الخميس، 23 ديسمبر 2010

المصطلح المظلوم

المصطلح المظلوم (الأصولية الدينية) لكل شىء أصول وللدين أصول وعلماء الإسلام يقولون إن المسلم عليه أن يحسن تعلم الأصلين ويعنون علم أصول الدين وهى اركان العقيدة من الإيمان بالله وملائكته ورسله وكتبهواليوم الآخر والقدر.وكذلك علم أصول الفقه وهى القواعد التى يتم بها استنباط الأحكام الشرعية. فما الذى لايعجب الستاذ أحمد؟هل هو علم أصول الدين أم علم أصول الفقه أم كلاهما؟ أكاد أجزم بأن فكر الأستاذ أحمد بعيد عن مقصود الأصلين والأمر لايعدو أن يكون مصطلحا غربيا شاع تداوله بيننا مع أن الإسلام برىء منه براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام. ياجماعة يا حبايبنا الأصولية الغربية تعنى التمسك بالقواعد الخرافية المخالفة للعقل والتطور التى كانت الكنيسة الغربية تتمسك بها وتلزم بها الناس وتمنعهم حق التفكير الحر مثل قول الكنيسة قديما بأن الأرض مركز الكون وأنها ليست كروية ومثل هذا من الخرافات التى أثبت الباحثون الغربيون خطأها وواجهوا الكنيسة فخيرتهم بين الرجوع إلى أصولها أو الموت حرقا.ومن هنا كان الصراع الدامى بين حرية الفكر وجمود الأصولية الدينية المتخلفة.وأخيرا كتب النصر للعلم على تلك الأصولية وأدار الأحرار ظهورهم للكنيسة وسقطت هيمنة الكنيسة وسيطرة العلمانية. هذه هى الحكاية ببساطة.فما دخل الإسلام بها؟وإذا كان للقوم هناك كل الحق فى الفرار إلى العلم فما حقنا نحن فى الفرار من الإسلام وهو دين العلم منذ الوهلة الأولى وقد كان مطلع الوحى فيه الأمر بالقراءة والتنويه بالعلم والقلم؟ يا أهل العقول المحترمة.حكموا عقولكم هل التمسك بالأصولية الإسلامية مدعاة للتخلف؟هل الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فيه تعطيل للتقدم أو حجر على العقول؟ أليس القرآن وهو كتاب هذه الأصول قد ناقش كل الأفكار بحرية ؟نعم ناقش كل الآراء المعارضة آراء المشركين ولم يهملها ولم يكتف بالتشنيع عليها بل عنى بالرد عليها ردا عقليل فكان بعد تقديم الدليل يتساءل:"أإله مع الله"؟ا كذلك سرد شتائم الكفار للرسل ورد عليها.يعنى اتبع سياسة(النوافذ المفتوحة)فكل شىء خاضع للنقاش والرد حتى من ينكر وجود الله ومن يدعى لله شريكا كل ذلك تناوله القرآن ودعا إلى الرد بأحسن الأساليب والحكمة وبلغ الغاية حين نهى عن سب الذين يدعون من دون الله. هل هذه هى الأصولية التى لاتعجبكطم أيها السادة؟ أنا واثق أن الأمر ليس كذلك فى أذهانكم.فما معنى ما تقولون عن الأصولية إلا أن يكون قصدكم المعنى الغربى لها والذى انتشر فى بلادنا ظلما وعدوانا؟ اتقوا الله فى أنفسكم واتقواالله فى هؤلاء الناس الذين يلهثون وراء مصطاحات غريبة عن ديننا وثقافتنا. إننا بحاجة إلى صدق التمسك بأصوليتنا فهى حصننا ضد التخلف والرجعية.و ولعلمكم...مسألى النقاب واللحية وتقصير الثياب ليست من أصول الإسلام لأن تلك الأصول معروفة كما أسلفت ولكنها من السنن وفرق كبير بين هذا وذاك. وإذا وجد من الدعاة من يعتبر تلك السنن أصول الدين ونهاية المطاف فالعيب عيبه هو لاعيب الدين وعلى من يفهم أن يتصدى لهذه السطحية التافهة ويبين حقيقة الأصولية فى الإسلام أما أن نصب جام غضبنا على أصولية الإسلام فهذ اجتراء بغير علم لايليق بأحرار الفكر. فلنرجع إلى الحق المبين ولنتمسك بالأصولية الإسلامية التى تحمينا من شر الأصولية الغربية. والله المستعان.

الجمعة، 10 ديسمبر 2010

من وحى المقبرة

افتراضي من وحى المقبرة

الزميل التاريخى الأستاذ أحمد كتب إلىّ -عبرمدونته على النص-:
(أكتب إليك من قريتى وعلى مقربة من قبرى ).....
وأثارت هذه الكلمات شجونى .فأنا وهو أكل الدهر علينا وشرب.وترقبنا للرحيل أمام عيوننا.ولكن انتظاره للنهاية غيرانتظارى لها.
فأنا أعرف ما أنا مقدم عليه بوضوح تام.
سأجيب داعى ربى عندما يشاء ربى.وبعدها سأكون رهين عملى لارهين حفرتى.لأن القبر ليس المثوى الأخير.وفى هذا القبرستكون سؤالات
حاسمة تقررما بعدها.وستكون نومة هنيئة أو معذبة.ثم تقوم القيامة.وأنهض مع الناهضين.إلى يوم عظيم أحاسب على النقير والقطمير.ثم يكون
المصير..إلى جنة عرضها السموات والأرض أو
-والعياذ بالله-إلى نارتشوى الوجوه.
وأنا أطمع فى رحمة ربى وغفرانه أن أكون من الناجين مستشفعا إليه بيقين الإيمان به.وصدق التوجه إليه.راجياأن يغفر لى تقصيرى وأن يوفقنى
إلى تداركه قبل الرحيل.وأن يقبضنى إليه غير مفرط ولامفَرّط فهو ولىّ ذك والقادر عليه.
على هذا النهج أعيش.وبهذا الرجاء أتعلق.
أما صديقى التاريخى فأظن وأرجو أن أكون مخطئا أنه يترقب الرحيل ترقب الفلاسفة القلق الذى يبحرفى محيط التساؤلات رغم أنه يخشى أعاصيرالبحار.
ولهذا أنتهز فرصة كتابته لى من قرب مقبرته لأقول له:
أيها الفيلسوف المتهدم:دع الفلسفة وازرع قلبك على شاطىءالأمان.أمان"الذين ءامنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون".
وإياك أن تظن-ياصديقى-أنى أتهمك بالإلحاد.كلا
ولكنى-بناء على وثيق معرفتى بك-أراك فوق كثيرين من حملة مباخر الدين.ومع ذلك أصارحك
مصارحة المحب:إنك تلبس إيمانك بظلم.
أجل ترهق نفسك فى البحث عن الطريق وهو معبد أمامك يهتف بك:هلمّ وأنت فى وادى التيه مع سقراط وأفلاطون وأحمد عبد المعطى حجازى
ونزار قبانى و...
وعقدتك أن الدعاة إلى الدين مغرضون...وهذا ظلم آخر لنفسك وللناس .
لقد وهبك الله عقلا ونظرا وفطنة تمكنك من تحرى الحق والوصول إلى الصواب.فدعك من الدعاة المغرضين وانهل من الموارد الأصيلة التى
أعطاك الأزهر مفاتيحها.وأقبل على كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فستجد بغيتك
يا شيخ أحمد:البعد يولد الوحشة والوحشة تغرى بالخصومة فلا تبعد أقبل وعرض مرآت نفسك لأنوارِِأنت فى أشدالحاجة إليها.
إن عالم الغيب الذى تكتب إلىّ من جواره حق وهو-إن صدقنا النية-أرحب وأمتع وأزكى وأطهر
وسوف تجد هناك-إن شاء الله-الحياة المثلى للروح والجسد جميعا.
إنك لجدير بالخير الذى تنشده .
وأرجو من الله تعالى أن يجمعنا فى مستقر رحمته
وعلى فكرة أنا لاأكتب إليك من جوار مقبرتى لأنها فى قلبى.

زفرة

زفرة

أيها الأصدقاء:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليست لى أى رغبة فى الكتابة.نفسى مسدودة بسدادات الأرق والقلق .
أكتب فقط لأحس أننى مازلت أتنفس.وما دام الإنسان يتنفس فلا بد أن يفعل شيئا.
حاولت أن أكون مفيدا.قمت بإصلاح صنبور المياه
وأعدت الحياة إلى دولاب خرب وأعدت ترتيب الكتب .ولكنى أحسست أنى لم أفعل شيئا ذا قيمة
قلت لنفسى:أنت رجل لاتحسن إلا الكتابة جرب وامسك القلم .جربت ولكن أصابعى تصلبت.والقلم
أبى أن يستقر بين أصابعى.
قلت:لعن الله العجز.ماهذا الهوان الذى يمسك بخناقى؟اولماذا القلق؟اوعلام؟اوهل يتسع العمرلهذه
الميوعة؟
أقسمت على نفسى الملعونة الأمارة بالسوء أنها إذا
لم تتزن وتنضبط لأضربنها بالجزمة القديمة.
وفعلا أمسكت بالجزمة.
الغريب أن الملعونة هربت .وسطعت شمس النفس
اللوامة تقول فى عتاب حنون:
يا أبا أشرف.ارفق بنفسك.فسنواتك الثمانى والستون وجسدك المنهوك لايحتملان نزق الشباب
أفق يا رجل.فلم يبق إلا القليل ويجف مداد الحياة
الحق نفسك يا صاحبى وقل شيئا فرب كلمة صدق
صادفت قلبا خصبا فقذفت فيه بذرة خضراء ولئن
يهدى الله بك شخصا واحدا خير لك من حمر النعم.
نزلت هاته الكلمات على صدرى بردا وسلاما
وقمت إلى هذه الصفحة لأسطر لكم هذه الكلمات.

الخميس، 2 ديسمبر 2010

البلسم

افتراضي البلسم

"إنا لله وإنا إليه راجعون "
قال أحدهم-غفر الله له-:هذا منتهى التواكل,يقع أحدهم فى مصيبة وبدلا من أن يشمر عن ساعد الجد ليجد الحل يسارع إلى الإحالة على مجهول ويجلس ينتظر أن يهبط عليه الحل من السماء,وهذا هوالعجز بذاته.
قلت:من يفعل ما قلت فهو متواكل عاجزلاريب.
ولكن قولك (يحيل على مجهول)خطأ فادح بل إن كنت تقصد معناه وهو أن الله مجهول وأنه -سبحانه-لاأثر له ولا دخل له بأمور حياتنا فتلك الطامة الكبرى والكفر الصريح,وماأحسبك إلا مرددا مايقوله العلمانيون ومع هذا فأنت على خطر عظيم.
على خطرعظيم إذا كنت تخلط بين (التوكل) و(التواكل)لأن التوكل هو أن تأخذ بالأسباب التى
خلقها الله حاكمة للحياة وضابطة لها من العبث والعشواءومن بعد الأخذ بالأسباب والاجتهادفيها طلب التوفيق من الله,وهذا يعنى الإيمان بأن المؤثر هو الله لاالأسباب .
وفائدة ذلك أن النتائج قد تتخلف مع ضبط الأسباب
فلا يقع المؤمن فى حبائل الإحباط واليأس ولكنه بعد أن بذل جهده فى المحاولة يعتقد أن الله يريد له أمرا آخر,وهذا الأمر إن كان مجهولا اليوم سيظهر غدا وسيجد أن اختيار الله له أفضل من اختياره لنفسه.
وواقع الحياة يؤكد هذا فكم من إنسان يبذل جهده
فى أمر ما ثم لايجد ما يريد فيحزن وإذا به يدرك
بعد مرور الأيام أن ما كان يريده أن يحدث لو حدث لكان كارثة,ولكن الله سلم.فيسجد لله شكراإن
كان من المؤمنين.
إن الله -سبحانه-ليس غائبا عنا أبدا.إنه معنافى كل
شىء يدير لنا من أمورنا الخاصة ما نعجز عن إدارته ويحفظ لنا ما نعجز عن حفظه.أليس هو القائل:"قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن
بل هم عن ذكر ربهم معرضون"الأنبياء42؟