الثلاثاء، 31 يوليو 2012

تأملات فى سورة الواقعة


للقيامة أسماء عديدة فى القرآن فهى :الصاخة والطامة الكبرى والزلزلة والقارعة والغاشية ويوم الحسرة والساعة ..الخ  وهذه الساعة ثقلت فى السموات والأرض  وحين تبغت الناس تتبدل الأحوال أهوالا جساما فالأرض ترج رجا عظيما والجبال الراسيات تعود كثيبا مهيلا أما البشرفهم طوائف ثلاث :السابقون أصحاب الفردوس الأعلى الذين أعد لهم ربهم نعيما ما ديا فيه يتمتعون بالأكل والشرب والزواج ...وأصحاب اليمين فى الفراديس الأخرى لهم مالهم من متع المأكل والمشرب والزواج كذلك أما الهلكى فهم أهل الشمال الذين قضوا حياتهم الدنيا فى ترف باذخ مفسد وإصرار على الشرك الأكبر وإنكار للبعث  ولكنهم سيرون البعث حقيقة صاعقة حيث يذوقون العذاب المادى ...ولا يحق لأحد أن يعذرهم لأن دلائل الحق بادية أمامهم فى خضم حياتهم فهذا المنى الذى فى أصلابهم  من أوجده ؟ وحين يقذفونه فى الأرحام من يخلقه ؟ وهذا البذر الذى يبذرونه فى الأرض  هل يضمنون نماءه ؟ وهذا الماء الذى تقوم به حياتهم من أنزله وأصلحه ؟ وهذه النار التى بها طعامهم وشئون حياتهم من أنشأ شجرتها الأولى الساطعة اللا هبة التى تمد الأرض بالضياء والقوة ؟ هذه نماذج ثلاثة لايقوى عليها إلا الله وقد كانوا جديرين أن تلفت أنظارهم وتقودهم إلى الإيمان ولكن العجب العاجب أنهم جعلوا رزقهم أنهم يجحدون ...وإذا كانت الأمور الأرضية لاتسترعيهم أفلا ينظرون إلى السماء التى يجولون تحتها ولا ينفكون عنها ؟ألم تسترعيهم تلك النجوم الهائلة ومواقعها التى لايحيط بها إلا خالقها وهى على كثرتها الهائلة وسرعاتها الخارقة لاتتصادم ؟ إنه لايقدر على هذا الخلق إلا الله القادر القهار وهذا الرب العظيم هو الذى أنزل القرآن الكريم  من اللوح المحفوظ المطهر الذى لامسه إلا الملأ الأعلى ..وهذا القرآن يحدثهم عن الآخرة ولكنهم يكذبون ...إذن فقد اختاروا لأنفسهم وحتما ستفاجؤهم اللحظة الصادقة عند الاحتضار ..فهل يستطيعون نجدة المحتضر ؟وهم ينظرون حاله ولا يرون الحقيقة التى يراها  ؟أفلا يستوقفهم ذلك ؟ وهاهى سورة "الواقعة ":تنتهى بما بدأت به فهاهى الطوائف الثلاث :المقربون أصحاب الفردوس الأعلى وأصحاب اليمين فى الفراديس الأخرى والهالكون فى شر نزل فى دار الجحيم 

اللهم أكرمنا -من فضلك -بالفردوس الأعلى  فإنك ولى ذلك والقادر عليه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

الأحد، 29 يوليو 2012

شيئا من المنطق


سمعت منذ قليل -من الإذاعة المصرية -أن المعتمرين أنفقوا على المسكن والانتقالات ثمانية عشر مليار ريال أى مايزيد على سبعة وعشرين مليار جنيه مصرى وإذاأضفنا إلى ذلك مصاريف أخرى وصلنا إلى خمسين مليارا من الجنيهات المصرية ...ولفت نظرى أنها المرة الأولى التى تعلن الإذاعة عن خبر مثل هذا ويكاد كاتب الخبر أن يقول :هل يعقل أن ينفق شعب يعيش مشكلات اقتصادية حادة ونقص فى الحاجات اليومية والخدمات الضرورية- هل يعقل أن يفكر بهذه الصورة ؟ وهل الفكر الدينى الصحيح يؤيد هذا ؟ ووجدتنى أتمثل الرجل الذى قال للرسول صلى الله عليه وسلم :عندى دينار قال :"أنفقه على نفسك "قال :"عندى آخر قال :"أنفقه على أهلك " قال :عندى آخر قال :"أنت أبصر به" وكأنى به صلى الله عليه وسلم يعلم أمته ترتيب الأوليات ...ووجدتنى -كرة أخرى -أتمثل العالم الربانى /عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى وهو فى الطريق إلى الحج -وليس العمرة -فإذا به يرى امرأة تخرج من بيتها وتبحث فى القمامة فيستوقفه المنظر ويعلم أنها مسكينة تبحث عن طعام لأطفالها فيأمر خادمه بدفع مامعه من نقود -خلا نفقات العودة -إلى المرأة ورجع أدراجه ...ألا نتعلم من هذا الهدى النبوى شيئا أيها السادة ؟ألا يخجل المعتمرون ومن يشجعهم من العلماء على هذا البذخ الباذخ على شعيرة ليست بالفريضة فى حين أن أهليهم ينفقون فى العشوائيات مرضا وجوعا وتشردا ؟ بالله أى الأعمال أقرب إلى الله وأقوم قيلا هذا الذى يحدث أم إطعام الجوعى وكساء العارين وعلاج المرضى وأداء ديون المدينين وإيجاد فرص عمل للشباب العاطلين ومساعدة من يريد الزواج ولا يستطيع ؟عشرات من أبواب الإنفاق الملحة تنادى على المعتمرين :إن كنتم تريدون الله والدار الآخرة فارحمونا يرحمكم الله وأغيثونا أغاثكم الله فإنه من كان فى حاجة أخيه كان الله فى حاجته وإن نفس المسلم أكرم على الله من الكعبة المشرفة على عظمتها وهذا هدى النبى صلى الله عليه وسلم ...فما بال ألسنة العلماء ملجمة عن الحق ؟وإذا كنا لانتبع هدى محمد صلى الله عليه وسلم فهدى من تبع ؟

تحذير للرئيس


السيد الرئيس د/محمد مرسى ...مصر فى حاجة ماسة إلى النقد البناء ولن تعدم بين الآراء المختلفة رأيا رشيدا ..ولكن مصر -أيضا -فى حاجة إلى إيقاف عمليات التشهير والبذاءات لأنها تهدم وتفرق الصف وقد تصادف بعض النفوس الساذجة ..وعلى هذافليس من حقك -ياسيادة الرئيس -أن تخنق صوتا ناقدا وبنفس القدر ليس من حقك أن تتغاضى عن الذين يجعلون رزقهم أنهم يشتمون ويسفهون إلىحد أن أصبح السباب موجة ضارية فى الصحافة وعلى الشاشات والتغاضى من ذلك ليس من الحكمة فى شىء ولا هو من باب التواضع ...بل يفسرعلى أنه ضعف ..والحلم على هؤلاء يغرى بالمزيد وهذا ما يحدث بالفعل ..

أقول :ليس من حقك أن تصمت على هذه البذاءات ولابد من إجراء قانونى يقمع المتطاولين ..إنك -يا سيادة الرئيس -تمثل مصر ولن يتهمك أحد بقمع الرأى الآخر لأن السباب ليس رأيا ولأننا فى مصرلم تتجذر فينا بعد ثقافة الاختلاف واحترام الآخر ...لذا لزم التحرك السريع ليلفت أهل الرأى إلى شرف الكلمة وشرف استخدامها ..وذلك يصب فى مصلحة مصر.والله الموفق 

السبت، 28 يوليو 2012

رمضانيات -3

-ما رأيك فى سهرة الأمس ؟ألم تكن رائعة ؟لقد انشقت الحناجر إعجابا بالقارىء فلان.
-للأسف أعتقد أن هذه السهرة فى ميزان سيئاتهم .
-نعوذ بالله من هذا ولم ؟
-هل تعتقد أن القرآن نزل لهذه المهرجانات التى تفتح فيها الحناجر وتغلق فيها العقول ؟ القرآن -ياأخى -أجل من هذا وما كان لأولى الأمر أن يقدموا على هذا العمل الشنيع .-
-بالله أوضح فإنى لم أفهم عنك .ألم تعجبك قراءة الشيخ ؟إنه من الأعلام .
-أين ما حدث ويحدث من قوله تعالى :"وإذاقرىء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون" ؟ انظر كيف جعل الله تعالى رجاء الرحمة مرهونا بالاستماع بالأذن والإنصات بالقلب ؟ هل هذا ما حدث فى سهرتك المعجبة ؟
ولكن هؤلاء القراء أعلام فى مهنتهم ومشهود لهم .
-وهل سمعت أن فى الإسلام مهنة اسمها (قراءة القرآن) ؟ قراءة القرآن مهنة كل مسلم حين يحس أنه فى حاجة إلى مناجاة ربه ...أما هؤلاء فيجعلونها مهنة يتكسبون منها فإن أعطوا رضوا وإن لم يعطوا إذاهم يسخطون ...يمكن أن تكون المهنة (تعليم القرآن ) لقوله صلى الله عليه وسلم :"خيركم من تعلم القرآن وعلمه" أماالامتهان بقراءة القرآن فهذا امتهان له . على أن هؤلاء -رغم امتهانهم قراءة القرآن -لم يراعوا أصول القراءة 
-وما أصول القرآءة ؟
-هديه صلى الله عليه وسلم ,فقد كان يقرأ مترسلا يقف على رؤوس الآى إذا مر بآية فيها تسبيح سبح وإذا مر بآية عذاب استرجع وإذا مر بآية رحمة حمد واستبشر ,أما هؤلاء فتراهم يرفعون أصواتهم ثم يخفضونها ثم يرعدونها ...إنهم يغنون رجاء إلهاب حناجر العوام .
-ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا نا إلى التغنى بالقرآن .
-دعا صلى الله عليه وسلم إلى  التغنى بالقرآن على ما علمه جبريل عليه السلام عن الله تعالى وليس على طريقة السلم الموسيقى ...فقد قال له ربه جل وعلا "إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه " إنها طريقة واضحة تعلمها صلى الله عليه وسلم وعلمها أمته وهى معروفة من علم (القراءات ) .
-ولكن هؤلاء أعلام فى علم القراءات .
-و هم يسيئون استخدام هذا العلم ونحن نراهم يتبارون فى إظهار معرفتهم تلك فيقرأ أحدهم الكلمة مرات يقلبها على شتىأوجه القراءات دون حاجة لهذاإلا لإثبات علمهم ونيل إعجاب العوام الذين لاينقصهم إلاالتهاب أكفهم بالتصفيق .
-ولكن أليس من العجيب أن هذا الكلام الخطير لم يقله غيرك مع كثرة العلماء ؟
- أخطأت يا أخى فلست مبتدعا لهذا القول وهناك من العلماء الأتقياء من سبقنى إلى هذا ولكن القوم يذيعون ما يحلو لهم ويخفون ما يعكر ‘لى مصالحهم ولست أنسى موقفا حضرته مع الشيخ /محمد الغزالى رحمه الله تعالى فى مسجد (أولاد الشيخ ) بالإسكندريةوكان القارىء الشيخ /مصطفى إسماعيل رحمه الله ...وقد قرأ الشيخ وفعل بالناس الأفاعيل وخيل إلىّ أن حى (محرم بك ) كان يرجف من هول أصوات المعجبين الذين غص بهم المسجد وساحته الخارجية وكان الناس -من فرط النشوة -يقومون ويقعدون ...وكنت أنظر إلى وجه الشيخ الغزالى يتمعر غضبا وهو يضرب كفيه أسفا .وبعد أن وضع الشيخ مصطفى أوزاره تحدث الشيخ الغزالى حديثا عاطفيا باكيا وذكر الحضور بأن هذا القرآن سمعه الصحابة فخشعوا وبكوا رجاء رحمة الله وسمعه الكفار فبهتوا لإعجازه ثم لم يلبث كثير منهم أن آمنوا ..وأن المؤمنين جدير بهم "إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا "وأن هذا لايكون إلا بالتدبرلابالصياح 
-لقد فهمت الآن الحق فى هذا الأمر ولكن ألا ترى كثيرا من العلماء يبوء بإثم ما يجرى ؟
-لاشك أن من يرى هذا المنكر ولا ينهى عنه يبوء بإثمه .
-وعلى العلماء وسائر الدعاة أن ينبهوا إلى ذلك .
-الحمد لله .أنى قد فعلت .

الأربعاء، 25 يوليو 2012

الرئيس بين الشقاق والنفاق


الرئيس /محمد مرسى بين شقى الرحى فهناك من يسبح بحمده وينتصر لكل ما يصدر عنه حتى لو (كح ) ..وهناك من وضعه موضع الاتهام من أول الأمر دون استعداد لسماع أى وجهة نظر أخرى ...وبالأمس كنت علىمائدة إفطار أحدهؤلاء الذى اندفع يقول :البلد ضاعت ...الإخوان سيكوشون على كل شىء ...قلت له :هل وصل الرئيس مرسى إلى مقعد الرئاسة بأمر الله أم دون أمر الله ؟قال :كل شىء بأمر الله ولكن الله ابتلانا به .قلت :صدقت :والله يبتلى بالخير وبالشر فكيف تعرف أنه خير أو شر ؟قال :لايمكن أن يأتى بالخير .قلت: ولو أتى الله على يديه بالخير هل تقبل هذا الخير ؟قال :أنا فى غنى عن الخير الذى يأتى من ناحيته .قلت :هل تحب مصر ؟قال:أحب مصر بدون مرسى والإخوان .قلت:لاأعرف مخاصمة جرت بينك وبين أحد من الإخوان فماذا أصابك منهم ؟قال:أنا لاأحبهم وخلاص ....

وهناك صنف آخر من الكارهين :أزلام النظام السابق والمستفيدون منه وهؤلاء يقودون حملة التعويق لأطروحات الرئيس بغية إفشاله ...وهؤلاء جميعا ليسوا من المنصفين ولا أحسبهم من الوطنيين الذين يحبون مصر حقا ...فمصر فى حاجة إلى غير هذا  فى حاجة إلى رئيس (موظف ) يخضع للرقابة الشعبية الواعية التى تقول للمحسن أحسنت وللمسىء أسأت ...مصر فى حاجة إلى شعب واع يمد يده إلى الرئيس المنتخب ويسانده بجد ويحسن الظن به ويعطيه الوقت المناسب ثم يكون الحساب فإذا نجح الرجل كان خيرا لمصر وإن كانت الأخرى أفسح المجال  لغيره ...وهذه هى الديمقراطية التى يغنى لها الجميع .


رمضانيات -2

هل رمضان حقا يقلب كيان الصائمين ؟ الحقيقة نعم ..يقلبها رأسا على عقب ..ولكن تأمل معى هذه العبارة المشهورة ..أليس الرأس أعلى العقب هو الوضع الطبيعى ؟فكيف يكون قلبا ؟أليس القلب أن يكون العقب على الرأس ؟هذا منطقى ..ومن هنايكون الصيام قلبا لنظام الحياة ذاته ولذلك حكمة عالية قد يغفل عنها الكثيرون .نحن نسير طيلة أحدعشر شهرا على وتيرة واحدة حياة مكرورة رتيبة أشبه ما تكون بحركة الآلات المبرمجة ..ولا يكاد الواحد منا يجد الوقت ليفكر أيهما فوق رأسه أم عقبه..وفجأة يتغير هذا كله بين عشية وضحاها فيصحو على نظام جديد يفرض عليه أمورا تتعلق بأصول حياته بل هو نظام حياة جديد تماما ..ويستمر ذلك مدة شهر كامل ثم تعود الحياة إلى مجراها المعتاد ...فهل هذه العملية عبث ومحض عشواء ؟..حاشا لشرع الله أن يكون كذلك .وإنما هناك رسالة مهمة وخطيرة يراد توصيلها إلى كل صائم ...هذه حياتك التى اعتدت عليها أحد عشر شهراأمكنك أن تغيرها فى لحظة ..فهل تعى أن بداخلك قوة هائلة على التغيير ؟وأنك قد تهمل تنمية هذه القوة فتبقى أسيرا لعاداتك ؟ ها هو رمضان يذكرك بهذه القوة ويدربك عليها شهرا كاملا لكى تستيقن أن التغيير ممكن وأنه يأتى من داخلك طبقا لقناعاتك ..وأن هناك صلة وثيقة بين ظاهرك وباطنك وخالقك وأن هذه الصلة لن يمنحك إياها إلا الصوم ....ومن هنا فالمطلوب أن تخرج من هذه التجربة بأنك سيد حواسك وغرائزك وأمورك كلها وأنك حين ينتهى رمضان ويأتى العيد يبدأ تنفيذ حصيلة التجربة تغييرا شاملا إلى الأفضل وهنا يكون العيد جائزة لك ..أما من يخرج من رمضان وهو لايحس أنه قد خاض تجربة وإنما هى العادة فهذا صام جسده بينما ظلت روحه فى إغماءتها وهذا يكون العيد عنده فكاكا من معاناة رمضان ...نعوذ بالله من ذلك .

الاثنين، 23 يوليو 2012

الحكومة الغائبة


تسلم الرئيس /محمد مرسى السلطة فى الثلاثين من يونيو الماضى وتمضى الأيام والجماهير تنتظر إعلان تشكيل الحكومة ولكن التكهنات من جانب وصمت المتحدث الرسمى من جانب آخر يحيلان الموقف إلى ضبابية محيرة وغير محببة ..البعض يقول :إن الرئيس يحاول إرضاء الطيف السياسى بتشكيل حكومة ائتلاف وطنى والبعض يرى أن المرحلة تقتضى سرعة الحسم وتشكيل حكومة متحمسة لبرنامج الرئيس ...وأنا من المتحمسين لهذا الرأى ...فالشعب لايهمه من يحكم ولكن يهمه من ينفذ طموحاته ..والحكومة المتعددة الألوان ربما تكون عقبة أمام تنفيذ برنامج الرئيس فلماذا لاتشكل الحكومة كاملة من حزب /الحرية والعدالة ومن يؤيده ؟ إن الحكومة المتجانسة هى أفضل من يقوم بتحويل البرنامج الرئاسى إلى واقع ..ولامحل للاتهام بالاستحواذ على السلطة لأننا لانملك ترف المقارعات السياسية كما أن طول الانتظار يزيد مشاعر الضجر والإحباط ..وقد كان التوقع العام أن تكون الحكومة جاهزة بمجرد إعلان نتيجة الانتخابات ..وقد كنا نشكو من تباطؤ المجلس العسكرى فى اتخاذ القرارات فى الوقت المناسب فهل تنتقل الشكوى إلى الرئيس ؟


الثلاثاء، 17 يوليو 2012

محاضرة


دعيت لإلقاء محاضرة عن النظافة فى إحدى المدارس الثانوية ,ولما دخلت وجدت الفناء على أسوأ حال من القذارة والإهمال ,فقلت للعامل الذى كان فى استقبالى :لو سمحت احضر لى مكنسة ,قال مندهشا :الناس فى انتظارك .قلت :اترك الناس وهات المكنسة ,ولما رأىإصرارى ذهب وأحضر المكنسة فقلت :بسم الله الرحمن الرحيم سأحاول بإذن الله تنظيف هذا الفناء ....نظر العامل إلىّ متعجبا ثم قال :عن إذنك دقيقة واحدة ...وبعد قليل جاء ومعه ثلاثة عمال بمكانسهم  وقال :يكفى ياشيخ بإذن الله سنقوم بالمهمة هذا عملنا فأقسمت لأشاركنهم وقلت ليبدأ كل منكم بركن وأنا مع هذا الركن وبعد حوالى ربع الساعة سمعت صوتا قريبا من الداخل :هذا الشيخ الذى يتحدث عن احترام المواعيد سيؤخرنا ثم برز بطلعته البهية فرأى مانحن فيه فوقف يتفرج لحظات ثم أسرع وجاء بجماعة المدعوين الذى اصطفوا وكأن على رؤوسهم الطير وكأنهم يشاهدون عجبا من الأعاجيب ..

وبعد قليل برقت ثنايا الفناء وتبسم ضاحكا وأقبل العمال  وقال أحدهم :والله لقد أحرجتنا و..قلت:

ياشباب لم ينته العمل بعد ,أنا معكم حتى ننظف المدرسة طابقا طابقا هذه مدرسة الجميع لامدرستكم وحدكم ,قال العامل :قسما بالله العظيم لن تمسك مكنسة ...يكفى هذا ..والله عيب ,ثلت :لن أمسك المكنسة ولكن لن أغادر المدرسة حتى تكون (على سنجة عشرة ) ....

انصرف معظم المدعوين بينما اصر بعضهم على المشاركة ,وجاء مدير المدرسة يقول :غفر الله لك لقد تكلفنا الكثير من أجل هذا اللقاء ولكنك أضعت علينا المحاضرة قلت مبتسما : هذه هى المحاضرة  

الاثنين، 16 يوليو 2012

لهجة غير موفقة

الدكتور /محمد مرسى  هو الرئيس الشرعى لمصر من واقع الانتخابات النزيهة جدا (حسب المعايير المصرية ) وأصبح -كما أعلن مرارا - رئيسا لكل المصريين وأنه يطالب الجميع ومنهم الذين لم يعطوه أصواتهم أن يجعلوا أيديهم مع يده ليبنى الجميع مصر دولة مدنية حرة ديمقراطية متقدمة .

ولكن البعض يصرون منذ اللحظة الأولى أن يضعوا الرجل فى موضع التصنيف والاتهام .....

 فالبعض مصر على أن يصفه بالرئيس الإخوانى ولايضير الرجل انتماؤه إلى فصيل وطنى لأن هذا شأن أى رئيس فى الدنيا ولكن وراء هذا الوصف رائحة غير منصفة من الاتهام ..

بل إن البعض قد تطاول فوصف الرئيس بأنه تابع للمرشد بل وصل البعض إلى حد الإسفاف بقوله :إن الذى يحكم مصر طبيب الحمير فى إشارة إلى الدكتور /محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين الأستاذ الجامعى والمصنف من أوائل المختصين فى مهنته على مستوى العالم ....

وهذا النمط فى التعبير -الذى وصل كما رأينا إلى مستوى متدن -يكشف عن ضعف فى مستوى الفكر السياسى الذى يبتعد عن الموضوعية ويحكم الهوى الشخصى ..

والإنصاف يقتضينا أن نرتضى حكم الشعب أيا كان ولامعنى أبدا لمن يتعلل بأن الرئيس نجح بهامش ضئيل فكل رؤساء العالم الأول هكذا ...وبعد الرضا بالقرار الشعبى ننظر إلى أقوال الرجل وأفعاله ونعطيه الفرصة  ليعمل دون محاصرته بالأحكام المسبقة ...

وأعجبنى كاتب مصرى من النرويج قال يا دكتور مرسى تهنئتى لك مؤجلة لحين رؤية ماذا تفعل لمصر ...وانتقد وسائل الإعلام المغرضة المجندة التى تجعل شغلها الشاغل نقد الرجل والتحريض على وضع العراقيل أمامه ...

والعجيب أن الكل يدعى حب مصر ولابأس أن يكون لكل منا نظرته الخاصة ولا بأس أن نختلف مع الرئيس ولكن لابد أن نقبل حقه فى التجربة وحقه فى الصواب والخطأ مع الاحتفاظ بحقنا فى النقد البناء المحترم الذى يتناول الموضوع ويعطى الشخص حقه فى الاحترام ...هذا هو معنى حب مصر يا أبناء مصر أما المراقبون من الأجانب فنقول لهم :أهل مكة أدرى بشعابها .

إذا عز أخوك فهن


 من كنوز الأولين (إذا عز أخوك فهن ) وهذا من مشكاة ما ينسب إلى المسيح صلى الله عليه وسلم :"إذا ضربك أحدهم على خدك الأيمن فأدر له الأيسر " وهذا ليس من قبيل الواجب ولكن من قبيل الترقى والاستعلاء على نوازع النفس الأمارة بالسوء ...وهى دعوة إلى التواضع العقلى لأخيك عندما تأخذه العزة بالإثم فيقع فى بعض التجاوز فى حقك وهذا من علو الهمة .

وقد تجاوز أحدهم فاغتاب أناسا لاتربطه بهم صلة بل لايعرفونه ولا يعرفهم ووصفهم بصفات لاتصلح للاستعمال الآدمى  ولما قلت له إن هذا من سوء الأدب هاج وماج وقذفنى بأقذع الألفاظ وأوجعه جدا قولى له :إن هذا من سوء الأدب فرفض لنفسه ما قبله لغيره ..وهنا تذكرت هذا القول الكريم "إذا عز أخوك فهن " ...غير أن العجب العاجب أن كثيرا يحسبون هذا من علائم الضعف ويرددون القول الخائب :(تذأب لئلا تأكلك الذئاب ) وهذه دعوى مسعورة إلى مجتمع الذئاب بل أدنى من ذلك لأننا لم نسمع عن ذئب أكل ذئبا أو اغتابه ...

إن من مظاهر القوة النفسية أن تمسك لسانك عن اغتياب الآخرين ...وإذا وقعت فى المحظور فمن القوة ألا تتمادى فإن الرجوع إلى الحق خير من التمادى فى الباطل ...وأذكر نفسى قبل غيرى بأن راحة الدنيا كلام وتعبها كلام وبقوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضى الله عنه "وهل يكب الناس فى النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم "؟ا غفر الله لنا ولمن أسأنا إليهم وهدانا أجمعين .

أنوار فى الجاهلية


 فى عمق الزمن المتطاول كان العرب الجاهليون يعيشون فى شبه الجزيرة وكانت جاهليتهم شديدة الوطأة عليهم جغرافيا حيث قسوة الأرض والمناخ وسياسيا حيث القبلية المتعصبة المعتدية ... ولكن رحمة الله تأبى أن تترك عباده فى أعماق الظلمات بلا نور "ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور " وقد كانت هبة الله لهذه الأمة -فى ذروة ضعفها -عطاء لم يتيسر لأمة أخرى ولعل هذا كان من إعداده سبحانه للرسالة الخاتمة ...أقول تمثل العطاء الربانى للعرب فى ناحيتين :

أولاهما :هذا الولع الفطرى بقيمة الكلمة وامتازت بأنها الأمة الوحيدة التى أقامت أسواقا للفكر أشهرها سوق (عكاظ ) التى تتوافد عليه أكابر العقول من الشعراء والنقاد ...وبلغ تقدير هذه الأمة شأوا عاليا حيث كانت الكلمة تعدل حياة قائلها لأنها ترتبط بشرفه ..وصارت الكلمة ترفع قوما وتخفض آخرين وقد تمثل هذا فى احتفال الزعماء والكبراء بالشعراء أملا فى مدائحهم ..ولعله مما يذكر فى هذا المجال البيت الذى قاله /الحطيئة فى قبيلة /بنى أنف الناقة ..الذين كانوا يخجلون من هذا اللقب ..فقد قال فيهم :

         قوم هم الأنف والأذناب غيرهمُ      ومن يسوى  بأنف الناقة الذنبا ؟ا

فأصبحوا -بعد هذا البيت-يتطاولون شموخا بآنافهم .

والثانية :بعض الأخلاق القويمة التى ما كانت هذه الحياة الصعبة تصلح إلا بها ....

فقد كانت الشجاعة خلقا فطريا لدى القوم حماية لوجودهم وكسبا لحاجاتهم ...وكان الكرم شيمتهم كواحة للضيفان والفقراء ...وكانت المروءة من سجاياهم تتجلى فى سلوكهم وأكاد أرى وجه أبى جهل وقد صفع أسماء بنت أبى بكر وقد جن جنونه لهجرة النبى صلى الله عليه وسلم ولكنه التفت إلى زميله قائلا: اكتم عنى ...فقد اعتذر عن عدوانه على النساء وعدها سقطة لاتليق بالرجال ....

ومما لاينسى فى هذا المجال تلك المروءة العالية لهؤلاء (الجاهليين ) عندما كان أحدهم يلقى عدوا له على حين غرة فقد كان يصيح به :(خذ حذرك فإنى قاتلك ) .............

ومن صور الأخلاق الرفيعة لأهل (الجاهلية الأولى ) :ما اجتمع عليه الأكابر من قريش من العزم على رد المظالم وإنصاف أصحاب الحقوق  وعقدهم حلف (الفضول ) الذى قال عنه صلى الله عليه وسلم "لو دعيت به فى الإسلام لأجبت "...........

ولابد هنا من التساؤل والموازنة :هل نحن -أيها المسلمون -وفى عصور الجاهلية المعاصرة على مستوى القوم فى هذه الخصال ؟

الأحد، 15 يوليو 2012

ثمار الشيخوخة


1-الله هو خالق الحياة والحياة تتجدد بنعمته وفضله ولايمكن تدميرها ..سوف تعيش روحك إلى الأبد  حتى بعد الموت .لابد أن تؤمن بهذه العقيدة .

2-لايمكنك رؤية عقلك ولكنك على يقين أنك تملكه ولا يمكنك رؤية الروح ولكنك تشعر بروح الفنان وبالمثل ستشعر بروح الجمال والحق والخير تتحرك فى عقلك وقلبك لايمكنك رؤية الحياة ولكنك على يقين أنك على قيد الحياة .

3-إن الشيخوخة ليست ضياع سنوات العمر ولكنها فجر الحكمة فى عقول البشر .

4-إن أغزر سنوات حياتك إنتاجا قد تكون من الخامسة والستين إلى الخامسة والتسعين .

5-(الصبر والعطف والحب والنية الحسنة والمتعة والسعادة والحكمة والتفاهم ) تلك الصفات لاتشيخ أبدا قم بتنميتها وعبر عنها لكى تحتفظ بشبابك  فى الذهن والجسم .

6- إن الخوف المرضى من تأثير الزمن قد يعجل بالشيخوخة المبكرة .

7-قد تكون الشيخوخة فرصة لتأمل حقائق الحياة من منظور أعلى .متع الشيخوخة أكبر من متع الشباب فالعقل ينشغل بأنشطة الحياة الذهنية والروحية  إن جسمك يضعف وتتباطأ حركتك لكى يتاح لعقلك فرصة تأمل كل ماهو مقدس .

8-نحن لانحسب عمر الرجل بالسنوات إلا إذا لم يكن يملك شيئا يعطيه .عقيدتك ومبادئك ليست عرضة للذبول أو الموت .

9-أنت شاب بقدر ما ترى نفسك شابا .وبالمثل فأنت قوى ومفيد كما تظن نفسك .

10-شعرك الرمادى يعد ذخرا لك .إنك لاتبيع شعرك الرمادى وشيخوختك .إنما تعرض موهبتك وقدراتك وخبرتك وحكمتك التى اكتسبتها على مر السنين .

11- العقاقير غالية الثمن والحمية الغذائية لن تحافظ على شبابك بل تفكيرك هو ما يحدد ذلك .

12-ستصاب بالشيخوخة عندما تتوقف عن الأحلام وتفقد اهتمامك بالحياة وكذلك إذا كنت عصبى المزاج كثير القلق .املأ عقلك بحقائق الحياة وبنور الحب .هذا هو الشباب .

13-تقاعدك بداية لمغامرة جديدة اكتسب هوايات واهتمامات جديدة ,افعل ما كنت تتمنى أن تقوم به عندما كنت مشغولا بكسب العيش ,اهتم بأن تعيش حياتك .

14-سر الشباب هو الحب والمتعة والسلام الداخلى والضحك ومنهى السعادة فى حب الله حيث لايوجد الظلام أبدا .

15-يحتاج الآخرون إليكوبعض الفلاسفة والفنانين والعلماء والكتاب العظام وغيرهم حققوا أعظم أعمالهم بعد سن الثمانين .

17-أنت طفل الحياة الأبدية ,ووريث الخلود ,أنت كائن رائع .

(منقول من كتاب  :قوة عقلك الباطن  تأليف الدكتور :جوزيف ميرفى .الطبعة الثالثة مكتبة جرير المملكة العربية السعودية ) 

السبت، 14 يوليو 2012

بين يدى رمضان


الصيام هو العبادة الوحيدة الخفية التى لايمكن التقرب بها لغير الله ولكونها عبادة خفية فيجب أن يكون أحد دروسها المستفادة الاستخفاء بالعبادة وعدم الظهور بها إلا للضرورة القصوى والضرورة هنا تعنى  الصلوات الخمس المفروضة والمفضل أداؤها فى المساجد إضافة إلى صلاة القيام على أن يراعى مايلى :

 أولا:مراعاة ظروف المصلين من حيث الرغبة فى إطالة الصلاة من عدمه .لأن محاولة فرض قناعات بعض الملتزمين على الناس عبث يضر ولا ينفع .

ثانيا :عدم استعمال مكبرات الصوت الخارجية مطلقا لأى سبب كان .لأن استخدامها بالصورة المعهودة ليس من الإسلام فى شىء بل هو بدعة قبيحة ودعاية سيئة للإسلام دين الذوق والرحمة وكتابه المقدس صاحب وصية "واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير ".

ثا لثا :القصد فى الدعاء فليس من السنة فى شىء أن يدعو الإمام لمدة نصف ساعة أو ربع ساعة وعلى هؤلاء أن يعلموا الناس جوامع الدعاء كما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة رضوان الله عليها أن تقول طيلة ليلة القدر "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنى " وماذا يريد المؤمن أكثر من العفو والعافية .؟

رابعا :على الدعاة أن يعلموا الناس أهمية الصلاة فى البيوت امتثالا لقوله صلى الله عليه وسلم :"أيها الناس صلوا فى بيوتكم فإن أفضل صلاة المرء فى بيته إلا المكتوبة " وقوله :"لاتجعلوا بيوتكم مقابر " .

خامسا :صلاة التراويح فى المساجد لاتغنى عن التهجد  فى عمق الليل واقتناص وقت السحر لعظيم فضله .

سادسا :على كل مسلم أن يضع لنفسه خطة لقراءة القرآن وأحد كتب الحديث الشريف وأحد كتب السيرة النبوية .

سابعا :على كل مسلم أن يحرص -ما استطاع -على حضور دروس العلم  لأى داعية يطمئن إليه .

ثامنا :على كل مسلم أن يحرص على صلة أرحامه فى هذا الشهر بدرجة أكثر مما اعتاده .

تاسعا :الحرص على بذل الخير لكل أحد ...والعفو عن كل مسىء .

عاشرا :الشعور بالتقصير وطلب العون من الله على الإجادة والإخلاص والتوفيق .

  والله يقول الحق وهو يهدى السبيل .وكل العام أنتم بخير . 

الجمعة، 13 يوليو 2012

رمضان بين الفاطميين والصينيين


من الفاطميين إلى الصينيين ياقلبى احزن واحزن ما شاء لك الحزن ولاتسل فأنت تعلم أن الفاطميين جعلوا من رمضان مهرجانا للأحفال الشعبية وموسما للأكل والشرب ...وليس ذلك حبا فى رمضان ولكن تخليطا على الناس فى دينهم وإلهاءلهم بترهات الدنيا عن الانتباه لمظالم الحكام  وبذلك تقلص ظل رمضان فى تلك الطقوس الممسوخة التى تناكد المقاصد العليا لشهر رمضان الكريم ....... وجاء الصينيون فوجدوا البساط ممتدا والفرصة سانحة والساحة خاوية فركبوا الموجة وتفننوا فى صنع الملهيات  من (فوانيس ) تغنى وتضحك وتبكى  بل وتؤذن وهم بهذا يقولون لأهل رمضان :أيها النوام غطوا فى نومكم العميق  ونحن نكفيكم الملهيات كما كفيناكم الملبوسات والمأكولات غطوا فى نومكم وإذا أردتم الاستيقاظ فستوقظكم منبهاتنا الحانية ....

 ويتطلع رمضان إلى النجاء من تدليس الفاطميين وتدبيس الصينيين ويستنجد بأهل الذوق والفن فيكون كالمستجير من الرمضاء بالنار ويرى المسكين عشرات السكاكين من المسلسلات المريضة والرامج التافهة وقد بذلت كل الجهد لاستصال الشأفة الباقية منه ....ولايرى المسكين مفرا من اللجأ إلى قلوب المؤمنين الذين يحيون نهاره بالصوم وليله بالقيام وكل لحظاته ببذل الخير ...وأعظم بذل للخير أن تعيد هاربا من رمضان إلى رحابه . اللهم بلغنا رمضان واجعلنا فيه من المقبولين . 

الأربعاء، 11 يوليو 2012

غير مفهوم


 رمضان على الأبواب تتشوق إليه القلوب وتهفو إلى نسماته الأرواح ,لأنها تجد فيه غذاءها الشفيف الذى يريحها -ولو حينا -من عناء غذاء الجسد الذى يلقى عليها ظلالا كثيفة من الرهق والكساد.

وعلى الرغم من أن أهل رمضان يعلمون أنه شهر المنحة بالمحنة ومعسكر لتدريب الإرادة على مايحب الله وتكره النفس إلاأنهم يتعاملون معه بمنطق مختلف تماما يثير الغرابة ويفتقر إلى الفهم ...

فقد تجذر فى نفوس العوام أن لهذا الشهر الفريد طقوسا خاصة هى أبعد ما تكون عن أغراضه ومراميه ...وأصبح من المتعارف عليه أن له أطعمة خاصة وأشربة معينة  حتى أهل الفن أصبح لهم غرام بهذا الشهر المسكين فهم يتجهزون طيلة أحد عشر شهرا ويتفننون كيف يملئون أيامه ولياليه صخبا ولهوا وما هو بشهر اللهو والصخب ...

وإذا كان هذا الجرم الشنيع تبوء بإثمه زمرة الفنانين وهم -كما يزعمون -أهل ذوق وحس فإن هناك إثما آخر تبوء به الزمرة الحاكمة التى تتزلف إلى العوام على حساب معانى الشهر العظيم التى ما كانت إلا لصالحهم ...فهاهى حكومتنا غير الرشيدة تبشر الناس قبيل قدوم رمضان بأنها دبرت المليارات لتوفير متطلبات شهر الصوم من طعام وشراب ...وياله من تدبير عجب أن تكون متطلبات شهر (الصوم ) أكداسا من الطعام والشراب .اااااااااااااااا

سبحان الله .ا  أليس ذلك إسقاطا لأهداف هذا الشهر من قبل أن يأتى ؟ ماذا استفاد الصائمون إذا كانوا يمسكون عن الطعام طيلة النهار ثم يلتهمون -طوال الليل -أضعاف ما أمسكوا عنه ؟

إن عبقرية شهر رمضان أن يكون مدرسة تربى فينا الإرادة على أن نستعلى على العادات التى درجنا عليها أحد عشر شهرا لنحيا حياة روحية فى واحة رمضان ...

وعبقرية رمضان تتجلى فى أن تعلمنا كيف نعلو على بطوننا وفروجنا  ونتيح الفرصة لأرواحنا ولو قليلا لتنفلت من ربقة الجسد وحمأة الطين ...

وعبقرية رمضان تعلمنا أن يخرج المريض منه وهو أ كثر عافية والمدين وقد تعافى من ديونه والجاهل وقد قبس من العلم ما يقيم به أود عقله والبعيد عن الله وقد وجد فى القرب واحة وراحة ...هذه بعض مكاسب هذا الشهر الكريم التى يجب على أهله أن يحرصوا عليها  فإن ضيعوها فقد ضيعوا خيرا كثيرا لايدرون هل يعيشون ليتداركوه أم يلقون الله خاسرين ؟

نسأل الله الكريم ذا العرش العظيم أن يبلغنا رمضان وأن يجعلنا فيه من المقبولين .وكل العام أنتم بخير .

أخطأ العنوان


 وقف الأستاذ /أحمد فى الشرفة بكامل زينته بدلته السوداء وقميصه الأبيض ونظارته السوداء وشعره المصفف المفروق -وقف ينتظر زميله /عمر ليذهبا سويا لحضور حفل تكريم /أحمد ضمن المكرمين من خريجى كلية الآداب .

وعلى الجانب الآخر من الشارع كانت /أسماء تقف فى شرفتها وبيدها كتاب فقد كانت تستعد لامتحان الثانوية العامة ...

ودخل /طارق شقيق أسماء الأكبر الشرفة وحانت منه التفاتة إلى الشرفة المقابلة فرأى الأستاذ /أحمد ينظر إلى أخته ويلوح بيده فطار صوابه وجذب أخته بعنف إلى الداخل  وانطلق إلى المنزل المقابل ...

طرق الباب بعنف مرة ومرة ومرة ...سمع صوتا يقول :صبرا  صبرا أنا قادم ...فتح الباب ...وأشار صاحب البيت :عذرا ..أن تأخرت فأنا وحدى  تفضل حدق طارق فى محدثه فأصابه خجل شديد لقد أدرك أنه أعمى .......

غمم بصوت خفيض :أنا آسف ..آسف لقد أخطأت العنوان .

السبت، 7 يوليو 2012

نساء وراء الرجال


سجل التاريخ أسماء نساء  كن خلف الرجال لهن تأثير كبير قد يكون إيجابيا أو سلبيا ولكنه على أية حال تأثير خلده التاريخ ..

فهاهى (حواء) أمنا الأولى التى انداح منها الجنس البشرى وقاسمت آدم عليه السلام نعيم الجنة وشقاء الأرض .

وهاهى  (أم موسى )عليهما السلام ودورها الرائد احتفى به القرآن وفى سورة القصص أختصها العزيز الحكيم بأمرين ونهيين وبشارتين ...وفى المقابل لم يذكر القرآن كلمة واحدة عن والد موسى عليه السلام .

وهاهى (امرأة فرعون )التى ذكرها القرآن فى مقام المدح وضرب بها المثل للذين آمنوا جميعا لانساء فقط لأنها آثرت الحق على زخرف الدنيا وتمسكت باللجأ إلى الله وحده .

وهاهما (امراة نوح وامرأة لوط ) ضرب بهما المثل على كيد النساء حين يكشر عن نيوبه فلا يرحم قريبا حتى ولو كان زوجا رفيق العمر ..

وهاهى (مريم )عليها السلام وقد خصها الله بسورة فى القرآن فيها ما فيها  من مظاهر الكرامة  وصرح -فى آلعمران -أنه اصطفاها وفضلها على نساء العالمين ...وجعلها وابنها آية للعالمين ...

وهاهى (هاجر)عليها السلام وقصتها مع ابنها إسماعيل ملحمة الصبروالفداء والعطاء .

وهاهى (آمنة )أم محمد صلى الله عليه وسلم التى أسعدت الدنيا بوليد لم يقدر لها أن تسعد به طويلا ..

وهذه (خديجة )رضى الله عنها أول أمهات المؤمنين والتى بشرها جبريل عليه السلام بسلام من الله وببيت فى الجنة من قصب لالغو فيه ولا صخب جزاء لما قدمته للإسلام والمسلمين وصحبتها الراقية للرسول صلى الله عليه وسلم ...

وهذه (عائشة )حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم المبرأة من فوق سبع سماوات الفقيهة العالمة ...

وهذه (زينب بنت جحش )رضى الله عنها التى كانت مناط حكم شغل بيوت المسلمين زمنا ليبطل به تقليدا من تقاليد الجاهلية .

...................................نساء كثيرات شهيرات وغير شهيرات تقول فى جلاء :إذا كانت المرأة من امرىء أُخذت فإنها ملكة العالم بلا شك فهى الأم والزوج والبنت والأخت ...فسلام على المرأة فى كل حين .

الخميس، 5 يوليو 2012

حتى الكلمة


 جلست فى الشرفة أتشوف النسيم وفى يدى كوب شاى منعنع ..فجاء عفريت من أحفادى يشاكسنى فسقطت الكوب من يدى المرتعشة من فوق عشرة أمتار فنظرت منزعجا لأرى الكوب قد ارتطمت برأس رجل معمم هوى إلى الأرض ....

ووجدت نفسى -على ثقلى ووهنى -بجانب الرجل الذى استوى قائما ينفض آثار الشاى ...وجذبت له كرسيا من أقرب دكان وأنا أحاول إزالة آثار العدوان وقلت له :هل أنت بخير ؟

قال:أنا بخير ...لكن نفسى أعرف الكلب الذى فعل هذه الفعلة ؟

قلت بصوت عال :آمنت بالله ...أنا هذا الكلب .

ظهر الحرج على وجه الرجل  فأخبرته بما جرى فغمغم :أنا آسف ..

قلت:لابأس عليك لقد أرسلك الله إلىّ لأتعلم منك أنه لاشىء يضيع وأنه كما تدين تدان ...منذ أيام وصفت أحد الأشخاص بأنه كلب فبعث الله من يقول لى نفس الكلمة أمام بيتى وفى وجهى ...فالحمد لله الذى عجل عقوبتى فى الدنيا ..وأرجو أن يتقبل توبتى .

نظرات فى فكر الاثنى عشرية -2


                              وقو عهم فى عائشة رضى الله عنها

(عن أمير المؤمنين رضى الله عنه أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده أبو بكر وعمر فجلست بينه وبين عائشةفقالت :ما وجدت إلا فخذىوفخذ رسول الله  ؟فقال:"مه يا عائشة")البرهان فى تفسير القرآن ج4ص225

وجاء مرة أخرى فلم يجد مكانا فأشار إليه رسول الله :هنا -يعنى خلفه -وعائشة قائمة خلفه وعليها كساء فجاء على فقعد بين رسول الله وبين عائشة فقالت وهى غاضبة : أما وجدت لاستك مكانا غير حجرى  فغضب رسول الله وقال :يا حميراء لاتؤذينى فى أخى)كتاب سليم بن قيس ص179

وروى المجلسى أن أمير المؤمنين قال :(سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس له خادم غيرى وكان له لحاف ليس له لحاف غيره ومعه عائشة وكان ينام بينى وبين عائشة ليس علينا ثلاثتنا لحاف غيره فإذا قام إلى الصلاة -صلاة الليل يحط بيده اللحاف من وسطه بينى وبين عائشةحتى يمس اللحاف الفراش الذى تحتنا)بحار الأنوارج3ص 40

وهذه الروايات تقرر أن :

1-أن الرسول صلى الله عليه وسلم رضى أن يجلس عليا فى حجر عائشة رضى الله عنها رغم أنها كرهت ذلك واعتبر رفضها إيذاء له فى أخيه .

2-أنه صلى الله عليه وسلم رضى أن ينام على رضى الله عنه فى فراش واحد مع زوجته رغم أنه ابن عمه يعنى ليس محرما لعائشة .

والسؤال :إذا كان هذان الفعلان لايليقان بآحاد الناس فكيف يليقان بالرسول صلى الله عليه وسلم ؟ ألا يغار على عرضه ؟ إن فى هذه الروايات الآثمة كذب مفضوح على الرسول صلى الله عليه وسلم وحط من مكانته وكذلك حط من مكانة عائشة رضى الله عنها  وأغلب الظن -والله أعلم -أن واضع تلك الأكاذيب أراد أن يعبر عن قرب على رضى الله عنه من الرسول صلى الله عليه وسلم فأساء إلى على من حيث أرد أن يحسن لأن عليا رجل يعلم حدود الإسلام وأن ذلك لايجوز .

والمطلوب :تكذيب الأئمة الحاليين لتلك المفتريات وتبرئة عائشة التى برأها الله من فوق سبع سموات وسماها -مع زوجات النبى -أما للمؤمنين "وأزواجه أمهاتهم "الأحزاب 6

والله يقول الحق وهو يهدى السبيل .

 

الأربعاء، 4 يوليو 2012

الصديق الجاهل


عندما يسير رجل مع امرأة فى الطريق دون مخالفة للنظام العام فلايحق لأحد أن يتعرض له وليس لأحد أن يسأله عن هويته ومن تكون معه اللهم إلا رجل الشرطة إذا كان لديه اشتباه قانونى فى ذلك الشخص وحينئذ يذهب به إلى قسم الشرطة مع تمتعه بكامل الاحترام ...وكل من يتعرض لشخص خارج هذا الإطار باغ معتد يجب أن يخضع للمساءلة القانونية باعتباره مرتكبا جناية تخل بالسلام الاجتماعى ...أما التعلل بمحاربة الفساد والبدع والأمر بالمعروف والنهى عن المكر فهو غير مقبول ...وإذاكان هؤلاء يتشدقون باتباع السلف الصالح فلم يرد مطلقا عن السلف الصالح أنهم قاموا بمثل هذه التجاوزات بل الوارد خلاف هذا ومن المولقف الواردة عن /عمر رضى الله عنه أنه تسور بيتا على رجل ظن أنه مخمور ورآه فعلا كذلك وهم أن يبطش به ولكن الرجل قال :إذا كنت قد أسأت يا أمير المؤمنين مرة فقد أسأت أنت مرتين ...فقد تجسست علىّ والله يقول "ولا تجسسوا "وقد تسورت الدار والله يقول "و اتوا البيوت من أبوابها "

أما ما ورد من أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان واقفا مع زوجه أم المؤمنين /صفية رضى الله عنها ومر به أحد الصحابة فاستوقفه وقال له "هذه صفية "فهذه مبادرة منه صلى الله عليه وسلم ليدفع وسوسة الشيطان عن نفس صاحبه كما قال  وهذه الواقعة لاتعطى لأحد سلطة التعرض للناس  فى الطريق العام .

على أنه يجب أن يكون مفهوما أن سلطة ولى الأمر فى تتبع أحوال الناس محكوم بالضوابط الشرعية التى تحرم التجسس واقتحام البيوت والاتهام بغير دليل وإذاكان هذا ليس من حق ولى الأمر فما بالنا بغيره من عموم الناس ؟

ومن الأمور المقررة شرعا أنه ليس من حق أحد أن يقيم حدود الله إلا ولى الأمر بالضوابط الشرعية الحاكمة ومن يمارس ذلك من عموم الناس باغ يجب الأخذ على يده بشدة .

لقد كان الناس -على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعده أزمانا متطاولة -يمشون فى الطرقات والأسواق فى أمان دون أن يتعرض لهم أحد ...أما مانشاهده الآن من ممارسات أفراد بعينهم فهو أمر مستهجن وبدعة قبيحة ما أنزل الله بها من سلطان  والله يقول الحق وهو يهدى السبيل .

الاثنين، 2 يوليو 2012

نظرات فى فكر الاثنى عشرية-1


 هذه نظرات فى فكر الشيعة الاثنى عشرية أكتبها مضطرا بغية إجلاء الحق فى مسائل رئيسة تمس عقيدة المسلم والهدف المباشر من هذه النظرات أمران :

الأول :كشف الحقيقة لعوام الشيعة الاثنى عشرية فكثير منهم لايعلمون حقائق عقيدتهم كما لايعلم كثير من عوام أهل السنة حقائق عقيدتهم .

الثانى :دعوة أهل العقل من الجانبين إلى التلاقى على أصول الإسلام الصافية التى مات عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ..وأنا دائما أقول :إذا حدث التلاقى الحق بين الشيعة الاثنى عشرية وأهل السنة على كلمة سواء -أقول :إذا حدث ذلك كان فتح الفتوح فى هذا الزمان وإلى نهاية الزمان .

وحتى لاتكون نظراتى فى فكر الشيعة نابعة من هوى أو تعصب فسيكون حديثى قاصرا على الاستشهاد بمراجعهم المعتمدة لديهم والتى لاسبيل إلى إنكارها  وسيكون حديثى مقصورا على أمهات المسائل .  وأول هذه المسائل وأولاها بالبحث :

                                              القرآن  الكريم 

من المعلوم لدى كل مسلم كأمر معلوم من الدين بالضرورة أن القرآن الكريم كتاب الله تعالى وأنه معجزة محمد صلى الله عليه وسلم الكبرى وأن الله تعهد بحفظه "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "الحجر9  فماذا يقول الشيعة الاثنى عشرية عن القرآن ؟

هناك كتاب اسمه(فصل الخطاب فى إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) مؤلفه /النورى الطبرسى سجل فيه أقوال جميع علماء الشيعة وفقهائهم الذين يصرحون بأن هذا القرآن الموجود بين أيدى المسلمين محرف ...وفى كتاب (مقدمة البرهان )الفصل الرابع ص 49 يقول السيد /هاشم البحرانى(وعندى فى وضوح صحة هذا القول -أى تحريف القرآن -بعد تتبع الأخبار وتفحص الآثاربحيث يمكن الحكم بأنه من ضروريات مذهب التشيع وأنه من أكبر مقاصد غصب الخلافة ) ....وقال السيد/نعمة الله الجزائرى ردا على من يقول بعدم تحريف القرآن :(إن تسليم تواتره عن الوحى الإلاهى وكون الكل قد نزل به الروح الأمين يفضى إلى طرح الأخبار المستفيضة مع أن أصحابنا قد أطبقوا على صحتها والتصديق بها ) الأنوار النعمانية ج 2 ص 357

والكلام هنا واضح فى أن هذا القرآن ليس كله من عند الله وفيه أن رؤية الأصحاب مهيمنة على كتاب الله وهى التى تقرر صحته من عدمه وفى هذا القول إنكار صريح لوعد الله تعالى فى الآية التاسعة من سورة الحجر .

وفى كتاب (الحجة من الكافى ) ج1ص26 ما نقله جابر عن أبى جعفر(ماادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله إلا كذاب وما جمعه وحفظه كمانزل إلا على بن أبى طالب والأئمة من بعده) وهذا واضح وصريح فى أن القرآن الموجود الآن فى أيدى المسلمين محرف  .

والسؤال هنا:هل الرسول صلى الله عليه وسلم أملى القرآن على على رضى الله عنه وحده فى غيبة من الصحابة ؟ إن هذا لو حدث لكان مخالفا لقول الله تعالى "يأيها الرسول بلغ ماأنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته"المائدة 67

والسؤال المهم :أين القرآن الحقيقى ؟

عند الاثنى عشرية صحف قالوا إنها من إملاء النبى صلى الله عليه وسلم ففى الكافى ج1ص239 وبحار الأنوار ج26ص22 مايروى عن أبى عبد الله قال :(أنا محمد وإن عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة ؟:صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع رسول الله صلى الله عليه وسلم وإملاءه من فلق فيه وخط على عليه السلام بيمينه فيها كل حلال وكل حرام وكل شىء يحتاج الناس إليه حتى الأرش فى الخدش )....

وعندهم مصحف فاطمة  وفى كتاب بحار الأنوارج 26ص42 عن محمد بن مسلم ( وخلفت فاطمة مصحفا ماهو قرآن ولكنه كلام من كلام الله أنزل عليها إملاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وخط على عليه السلام ) ولاأدرى كيف يكون الكلام منزلا عليها ويكون فى نفس الوقت من إملاء  النبى صلى الله عليه وسلم ؟

وعند الشيعة صحف كثيرة منها (الناموس ) و(العبيطة ) و(الجفر الأبيض والأحمر) ....

......وبعد فمن أركان الإيمان :الإيمان بالكتب السماوية وآخرها القرآن المهيمن عليها ومن ينكر آية منه فهو كافر بإجماع الأمة ..فماذا يقول الشيعة الاثنى عشرية فى هذا ؟

 حرر الموضوع    التعليقات    طباعة الموضوع    حفــظ

الأحد، 1 يوليو 2012

هدم الأضرحة


قضية الأضرحة قضية فكرية بالدرجة الأولى إنها ليست مجرد أبنية بل هى رمز لعقيدة تأخذ ألباب معتنقيها وهنا مكمن خطورتها وصعوبة مواجهتها ...وقيام بعض المتحمسين من المسلمين بهدم الأضرحة فيه جهل كبير بأصول الإسلام وكيفية التعامل مع البدعيات ...

وكان على هؤلاء أن يسترشدوا بسيرة نبيهم صلى الله عليه وسلم فى هذا الأمر فمن الثابت أنه صلى الله عليه وسلم مكث فى مكة ثلاث عشرة سنة يطوف حول الكعبة والأصنام منصوبة حولها ولم يأمر أحدا من صحابته بهدمها مع أنه يدرك أنه ما بعث إلا لإزالتها ولكن إزالتها من القلوب أولا ..

ولما استوى الإسلام واستولى على قلوب أهل مكة كان من الطبيعى إزالتها والقوم ينظرون لم يعترض أحد وقد كانوا من قبل يفدونها بالنفس والنفيس وما حدث هذا إلالأن الأصنام سقطت من الفوس وبذلك لم يعد لها وجود ...ولقد حرص صلى الله عليه وسلم على تكليف من كانوا يعبدون الأصنام بهدمها بأنفسهم ..وهذا تعليم منه صلى الله عليه وسلم لأمته وللأسف لم يستفد منه الكثيرون ..بدليل هذه التجاوزات العقيمة السقيمة ..

ألم يقرأ هؤلاء فى سيرته صلى الله عليه وسلم أنه مر وأصحابه بمدائن قوم صالح فأمرهم ألا يدخلوها إلاباكين ؟ أى أنه لم يأمر بإزالتها وفعله هذا يدل دلالة قاطعة على أنه صلى الله عليه وسلم رآها عبرة للظالمين وهى بالطبع آثار من الآثار ...وبهذا المنطق ترك عمرو بن العاص وأصحابه آثار مصر ولم يأمر عمر بن الخطاب رضى الله عن الجميع بهدمها لإدراكهم أنها فقدت محتواها الدينى الذى وجدت لأجله وأصبحت تاريخا ورمزا ...

وقد يقول إخواننا المتعصبة :ولكن بعض هذه الآثار لاتزال تحمل الطابع الدينى البدعى الذى يصادم العقيدة ..والرد على هؤلاء بموقفه صلى الله عليه وسلم من الأصنام الذى بيناه آنفا ..

ونقول لأخوتنا المتعصبة :إذا كنتم تريدون القضاء على البدعة يجب أن تعملوا على إزالتها من نفوس أتباعها أولا بالإقناع لأنه بدون ذلك تكون فتنة وشر مستطير والقاعدة الأصولية تقول :(لايزال الضرر الشديد بالضررالأشد ) ولو هدمتم هذا الضريح عنوة لأعاد أتباعه بناءه بالذهب ولفدوه بأرواحهم ...

على أنى قد ألتمس العذر لإخوتنا المتعصبة عندما أرى أن الأمور قد تجاوزت الحدود فى إهدار الأموال الطائلة على تلك القبور بينا ملايين المسلمين يتضورون جوعا بل لعل هؤلاء الجوعى أول من يتطوع لبناء هذه الأضرحة وهذا شىء يبعث على الغيظ الشديد ولكنه فى ذات الوقت يدل على مدى الجهل الشنيع بأصول الدين ويدل على تقصير الدعاة فى توعية هؤلاء لأن من المضحكيات المبكيات أن نجد بعض هؤلاء الدعاة ممن يتشيعون لهذه البدع ..

إن هدم الأضرحة رمز لكل البدع   والتعامل معها لابد أن يكون على مستوى عال من الحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتى هى أحسن حتى يؤتى أكله بأقل الخسائر والأهم من ذلك تقديم الإسلام كدين حضارى صالح لكل زمان ومكان . والله الهادى سواء السبيل .