى العيون وتجميلا للوجه غير الأخلاقى للسياسات الغربية .

الثلاثاء، 1 أكتوبر 2013

لماذا كل هذا الغل ؟ا

فى لقاء على القناة الأولى المصرية سألت المذيعة اللواء طيار أحد أبطال حرب أكتوبر عن سر احتشاد الشعب كله وراء الجيش فى حرب العاشر من رمضان فقال الضيف:
هذه طبيعة الشعب المصرى حين يحيط الخطر بمصر يكونون يدا واحدة يعنى لو حاربنا إسرائيل اليوم سنجد الكل يدا واحدة حتى الإخوان المسلمين إل.......
ولم يكمل الرجل إذ قالت المذيعة وضيفها الآخر فى سرعة وعصبية :
لا..مستحيل ...
وأضاف الضيف الآخر:
دول عمرهم ماوقفوا مع البلد وعمرهم ما دخلوا الجيش ...
وواضح الكذب فى هذا الكلام ولكن أوضح من الكذب هذا الغل الأسود ...
قد تخلتف معى فى الرأى وقد يكون الخلاف عميقا ولكن ذلك ليس مبررا لأن أجعلك عدوا وأن أحقد عليك وأسعى إلى محوك من الوجود ...
نحن كمصريين تعودنا على التسامح ومن العبارات المتوارثة أن نقول للخصم حتى لو كان كافرا (ربنا يهديك ) وعلى فكرة هذه العبارة المتوارثة من توجيهات النبى الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال :"لأن يهدى الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم "
ولكن هذا الضيف الحاقد دفعه حقده إلى الافتراء المفضوح فالكل يعرف أن الإخوان هم الفصيل الشعبى الوحيد الذى حارب فى فلسطين إلى جوار الجيش المصرى ...
وطبعا شباب الإخوان كغيرهم من شباب مصر ينطبق عليهم قانون التجنيد الإجبارى ويلتحقون بالجيش ...
فما الذى يدفع هذا الضيف الحاقد وتلك المذيعة إلى سرعة إبداء هذا الحقد تجاه الإخوان ؟اا
قد تكون المذيعة معذورة بحكم عملها الذى يفرض عليها الانحياز إلى توجهات الحكام -ولو أن المذيعين أيام  د/مرسى لم يكونوا مجبرين على الانحياز إلى وجهة نظر الحاكم بل على العكس كان الهجوم على الرئيس بارزا فى التلفزيون الحكومى- أقول :قد تكون المذيعة معذورة ولكن ماعذر الضيف ؟
وإذا كان هذا رأيه الخاص -وهذا حقه -فلماذا يحجر على رأى زميله ؟
إن هذا الغل الأسود ليس فى مصلحة مصر بل ليس فى مصلحة الحكام الحاليين لأن الحقد غير المبرر يكشف طبيعة صاحبه ويحول الدفة لصالح ذلك المظلوم الذى يعتدى عليه بظهر الغيب دون إتاحة أى فرصة ليدافع عن وجهة نظره...
والحل الأمنى قد يعقد الألسنة إلى حين ولكن سرعان ما يتبدد الخوف ويعلو صوت الحق الهادر الذى تتلاشى أمامه فلول الباطل ..
ولن يهزم الفكر السقيم إلا الفكر السليم ..لأنه الأصلح ..والبقاء للأصلح .