السبت، 30 يناير 2010

السحر والساحرون

-أيها الصديق ,مالى أراك حزينا ؟
-لست حزينا فقط ,أنا أيضا خائف ,بل يكاد الرعب يشل عقلى .
-ياألله,إلى هذا الحد ؟ماذا حدث ؟
-زوجتى تنتابها حالة غريبة,تكون طبيعية وفجأة تبكى وترتجف .
-وهل عرضتها على طبيب ؟أو حاولت أن تعرف سبب ذلك ؟
-أظن أنها مسحورة,وأفكر أن أذهب بها إلى أحد المشتغلين بهذه
الأمور .
-تعقل يا رجل ولا تفعل .
-ولم لا؟ألا تؤمن بالسحر؟ما أراك تنكره وقد ورد فى القرآن الكريم .
-اهدأوقل لى بصراحة هل أنت مستعد لمناقشة هذا الأمر بروية؟
-أنا مستعد تماما بل راغب فى ذلك كل الرغبة,فهذه قضيتى الآن.
-حسنا ,فلنبدأ بالقاموس .
-ماذا تقول ؟وما علاقة القاموس بالسحر؟
-هذا(مختار الصحاح)افتحه على مادة :س .ح .ر واقرأ.
-وإن كنت لاأفهم غرضك ,سأقرأ:(والسحر:الأخذة,وكل مالطف
مأخذه ودق فهو سحر,والساحر:العالم,وسحره أيضا:خدعه)
-حسنا هذا يكفى,وهذا(مختار القاموس)اقرألنا من مادة (س ح ر).
-(والفعل سحر كمنع ,وإن من البيان لسحرا,معناه-والله أعلم-أنه
يمدح الإنسان فيصدق فيه حتى يصرف قلوب السامعين إليه ويذمه فيصدق فيه حتى يصرف قلوبهم أيضا عنه ؟وسحر:خدع )
-لقد قصدت أن تعرف-من خلال هذين الكتابين المعروفين-معنى
كلمة السحرالتى سيدور حولها نقاشنا,ولا شك أنك أدركت أنها تدور حول الخفاء والخداع وشدة التأثير.
-لن نختلف على ذلك ,ولكن تذكر أن هذامن ناحية اللغة,وهذا لا
يهمنى الآن ,إنما يهمنى موقف الدين ,والقرآن تحدث عن السحر.
-نعم ,وردت كلمة السحر فى القرآن ثمان وخمسين مرة,ولكن
كلها فى معرض (التأثير الخادع)ولم ترد فى معنى طيب أبدا..
واقرأ قوله تعالى:"ولكن الشياطين كفروايعلمون الناس السحر"البقرة102 ,وقوله عز وجل"سحرواأعين الناس واسترهبوهم"الأعراف 115 ,وقوله:"ولا يفلح الساحر حيث أتى "طه 69 ,وقوله حاكيا مقالة الكفارعنه صلى الله عليه وسلم"هذا
ساحر كذاب"ص 4 ,"وقال ساحرأو مجنون "الذاريات 39 "ما هذا إلا سحر مفترى "القصص36 .
-ولكن حديث القرآن عن السحر يعنى أن له أصلا .
-هذا حق لاشك فيه ,فالقرآن يقرر أصل السحر وتأثيره .
-إذن فنحن متفقان .
-لاأظن ,فالقرآن يوضح ذلك لينفى اعتقاد الناس فى السحر.
-لا أفهم كلامك ,أرجوأن يكون كلامك واضحا مدعوما بالدليل .
-يقرر القرآن أن الاشتغال بالسحر قديم ,وأن المصريين القدماء
وأهل بابل عرفوه .
-ومن علم أهل بابل السحر ؟ولماذا تعلموه ؟
-الشياطين ,ليشوهوا سيرة (سليمان)عليه السلام بعد موته"وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر"البقرة102 
-وهل كان بين الناس وبين الشياطين صلة فى ذلك الزمان ؟
-ليس المقصود-والله أعلم-شياطين الجن ,بل شياطين الإنس بدليل
قوله تعالى:"يعلمون الناس "وما عهدنا الإنس يتتلمذون على الجن ,وقوله تعالى "ولكن الشياطين كفروا"فشياطين الجن معروف كفرهم مما لايستدعى التنبيه عليه,فلزم أن يكون الحديث عن شياطين الإنس ,وفى هذا المعنى قال تعالى فى سورة البقرة :
"وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنما نحن مستهزءون"14
-ولماذاأرادشياطين الإنس تشويه سيرة (سليمان)عليه السلام ؟
-بعد موته عليه السلام انقسمت مملكته قسمين:قسم يحكمه ابنه
-رحبعام-وقسم يحكمه أحد أتباعه-يربعام-وكان رحبعام شديدا
قاسيا على بنى إسرائيل,ولكن كونه ابن النبى سليمان جعل له عند
الناس مكانة ليست ليربعام فأراد أتباع هذا الأخير أن يحرموا رحبعام هذه الميزة ,فأشاعواأن سليمان لم يكن نبيا بل كان ساحرا
وأنهم -بتعلمهم السحر-يستطيعون أن يفعلوامثل فعل سليمان
واخترعوا لذلك أشياء,وأعدوا الأدوات,وأطلقواالأسماء والمسميات,ونسبوا ذلك إلى سليمان,ووصل بهم البهتان أن ألفوا
الحكايا ودسوها فى كتبهم,فقد جاء فى سفر-الملوك الأول-مانصه:
(أن سليمان فى زمن شيخوخته أمالت نساؤه المصريات والصيدونيات والعمونيات قلبه إلى آلهتهن مثل -عشتروت ومولوك-وبنى هياكل لعبادة هذه الآلهة فغضب الله عليه)
فهذا ما قالوه عن نبى فلا عجب أن يلصقوا به تهمة السحر وقد
الصقوا به تهمة الكفر .
-ولكنى أريد أن أعلم -بوضوح-هل السحر حقيقة وواقع ؟
-نعم السحر-فى أحسن حالاته-علم له أصول وقواعد إن تعلمتها
أمكنك استخدامها,ونجاحك يعتمد على قدر تمكنك منه كأى علم .
-وما هذه الأصول والقواعد؟
-ذكر القرآن أصولا ثلاثة :
الأول:تخويف النفوس وإرهابها بمختلف المؤثرات مثل الأجواء
الخاصة والملابس الغريبة والحركات غير المألوفة واستغلال 
ضعف شخصية الطرف الآخر حتى يقع تحت تأثيرهم ,ومعروف أنه لايذهب إلى السحرة إلا ضعاف النفوس فهم فريسة سهلة لهم
وقد قرر القرآن ذلك بقوله "سحروا أعين الناس واسترهبوهم "
الأصل الثانى فى نفس الآية "سحروا أعين الناس "وذلك عن طريق السرعة لتى تخفى الحقيقة فترى العين صورة أخرى مزيفة وقد تكون محكمة كأنها حقيقة واقعة,فسحرة فرعون ألقوا حبالهم وعصيهم فإذا بها تتحرك ولكنها لم تكن حيات أبدابل كانت
حبالا وعصيا,ولكن سرعة الحركة خيل للناظرين أنها حيات وبلغ
من إتقانهم أن موسى عليه السلام وهو نبى "خيل إليه من سحرهم أنها تسعى "بل أحس بالخوف "فأوجس فى نفسه خيفة موسى "
وهذا ينقلنا إلى :
الأصل الثالث :وهو استخدام خواص الأشياء مثل تمدد المعادن 
وتأثير الأبخرة والمؤثرات الصوتية,ويمكن استخدام التقنية الحديثة,وذلك فى قوله تعالى "إنما صنعوا كيد ساحر ".
وهذه الآية قيلت فى سحرة فرعون وقد كانوا من كبار العلماء
فى علم الطبيعيات,ولذلك "تنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى "
عندما قال لهم موسى "ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى "وخاف السحرة أن يكون مع موسى علم ليس معهم فيغلبهم ويسلبهم مكانتهم فشجع بعضهم بعضا "فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا وقد أفلح اليوم من استعلى "
فحديث سورة (طه)يوضح أن المسألة مسألةحيل علمية
-بالمناسبة رأيت على التلفاز ساحرا يضع امرأة فى صندوق ثم
ينشر الصندوق ثلاث قطع ثم يضمها ثم يخرج المرأة سليمة.
-هذا هو التخييل الذى ذكره القرآن "فخيل إليه من سحرهم أنها تسعى "فأنت على يقين أن تلك المرأة لم تقطع رغم أنك رأيت
الصندوق الذى دخلته قد قطع أمام عينيك ,وما هذا إلا خيال وخداع,ويبدو أن هذا الصندوق كان تحته تجويف يتسع لجسم هذه
المرأة فرقدت فيه آمنة لاشأن لها بالصندوق ولما نشر ثم ضمت 
أجزاؤه انتقلت إليه ثم خرجت لم يمسها أذى,إنه الخداع العلمى.
ومثل ذلك ما شاهدته فى التلفاز أيضا:فقد انتدب الساحر أحد العمالقة من بين الجمهور وطلب منه أن يرفع صندوقا وضع على طاولة فرفعه الرجل بسهولة,ولكن الساحر عاد يتحداه أن يرفعه ثانية فحاول العملاق رفعه فلم يستطع ,وقد فسر الساحر ذلك للجمهور ,واتضح أن الصندوق الحديدى موضوع فوق طاولة حديدية مزودة بمغناطيس قوى جدا فإذا كان المغناطيس موصولا تعذر رفع الصندوق وإذا فصل سهل رفعه,إنه الخداع العلمى.
-فهمت ما قلت ولكن هل يعنى ذلك أن السحر ليس له تأثير على المسحور ؟
أنا لم أقل هذا ,بل ذكرت أن نبى الله موسى عليه السلام تأثرلأنه كان حاضرا مع الناس والقرآن ذكر أنهم سحروا عين الناس وهو منهم .ولكن الذى أؤكده أن السحر لا يقلب العدم وجوداولاالوجود
عدما ولا يخلق حياة وهذا هو الفارق بين سحر الساحرين وقدرة الله تعالى ,فعصا موسى انقلبت حية حقيقية ذات لحم وروح ولهذا
أخذت "تلقف ما صنعوا "ولا يأكل إلا ذو روح ,وقد أدرك السحرة هذه الحقيقة لأنهم علماء يعلمون غاية صنعهم فسجدوا لله رب العالمين .
-معنى هذا أن المسحور إذا لم يكن موجودا لا يؤثر فيه السحر ؟
-يمكن أن يؤثر فيه السحر إذا وصلت المادة إليه مثلا إذا استخدم الساحر مادة تحدث هيجانا فى الأعصاب ونجح فى إيصالها إلى
المسحور فإنها سوف تحدث أثرها وهذا أمر طبيعى يحدث بفعل هذه المادة إذا وصلت للجسم بأى طريقة .أما ما يزعمه الساحر بأنه عن طريق كتابة بعض الطلاسم يستطيع أن يمرض هذاأو
يكشف عن السرقات أو غير ذلك فهذه خرافة لا أصل لها.
-ولكن هناك مشكلة كبرى ,فقد ورد فى الصحيحين من حديث عائشة رضى الله عنها أن لبيد بن الأعصم اليهودى سحر الرسول صلى الله عليه وسلم حتى أنه كان يفعل الشىء ويظن أنه لم يفعله
حتى أتاه جبريل عليه السلام وعرف أنه مسحوروأرسل الرسول من أتاه بهذا السحر من بئر فى المدينة ورقاه جبريل فبرىء.فما
قولك فى هذا ؟
-أما الحديث فهو صحيح ,ولكنه يثبت أمرين :
الأول :أن الرسول صلى الله عليه وسلم بشريصيبه ما يصيب كل
الناس من مرض وصحة .
الثاتى :أنه رسول الله حقا ,لأن اليهودى لبيد فعل ما فعل دون أن يراه أحد من الناس فمن الذى أعلم محمداصلى الله عليه وسلم
بهذا السحر ومكانه ؟لاشك أنه الله فهذه رسالة إلى هذا الخبيث
تؤكد أن محمدارسول الله ,أما ربط مرضه صلى الله عليه وسلم بفعل اليهودى فهو غير لازم ,وأما تعليل البعض بأن الله قد عصم نفس الرسول ولم يعصم جسمه بدليل إصابته فى أحد فيمكن الرد عليه بأن سحر اليهودى قد أثر على نفسه فكان يفعل الشىء ويظن أنه لا يفعله وهذا أمر نفسى لاجسمىوهو لا يجوز فى حقه صلى الله عليه وسلم ,وإنما الأمر -كما قلنا -هو مرض أصاب حسده صلى الله عليه وسلم وصادف الوقت الذى فعل فيه لبيد ما فعل .
-إذن ليس للساحر قوة تمكنه من تغييرالأشخاص والأشياء .
-أبدا وإذا كان الشيطان نفسه لايستطيع أن يغلق مفتوحا ولا أن يفتح مغلقا ولا أن يحرك ساكنا فغيره من البشر أعجز .
ولقد كان إبليس لعنه الله يكيد للنبى صلى الله عليه وسلم فلم لم
يقتل النبى وهو أمامه ؟أتراه كان يقدر على ذلك ؟كلا إن الشياطين
مخلوقون لله تجرى عليهم نواميس الله ,وهم خلق منفصلون عن
الإنسان لا قدرة لهم على شىء إلا بالوسوسة وحديث القرآن فى 
ذلك واضح تماما كما فى (المعوذتين )
أما عن مقدرة السحرة فهى من الأوهام ولو كانوا يستطيعون شيئا
لفعلوه لأنفسهم فلماذا لم يحولوا الخشب إلى ذهب ؟ولماذايشفون 
المرضى ؟ولماذا لايرسلون عفاريتهم ليحاربواأعداءالله ؟
إننا كمسلمين نعتقد اعتقادا جازما أن القدرة لله وحده وهو وحده المؤثر ,والاعتقاد بأن السحرة يؤثرون مناقض للإيمان "ومن أتى كاهنا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد "هذا كلامه صلى الله عليه وسلم .
-وماذاأفعل لزوجتى ؟
-هى واحدة من ثلاثة :إما أن تكون مرهقة الأعصاب فاعمل على
راحتها ,وإما أن تكون قلقة على أمر ما فاعمل على طمأنتها ,وإما أن يكون ذلك مكر نساء فاعمل على تجاهلها .



الجمعة، 22 يناير 2010

تكريم لاعب

اللاعب (.......)تم تكريمه بإقامة مباراة ودية,وهذا منطقى ومفهوم
ولكنالذى يملأ النفس غيظا أسلوب المذيع الذى يجعلك تحس أن هذا اللاعب هو مبعوث العناية الإلاهية ليس من أجل الكرة المصرية
فقط بل من أجل إسعاد الشعب المصرى ,وأنه لولا سيادته لما قامت لمصر قائمة .
إن هذا الإعلام الفج بهذه المبالغات الممقوتة سبب كثير من مشكلاتنا ,وهو وراء تلميع الأشخاص وتقديمهم على أنهم فلتات
الزمان والمكان .
أى أن الأشياء لا تقدم على حقيقتها,وإنما تزيف وتزور,وهذا يطبع
الحياة كلها بطابع أسيف .
والإعلام عندنا يساهم فى خلق عقلية هامشية عندما يقدم الأمور
بدون معلومات حقيقية ووهوبهذا يدرب الجمهور على النفاق
 (وكله يلعب على كله )
وهكذا تسير الأمور على مستويات عديدة .
فى المؤسسات التعليمية يطالب المدير بنسبة عالية لنجاح الطلاب
دليلا على الإنجاز,والمدير بدوره يطلب من المدرسين تحقيق ذلك
ولن يتم هذا إلا بالغش والكتابة على السبورة إذا اقتضى الأمر
وترفع النتائج إلى وكيل الوزارة ثم إلى الوزير ثم إلى رئيس 
الوزارة ,وكله تمام يا فندم ,والنتيجة كما هو حاصل كارثية .
ولقد سمعنا من المحللين أن هذا الأمر كان وراء نكسة 67 فكان
القواد الصغار يرفعون التمام المزيف بأن كل شىء على ما يرام 
إلى القيادات الأعلى وهؤلاء يرفعونها إلى الأعلى وهكذا بينما كان
الواقع غير ذلك تماما ,فكان ما كان ,هذا ما سمعناه ,والله أعلم .
لماذا لانتعلم أن نقدم الشىء على حقيقته دون تلميع ؟
لماذا لانعود أنفسنا ونعود الصغار أن الحقيقة مفيدة حتى ولو كانت قاسية ؟وأنها ركيزة صالحة لقرار سليم وبناء متين ؟
لقد كان تكريم هذا اللاعب بتلك الصورة مفجرا لمشاعر الاستياء
عند من يقدرون أمانة الكلمة .هذا أولا .
وعندما كنت أتابع هذا التكريم كان قلبى ينتفض مذعوراأكاد أسمع
أنينه وهو يقول :
هل يكتب لى ربى عمرا لأشاهد بعض هذا التكريم لشباب العلماء؟
أو أحد العاملين الشرفاء الذين نجحوا فى تطوير عملهم ؟
حكى لى صيدلى شاب يعمل فى مؤسسة طبية كبرى عن كمية
الدواء المهدرة بسبب سوء الاستخدام ,وأنه قام بدراسة استطاع من خلالها أن يبتكر نظاما يفعل استخدام الأدوية بحيث لا يكون
هناك إهدار,وذلك يتبعه توفير الملايين ,ولكن دراسته رفضت
بل وقوبلت باستخفاف ,وطبعا السبب معلوم :فشركات الأدوية هى
المستفيدة من هذا الإهدار وهناك عمولات ضخمة لمن يسهلون
ذلك ,وهكذا تطمس الحقائق ليكون كله تمام وليس فيه رائحة التمام .
إن التكريم شىء جميل إذا كان بالقدر اللائق لمن يستحق .
أما أن ينصب على أمور هامشية لتظهر بأنها الأساس فهذاضياع
للأساس الحقيقى ,وإقامة مبنى من الفولاذ على أرض من الهشيم
أجارنا الله من النتائج .
وتذكروا دائما هذا القول الخالد :
(من لم يشغل نفسه بالحق شغلته بالباطل )
..مصطفى فهمى ابو المجد

هل المشكلة فى البشر ؟

تسألنى-أيها العزيز-هل المشكلة فى البشر ؟.
بكل تأكيد,بل أقول :البشر هم المشكلة ,نعم نحن السبب وراء كل عجب ,من يَظلم ؟من يُظلم ؟من يفسد ؟من يفسق ؟من يتحامق ؟
من يخدع ؟من يُخدع ؟من...من  ؟...أليس أنا وأنت وهو وهى ؟
إذن نحن المشكلة ,ونحن الحل .
وهكذا كان الحال وهكذا سيكون عبر الأزمنة والأمكنة .
وما كانت الشرائع كلها ,وضعية أو سماوية إلا من أجل هذا الإنسان ,جاءت لتحل مشكلاته عبر ذاته ,فلابد من أثر للإنسان فى هذا الحل ولم يحدث أبدا أن تدخلت أى قوة غيبية لتحل مشكلات الإنسان فى غيبة الإنسان .
حتى الأمور التى لادخل لنا بها ,لكنها تخصنا ,لابد لنا من دور فيها ,وإن لم يكن فاعلا ولا مؤثرا .
فنحن نولد ونموت دون إرادة منا ,ولكنا طرف فى ذلك ,ونحن
نمرض وقد يكون المرض وراثيا ,ولكنا طرف لا يقع الحدث
بدونه ,ومهما تخيلت من أمور فلا يمكن استبعاد الإنسان من أى
أمور تتصل به من قريب أو بعيد .
وما دامت تلك القضية مسلمة ,فلا بد من التركيز على الإنسان.
وبما أن البشر هم المخلوقات العاقلة التى تمارس الحياة على هذه
الأرض ,فلا بديل عن اعتبار هذه الميزة فيهم ,أعنى العقل,ولا سبيل إلى تجاهله ,لأن ذلك يلحقه بمخلوقات أخرى .
واعتبار العقل يكون باحترامه .
والظلم إهدار لقيمة العقل لأنه ظلمة فى الحكم على الأمور,وظلمة
فى الممارسات ,ولا يكون ذلك إلا فى غياب العقل .
ولا يجوز الاحتجاج بأن العقول تختلف ,وأن ما يكون ظلما عند بعض العقول يكون عدلا عند البعض الآخر,هذا خطأ فادح,لأن
المبادىءالأساسية ذات شمولية خِلقية فطرية,فالظالم-مهماقال-لا 
يشك أنه ظالم ,ولهذا يجتهد فى سوق المبررات والحجج لينفى عن نفسه الظلم ,وهو-دون شعور-يثبت عن طريق النفى ما يحاول أن ينفيه .
والذى أريد أن أصل إليه من كل هذا أن الإنسان إذااقتنع بأمر ما
كان سهلا عليه القيام به ,والإحسان فى أدائه .
طبق ذلك على كل شىء .
الدين والسياسة والاقتصاد والعلاقات الاجتماعية والأمورالخاصة
وما دام الأمر كذلك فلا مناص من احترام العقل .
ولذا كان من أهم مبادىء الدين "لا إكراه فى الدين "لماذا .؟لأنه
"قد تبين الرشد من الغى "وهذا أمر لا يكون إلا بالعقل .
حتى عندما يأمر الدين بالإيمان بالغيب ,يوضع العقل موضع الاعتبار,فيقال له :أيها العقل المحترم ,رحمة بك ,ومعرفة بإمكاناتك ,وصونا لك عن التلف ,نلفت نظرك أن الغيب خارج
دائرتك ,فلا تغامر بالإبحارفيه ,لأنك لن تصل إلى نتيجة,لأن
أدواتك لا تكفى لاستكناه الغيب ,فالسلامة فى التسليم بأن هناك
قوة فوق قوتك ,وهى القوة التى صورتك ,وأعطتك نبض الحياة.
وما عدا الغيبيات فالعقل سيد الموقف ,ولا بد أن يسود ويقود.
ومن هنا كانت الحرية -فوق أنها احترام للعقل- استثمارافائقا له.
وكان القهر إهدارا لتك القيمة العليا قيمة العقل .
وهذا ذنب (الدكتاتورية)وجرمها الفادح .
إنها تسخر كل العقول من أجل عقل واحد ,وعندما تسبح كل العقول للعقل الأوحد فهذ البرهان الأكبر على فساد ذلك العقل
المتسلط , لنه لو كان ناضجا لاستفاد من ثمرات العقول الأخرى
ولكنه بحماقته يصر على الإبحار وحده مع أشرعة متهالكة وأذرعة ستكون أول من يجدف لغيره إذا أتت الرياح بما لايشتهى
ولذا نجد دائما سرعة تهاوى الدكتاتوريات عندما تحين الظروف المناسبة ونرى سرعة تحول أذيالها إلى السيد القادم ,بينما نرى 
صمود النظم الحرة لأن أصحابها يدافعون عن حياتهم ومصالحهم
إن النظم القمعية تلف -من حيث لاتدرى-حول عنقها حبل الفناء.
ومن العجب العاجب أن تلك النظم ترفع لواء خدمة الشعوب مع
أنها تكممها ,وهذا هو الخداع التى تأباه العقول المحترمة .
ألم أقل لحضراتكم ؟
البشر هم المشكلة وهم الحل .
فيا أيها الإنسان ارحم نفسك برحمة أخيك الإنسان .
..مصطفى فهمى ابو المجد

الخميس، 21 يناير 2010

العلاج بالقرآن

"قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لايؤمنون فى آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادَون من مكان بعيد "فصلت 44
"ياأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما فى الصدور
وهدى ورحمة للمؤمنين "يونس 57
ذلك هو القرآن الكريم 
كتاب هداية ,يحيى القلوب الميتة "أوَمن كان ميْتا فأحييناه وجعلنا
له نورايمشى به فى الناس كمن مثله فى الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون "الأنعام122
ويهدى القلوب الحائرة"ألا بذكر الله تطمئن القلوب "الرعد28
ويقوى النفس فى مواجهة وساوس الشيطان "قل أعوذ برب الناس
ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذى يوسوس فى صدور الناس من الجنة والناس "سورة الناس .
انظروا -رعاكم الله- فى هذه السورة الجامعة,وتأملواأسلوب الاستعاذة فيها ,بمن تستعيذ ونستغيث ؟
ب(رب الناس )الذى يربيهم ويحنو عليهم ويختار ما يصلحهم.
ب(ملك الناس )القوى الذى بيده ملكوت كل شىء فعال لما يريد.
ب(إله الناس)المستحق وحده للعبادة ,والجدير وحده بالخوف منه
 والرجاء فيه .
طيب ,نستعيذ به سبحانه مِن مَن ؟
(من شر الوسواس الخناس الذى يوسوس فى صدور الناس )
انتبهوا-رحمنى الله وإياكم -إلى كلام ربنا,إن التركيز-هنا- على
-الوسوسة- وظيفة الشيطان الوحيدة التى بها يورد الإنسان موارد
التهلكة ,هكذا كان منذ بَدَأآدم وحواء"فوسوس لهما الشيطان" 
الأعراف 20 .وهكذا كان تصميمه مع ذريته "قال فبما أغويتنى
لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين "
الأعراف 16,17 .
انتبهوا أيضاإلى هذه اللقطة .
أين سيقعد الشيطان ؟ليس فى جسد الإنسان بل بجانب الصراط
المستقيم ,يحاول إضلال الناس عنه ,وانظروا -عافانا الله جميعا-
إلى حركات هذا اللعين حولنا ؟
إنه يدور حول الواحد منا كأى لص خبيرخبيث خطير,يبحث عن
أى ثغرة ليثب منها-بوسوسته فقط -إلى داخل نفس الإنسان .
 وهل الواحد منا إلا نفس ؟
فإذا سيطر الملعون على نفس الإنسان فماذا بقى له ؟
ولكن كيف يسيطرالشيطان على النفس ؟
يبين لنا ربنا ذلك ببيان منطق الشيطان "لأزينن لهم فى الأرض ولأغوينهم أجمعين "الحِجر39
إنه الإغواء عن طريق التزيين أى الخداع وإظهار الباطل بمظهر
الحق حتى يحلو فى نظر أصحابه,وتزيين المعاصى والشهوات
حتى تطغى على النفوس وتعميهاعن الطاعة ,فإذاباللص يعتبر
نفسه مبعوث العناية الإلاهية للأخذ بثأر الفقراء من الأغنياء
وإذابالزانى يرى نفسه إنسانا راقيا يسعى (لسد حاجة ملحة لأخيه
الإنسان)وإذا بالقاتل يعتبر جريمته قصاصاعادلا لابد منه .
أرأيتم -عافاكم الله-كيف تكون السيطرة على النفس عاتية جبارة
شديدة التسلط والتدمير ؟وأن الألم الجسدى-بالنسبة إلى آلام النفس
شىء هين يسيرجدا ؟
ومن هنا يأتى دور القرآن .
إنه يملأ قلب المؤمن,ويقيم حول نفسه حصنا حصينا.
وهو بهذا يغلق منافذ الشيطان الذى يدور ليبحث عن ثغرة فلا يجد
فيعود خائبا خاسرا.
وهذاوعد الله "إن عبادى ليس لك عليهم سلطان "الإسراء 65
وهذااعتراف إبليس ".قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين "ص 82-83
وإذا كان القرآن يقوى النفس,ويرفع درجة الإيمان فيها,فلماذالا
ينعكس ذلك على الجسد ,مناعة وتحملا ؟
ولكن ليس معنى هذا أن القرآن كتاب لعلاج أمراض الجهاز الهضمى أو التنفسى أو الجلطات أو الكلى ...الخ
كلا فالقرآن لم ينزل لهذا,والذى أُنزل عليه القرآن صلى الله عليه وسلم عالج وعولج وأمر بالتداوى,وأخبرنا-صراحة-بأن الله لم يخلق داء إلا وخلق له دواء إلا الموت .
فالقرآن يرفع المعنويات ,ويأمر بالأخذ بالأسباب .
أما ما نراه على الساحة من هؤلاء الذين يتكسبون من قراءة القرآن على المرضى فهم كالذين يتكسبون بقراءته على الموتى.
ياقوم .القرآن أكرم وأعظم وأجل مما تفعلون .فاتقوا الله .
والله حسبنا ونعم الوكيل .
..مصطفى فهمى ابو المجد

الثلاثاء، 19 يناير 2010

الدين والسياسة

(لا سياسة فى الدين ولا دين فى السياسة )
كلمة أطلقها الراحل -أنور السادات-غفر الله له.
وكان الرجل قد أطلق يد الجماعات الإسلامية لمقاومة تيارات لا 
تروق له ,ولما جاءت الريح بما لا يشتهى انقلب عليهاوأطلق تلك
المقولة التى لن تكون فى ميزان حسناته .
لماذا-ياريس -لاسياسة فى الدين ولا دين فى السياسة ؟
قال :لأن السياسة فيها الخداع والكذب والنفاق والغاية تبرر الوسيلة ,ونحن ننزه الدين عن ذلك .
كلام يشبه المعقول ,وإن كان ليس فيه رائحة من المعقول .
يا أعزاءنا المحترمين 
زمان أيام الخليفة العباسى -المأمون- دخل عليه أحد الشعراء 
فمدحه بعدة أبيات فلم يعطه المأمون شيئا وعبس فى وجهه فخرج
حزينا وقال لشاعر صديق له :إن أمير المؤمنين -على كماله-لا
علم له بالشعر,لقد أنشدته بيتا لوأعطانى عليه نصف ملكه لكان 
قليلا,قال صاحبه :وماذا قلت ؟فأنشد :
أضحى إمام الهدى المأمون مشتغلا
بالدين , والناس  بالدنيا    مشاغيل
قال صاحبه :
والله لقد كان أمير المؤمنين حليما إذ لم يؤدبك عليه ,والله مازدت
على أن جعلته عجوزا فى محرابها بيدها سبحتها ,فمن لسياسة
الدنيا وأمور الرعية ؟
أفلا قلت كما قال الآخر :
فلا هو فى الدنيا مُضٍِِيع نصيبه
ولا أمر الدنيا عن الدين شاغله
قال :الآن علمت أنى أخطأت .
والرجوع للحق فضيلة ,ولكن السادات-الله يرحمه-تمادى فى قوله
وجعله منهاجا ,وطاح فى خلق الله ,فكان ما كان .غفر الله له .
وتعالوا بالعقل والمنطق نتناقش...
ماهو الدين ؟
أليس-باختصار- سياسة الفرد أى سلوكه ومعتقده تجاه ربه ونفسه
وأهله ومجتمعه والناس أجمعين ؟
وماهى السياسة ؟
أليست مجموعة القوانين التى تحدد منطلقات الأفراد فى معتقداتهم
وعلاقاتهم وأنشطتهم ؟
وعلى هذا أليس الدين والسياسة ينطبقان تمام الانطباق ؟
أما عن الكذب والنفاق والغاية تبرر الوسيلة فهنا عبقرية الدين
وتفرده أيها الكرام .
جاء الإسلام ليقدم سياسة نظيفة ,ومجتمعا نظيفا ,وأمة هى خير أمة أخرجت للناس .
وبم كانت هذه الأمة خير أمة إلا بهذا الدين وهذا اللون والدم الجديد الذى لم يعهده الناس فى السياسة .
وهل الأصل أن تكون السياسة كذبا وخداعا لمجرد شيوع هذا
المظهر المنكر لها ؟
وهل لابد أن نعوم فى هذا البحر السياسى الملوث ؟
أليس من حقنا بل من واجبنا أن نقدم للعالم ما أكرمنا الله به من
نظام سياسى نقى راق ؟
أم أن مفهوم الدين يقتصر على الانزواء فى المساجد وتأدية بعض
الطقوس ؟
إن المساجد والطقوس وسائط من أجل تكوين السلوك الأمثل  
التعود عليه ليصبغ حركة الحياة كلها .
أما هذا الشعار المشئوم فيجعل من الناس عجائز فى المحاريب
يؤدون حركات ويتمتمون بكلمات لاتقيم قلبا حيا,ولامواطناواعيا
ولا مجتمعا سليما .
أيها العقلاء:
لاسياسة إلا بالدين ولا دين إلا بالسياسة
ولو وضعنا هذا الحق موضع التنفيذ لأضاءت القلوب بنورالرحمة
وأضاءت العقول بنور العلم المفيد الخيّر,وأضاءت بيوتنا بالسكينة
والمودة ,وأضاءت شوارعنا ومؤسساتنا بالانضباط والطهارة والإنتاج ,ولقدمنا النموذج الأمثل للعالم ,وبهذا نكون-بحق-خير
أمة أخرجت للناس .
..مصطفى فهمى ابو المجد

الاثنين، 18 يناير 2010

المئذنة الثكلى

وبطون البلدة حبلى بالضجة
كانتعند الفجر.
 مئذنة المسجد ثكلى
تعول فى صمت
فتثير الإشفاق
وتذيب الآماق
وتهز الأعماق
................
أولادى
نبض فؤادى
وفرائد عقدى
هجرونى
.........
قصدواتعسى
كمَ اذبت لهم نفسى
وغرست لهم غرسى
لكن هم دخلواجنة آدم 
كى تغريهم تفاحة
كى تغويهم حواء
................
ولدى الشيخ علىّ
قلب أواه ونقىّ
أهدى المسبحة البيضاء
عقدا لامرأة حسناء
خطفته بغىّ
هدمت بالجنس أمانىّ
قد كنت ُأعده
ليكون رسولا يهدى
وأراه الساعة يهذى
بالغىّ
......
ولدى الشيخ جلال
أغراه المال
فاتخذ من الذهب إلاها يعبد
ويسبح له
تباًله
قد كنت أظن جلال مبادئنا
يملأ عينه
ويحيل تعاسته جنة
فإذا هو يتصيد حَينه
تسبيحته الآن رنة دينار
ما عاد يبالى الجنة والنار.ا
............
سكتت مئذنة المسجد تبكى
وإذا صوت يحكى
صوت الكروان
وإذا وجه فتاة فتان
تحكى فيه العينان
قصة وجد قاتل
فتدحرج قلبى الذابل
وجرت عيناى تقابل
عينيها
وأفقت على صوت المئذنة الثكلى
تصرخ فى صمت
حتى أنت ؟
حتى أنت ؟
تفلت فى وجهى الناحل
قالت :غافل
..........
فسجدت لوجهى
ورفعت إلى الرحمان يدىّ
يارب التوبة نحن بشر
بالخير وبالشر
ماذا تفهم هذى المئذنة الثكلى ؟
هذا الحجر الأملس ؟
من سر أحاسيس الإنسان؟ا
فلتترك للرحمان 
رب الغفران
ذنب الإنسان
....مصطفى فهمى ابو المجد

الأحد، 17 يناير 2010

إلى الرئيس مبارك

السيد الرئيس :محمد حسنى مبارك:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .              وبعد:
يا قائد مصر.
كان الله فى عونك ,وشد أزرك ,وهدى خطاك ,ورزقك بطانة الخير
فإن حملك ثقيل ,وهمك كبير,ومسئوليتك عظيمة .
يا سيادة الرئيس :
قد وُليت أمر هذا الشعب ,وأنت المسئول الأول أمام الله ,وكل من
حولك مساعد لك,خيرك لهم وشرهم عليك,وقاك الله بطانة السوء.
سيادة الرئيس :
هناك أمر خطيرسمعنا عنه وبدأنا نرى ملامحه ,ذلك هو :
(تجفيف المنابع )الذى يقصد به القضاء على المواقع التى تفرخ
الإرهاب .
لاأحد يختلف على خطورة الإرهاب ,وأنه يكدر حياتنا,ويشوه
ديننا,هذا لايختلف عليه العقلاء ,ويجب التصدى له ,ولكن هناك
أمورلاغنى عن مناقشتها:
أولا:من الذى يحدد معنى الإرهاب ؟
ثانيا:مامعنى الإرهاب؟
ثالثا:كيف نقضى على الإرهاب ؟
سيادة الرئيس :
نحن أصحاب المصلحة,ونحن أعلم بمصالحنا من غيرنا,وعندما
تختلف المصالح والرؤى فكل عاقل يحرص على مصلحته(وأهل
مكة أدرى بشعابها),لذايجب أن يكون تحديد معنى الإرهاب متفقا
مع رؤية الهيئة الإجتماعية المصرية .
أما عن معنى الإرهاب ,فهو مرتبط بمصالحنا العليا,وما قد يكون إرهابا بالنسبة لنا قد لايكون إرهابا بالنسبة لغيرنا,فالكيان الصهيونى -مثلا-له حسابات غير حساباتنا,وما يعد إرهابا له قد لا
يعد كذلك بالنسبة لنا,فهذا-ليبرمان-وزيرالخارجية الصهيونى إرهابى كبير,ومع هذا فهو أحد أركان النظام العنصرى,وهم يرون هذا حقا لهم ,بينما هو غير مرغوب فيه عندنا .
وهناك مخرج ديمقراطى من الحرج فى تعريف الإرهاب :
هو اللجوء إلى جماهير المثقفين المصريين ,فليطرح الأمر للنقاش على جميع المستويات ,وعند الاتفاق على تعريف للإرهاب يطرح فى استفتاء شعبى عام ,يصبح ملزما للحكومة ,وملزما للعالم كله.
إن العالم لم ينازع الصهاينة حقهم فى حكومة عناصرهاإرهابيون
باعتراف عديد من دول الغرب ,مثل -بريطانيا-التى رفضت أن
تسقط حق الاعتقال عن بعض الصهاينة لارتكابهم أعمالاإرهابية.
سيادة الرئيس :
فإذا ما اتفقنا على تعريف الإرهاب ,كان علينا مقاومته بكل عقل
وفعالية ,وأساس ذلك المبدأ العادل :
(مواجهة الكلمة بالكلمة ,والفعل بالفعل )
يعنى :الذين يدعون إلى العنف عن طريق الكلمة المقروءة أو
المسموعة ,يقاومون بنفس السلاح ,أما الذين يتحاكمون إلى السلاح فلا حرمة لهم ,ولا نقاش معهم .
سيادة الرئيس :
أقول كل هذا بمناسبة ما حدث من التصرف مع إحدى الجماعات
الإسلامية العاملة على الساحة ,وهى جماعة (أنصارالسنة )وهى
جماعة تمارس نشاطها بصورة علنية قانونية .
أؤكد لسيادتك -وأنت خبير سياسى-أنه لاخطر مطلقا من الذين
يتحدثون علنا ,حتى ولو كانواأصحاب فكر متطرف ,المهم أنهم
يقولون ما يريدون فى وضح النهار,أى أنهم يتيحون للرأى الآخر
أن يناقش ويقنع ,فإن اقتنع المتطرفون فالحمد لله ,وإلا فليمضغوا
أقوالهم ,فلن يكون لهم أثر ما دام النقاش أمام الجماهير.ولا يجوز
التصدى لهؤلاء إلا إذا حاولوافرض آرائهم بالقوة .
سيادة الرئيس :
إن التصدى بقوى الأمن لأصحاب الكلمة-حتى لو كانوامتطرفين-
لايقضى على الكلمة,بل يشعلها,وهو أفضل دعاية لها,بل يجعل من هؤلاء المتطرفين أبطالا ,وهذا الجو العاصف هو بحق (المفرخ للإرهاب ).
سيادة الرئيس :
إن الجماعات الإسلامية العلنية سلاحك الفعال,فى وجه الفساد
ومن أجل الإصلاح ,إنهم لايستحقون الملاحقات الأمنية,بل هم
جديرون بحسن رعايتك .
ابحث مشكلاتهم ,وتعرف إلى آرائهم ,ففيهم الكثير من الخير
فهم متطوعون راغبون متحمسون للعمل الجاد,فوجه حماسهم
الوجهة الصحيحة ,وأطلق لهم العنان ,فسترى فى المجتمع روحا
جديدة ,روح الجد,والإخلاص ,والمسئولية,والالتزام ,والانضباط
وكلها أمور مصر فى أمس الحاجة إليها .
يا سيادة الرئيس :
إنهم جنودك الحقيقيون ,فلا تضيعهم ,واشملهم برعايتك .
وأخيراأقدم إليك هذه الأبيات التى أرسلتها إلى الرئيس السادات
رحمه الله :
            يا ولى الأمر فينا لا تنم
            فالله جبار القوى المتعالى
            أعطاك عهدا لايحلل نقضه
            مهما تكن  حال من الأحوال
           هذى الرعية أنت راعى شائها
           فاحذر عليها مخلب  الرئبال
           ماذا تقول إذا سئلت  بموقف 
           تبيَضّ منه ذوائب  الأطفال ؟
           فبهدى آى الله رب جموعنا
           وابذرسنا الإيمان فى الأجيال
           فإن شبابنا  لو كان   يدرى
           عقيدته    تفوق  فى الرجال
           وإلاننتظر  غضبا  ومقتا
            فربك  بالخوارج لا يبالى
أسأل الله تعالى لك التوفيق .إلى خير العباد والبلاد ,فهو ولى ذلك والقادر عليه .
..مصطفى فهمى أبو المجد

الأربعاء، 13 يناير 2010

صدق أولاتصدق

-المكان:
القرية:برج نور الحمص.
المركز:أجا.
المحافظة:الدقهلية.
البلد:مصر.
-الحدث:
افتتاح معهد للمرحلة الإعدادية والثانوية,تابع للأزهر.
-وقائع الحدث:
كان المعهد يسمى(معهدالإمام أبو حنيفة).
ثم دعا متعهد بناء المعاهد شيخ الأزهر لافتتاح المعهد وأقام له
وليمة فاخرة,حضرها وزير الأوقاف والمحافظ .
فى نهاية الحفل صدر الفرمان العالى عن جناب شيخ الأزهربأمر
مذهل ,لايخطر على بال ...
(محو اسم الإمام أبى حنيفة,ليحل محله اسم -الحاج عبد المجيد صالح ).اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
هل تعلمون من هذا الذى اكتسح الإمام أبى حنيفة ؟
إنه متعهد بناء المعاهد كما يذيع عن نفسه.
وهو رجل شبه أمى ,كان يعمل منظفا للحدائق ,وهو مبتدع يقود فرقة للرقص فى المساجد,ويدعو إلى ذلك .
ولايزال الجمهور فى القرية مذهولا .
ولن نسأل :لماذاهذه الجرأة يا شيخ الأزهر ؟
لأن الله سائله يوم لا تنفع الولائم ,ولا تشفع العمائم,ولا تفيد الشتائم
(لأنه شتم من حاول الاعتراض ).
فهل أعددت الجواب أيها( الإمام الأكبر)؟
هيهات ...هيهات ..
أسأل الله لى ولك الهداية والسلامة .
وأدعو لأهل قريتى أن يفيقوا من الذهول .
...مصطفى فهمى أبو المجد

الثلاثاء، 12 يناير 2010

التسامح والتساهل

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .             وبعد:
فقديما قال الشاعر :        
               سامح أخاك إذا خلط
               منه الإصابة  بالغلط
               وتجاف عن  تعنيفه
               إن زاغ يوماأو سقط
              من ذاالذى ماساء قط
              ومن  له الحُسنى فقط؟
هذاالشاعر يدعوناإلى التسامح ,ولكن متى ؟وإلى أى مدى ؟
إذاكان الخلاف مع أخيك ,لأن الأخوة تبعد التهمة ,وقصد العداوة.
ثم إن هذا الأخ خلط الصواب بالخطأ ,أى أنه ليس مخطئا دوما 
بل يخطىء ويصيب ,وهذا شأن كل الناس .
ولهذايجدر بك أن ترفق بأخيك فلا تكن عنيفا فى نقدك له إذاأخطأ 
لسبب وجيه جدا هو أنه لا يوجد إنسان معصوم من الإساءة ,ولا يوجد كامل بين البشر,اللهم إلا الأنبياءوخاتمهم محمدصلى الله عليه وسلم ,مع ملاحظة أن كمالهم بشرى,أما الكمال المطلق فلله
وحده جل وعلا .
ولكن أيها الأحبة التسامح شىء والتساهل شىء آخر...
التسامح فى الأمور التى تتسع فيها الاجتهادات ,فكما يكون لى الحق فى أن أعتقد ما أشاء,يكون لغيرى نفس الحق ,ومهما بعدت
المسافات بيننا فإن التسامح يسعنا ,ولنا فى رسول الله صلى الله
عليه وسلم أسوة حسنة ,فهو لم يعاد اليهود أبدالأنهم يهود ,ولكن
لأنهم غدروا,ولم يعاد النصارى رغم مخالفتهم لدينه ,وإنمادعاهم
إلى المباهلة(أى الاحتكام إلى الله باستنزال لعنته على الكاذبين )
وعندما رفضواالمباهلة وطلبواالصلح قبل منهم .
فالتسامح إذن يعنى الرغبة فى التعايش فى سلام رغم اختلاف وجهات النظر .
ولكن .إذالم يقف الأمر عند مجرد اختلاف الآراء بل تعداه إلى
الإضرار والإفساد ,ماذا يكون الحل ؟
إن التسامح هنا يعنى تشجيعا للفساد ,وجرأة للمفسد على الحق وفى هذا اختلال لموازين العدالة التى يجب أن تقوم عليها الحياة
لمصلحة كل الأحياء .
ولذلك كان من عيون الحكمة العالمية ذلك القول الذى أجمع عليه
الكل :(أنت حر ما لم تضر ).
ولكن هناك الفرق الكبير بين أنواع من الضرر ..
فلان قتل فلانا ...وفلان قتل فلانا ...وفلان قتل فلانا..
فيحكم القاضى على فلان الأول بالإعدام ,وعلى فلان الثانى بالدية
ويبرىء فلانا الثالث ...
لم يا حضرة القاضى مع أن الفعل واحد ؟
يقول القاضى :لأن الأول قتل عمدا مع سبق الإصرار والترصد.
والثانى قتل خطأًً,أما الثالث فقتل دفاعا عن النفس .
أى أن الأسباب والدوافع لها دخل فى تكييف الفعل,وتقييم موقف
الفاعل .
أرأيتم -بارك الله عليكم -أن المسائل فيها نظر,وأن التسرع فى الحكم خطر ؟ وأن هناك ما يُتَسامح فيه ومالا يقبل التسامح؟
ما قولكم دام فضلكم فى رجل قوى يتصدى لامرأة ضعيفة فيضربها ظالما لها ؟
بم يصفه الناس ؟بالوحشية والتخلف ؟لماذا؟لأنه تعدٍِِ بلاحق.
إذن .المرجع هو الحق والحق أحق أن يتبع .
وبعد الحق تبقى قيمة أعلى من الحق وأغلى ,إنها (العفو عند المقدرة )وصدق الله العظيم :"فمن عفا وأصلح فأجره على الله "
بارك الله لنا جميعا فى ديننا ودنيانا وأخرانا,وآخر دعوانا أنٍِ الحمد لله رب العالمين .
...مصطفى فهمى ابو المجد

التوبة -كيف ؟ولماذا ؟

تاب ,وثاب,وآب .كلها بمعنى عاد .
والذى يعود هو البعيد ,الغائب ,الشارد .
وهذا شأن العصاة .
لم يبعدهم الله ,ولكن أبعدوا أنفسهم عن بابه ,وتغيبواعن تلبية ندائه
وشردوا عن أبواب رحماته .
وإذا كانت ذنوبنا لاتنقطع,فغفرانه لا ينتهى .
وإذا كانت معاصينا كثيرة وكبيرة ,فإن عفوه أكثر وأكبر .
وهو أرحم بنا من أنفسنا .
فنحن نلقى بأيدينا إلى التهلكة ,وهو يبسط يده بالليل والنهار لينقذنا
وهو-سبحانه -لا يكلنا إلى غيره ,فالتوب إليه وحده ,والاعتراف
بالذنب له وحده ,وطلب العفو منه وحده ,فلم يذل وجوهنا إلا له .
ويكفيه-سبحانه-منا أن نتجه إليه ,نادمين ,صادقين ,ليقبلنا ,ويفتح
لنا أبواب رضوانه ,وهو لايغضب إذا عدنا فانتكسنا ,فإنه لايمل
حتى نمل ,وأبوابه لا تغلق حتى تنتهى الدنيا ,الدنيا الخاصة بكل
منا ,أو الدنيا كلها .
أما لماذا التوبة ؟
فلأنها لابديل لها .وماذا يفعل المذنب إذا لم يتب ؟
تتكاثر عليه الخطايا حتى يغرق ,فتهوى به الريح فى مكان سحيق ,حيث أيدى الشياطين التى تتلقفه إلى الدرك الأسفل .
لا بديل للعصاة غير التوبة إلا الانتحار والاندحار بالانحدار إلى
أسفل سافلين .
إن سفينة التوبة فيها متسع للعصاة ,كل العصاة ,بشرط واحد :
أن يؤمنوا بالواحد ,القادر على إنجائهم ,وإغراقهم ,فإنه "لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء "
إن التوبة هدية من الله القاهرلعبده الضعيف .
فما أحوجنا إلي رحمته التى وسعت كل شىء,لتجبر كسرنا 
وتقيل عثراتنا ,وتجعل قلوبنا أكثر طمأنينة ,ونفوسنا أكثر أمنا .
إنه ولىّ ذلك والقادر عليه ,ولا حول ولا قوة إلا بالله .
..مصطفى فهمى ابو المجد 

خبر وتعليق

قال أحد الساسة الأمريكان :لن يمكن القضاء على الإرهاب فى باكستان إلا بإغلاق المدرسة التى تخرج الإرهابيين .(يقصد المدارس التى تدرس العلوم الإسلامية )
هذا هو الخبر .أما التعليق :
فهذا هو الملجأ الأخير الذى يسند المسلمون إليه ظهورهم ,وهو 
الأمر الذى أعيا أعداء الإسلام .
إن القضاء على الإنسان مسلما أو غير مسلم أمر سهل ,والقوة
الباطشة تتكفل بذلك ,ولكن القضاء على الفكربالقوة هو المحال.
وقمع الفكر بالقوة يزيده قوة واشتعالا حتى ولو كان الفكرباطلا.
والسبيل الوحيد للقضاء على المؤمنين بفكرة ما هو القضاء على
هذه الفكرة ,ولن يكون ذلك إلا بنفس السلاح ,أى بالفكر .
والغرب يملك التقنية المتقدمة فى كل الأمور,ومنها وسائل الإعلام
ولقد جربها كثيراوألح فى تجربتها مع المسلمين لينزعهم عن 
دينهم أو لينزع منهم دينهم ,ففشل فشلا ذريعا ,حتى أؤلئك الذين
مشوا فى ركابه ,صاروا منبوذين من عامة المسلمين ,ومنهم من
لم يجد السلامة إلا فى العودة إلى الصواب .
إذن لم تغن الآلة الإعلامية الجهنمية شيئا ,ولم يبق فى جعبتهم إلا
القوة الباطشة .وهكذا تدور العجلة دورتها ,فيزيد العداء,ويفرخ
حتى يصل إليهم فى عقر دارهم .
وهذا يعطينا معنيين مهمين :
أولهما :أن علينا أن نستمسك بالحائط الأخير ثقافتنا الإسلامية الرشيدة المعتدلة ,ولا نلتفت لوصفها بالإرهاب ,فنحن أعلم بأنفسنا
وبما يصلحنا من عدونا .
وثانيهما :أننا مهما قدمنا من تنازلات فلن يرضوا عنا,وسوف 
نطالب بالتنازل بعد التنازل حتى نتنازل عن ديننا ذاته ,وهذا ما
علّمه الله لنا فى قوله جل وعلا :"ولن ترضى عنك اليهود ولا 
النصارى حتى تتبع ملتهم "      البقرة 120.هذا هدفهم وهذا أملهم ,وهذا ما قاله
ربنا وربهم جل وعلا :"ود كثيرمن أهل الكتاب لو يردونكم من
بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق "البقرة 109.
هذا خيارنا الأوحد ,وما دونه الهلاك المؤكد .
..مصطفى فهمى أبو المجد

الأحد، 10 يناير 2010

لا يصح إلا الصحيح

المهندس محمد رضا من الإسكندرية يسأل :
إذا أجبرت البنت على الحجاب ,ألا يمكن بمرور الزمن أن تعتاد 
عليه وترضى به ؟
وعلى فرض أنها لم ترض به أليس من حق بل من واجب ولى الأمر أن يجبرها على طاعة الله ؟
يا بنى العزيز .
لقد صعّبت المسألة ,وقد يسرها الله .
وحتى لاتتشعب بنا المسائل والآراء تعال نحتكم إلى كتاب الله تعالى ,ففى القرآن الكريم نقرأ"لاإكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى "هذا هو الأساس المعتمد .ولكن ما معنى الإكراه ؟
الإكراه هو إجبار المكلف على غير ما يريد .
أما غير المكلف فليست له إرادة معتبرة شرعا ,ولذا لايتصور فى
حقه إكراه ,معنى هذا أن أمر غير المكلفين مرده إلى التربية عن 
طريق القدوة الحسنة ,فالصغيرة إذا رأت أمها وأختها الكبيرة
ترتديان الحجاب فإنها تقلد شأن الأطفال وتشب على هذافيكون لها
سلوكا حتى قبل أن تبلغ وتفهم ,وهنا تسير الأمور سيرا طبيعيالا
مشكلة فيه .
ولكن المشكلة تبدأ عندما تسير الأمور فى نطاق الأسرة عشواء
كل يفعل ما يشاء,وفجأة يصحو الأب أو الأخ ,ويريد أن يصحو معه الجميع على النسق الذى يريد ,وقد يكون مدفوعا بحبه لهم
وشعوره بالمسؤولية نحوهم ,وإن كان أسلوبه فى كثير من الأحوال غير مجد .
إن تغيير السلوك لا يكون بالضغط الخارجى ,بل يكون بالقناعة
الذاتية ,فالإنسان يتغير إذا رغب هو فى التغير,وهو سيرغب فى التغير إذا أحس أنه محتاج إليه ,وأنه يمثل له شيئا مهما ,أو يضيف إليه إضافة يهواها .وبهذا يكون التغييرسلوكا محبوباودائما
أما أسلوب الإجبار فقد ينجح ظاهرا,ولكنه نجاح خادع كاذب يتبخر عند أول اختبار ,فإذاغابت الساطة الضاغطة ظهر المستور
(ورجعت ريمة لعادتها القديمة ).
فلا بد من التربية الصحيحة ,هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى قوله :"كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو 
ينصرانه أو يمجسانه "أى أنه يعترف بدور الأبوين أى المحيط
الأسرى ,وانظر إلى فعله صلى الله عليه وسلم فى أبناء بعض الأنصار الذين تركهم آباؤهم فى رعاية اليهود ,وعندما طرد يهود
من المدينة خرج معهم هؤلاءالأبناء فأراد آباؤهم منعهم ,فلم يقرهم
الرسول صلى الله عليه وسلم وتركهم يرحلون .
لقد حدث الخطأ من البداية ,وتشكل هؤلاءعلى شاكلة يهود ,فما فائدة إجبارهم على شكل لم يألفوه ؟لقد فات الأوان .
والدرس المستفاد هنا أن للتربية وقتا يجب أن نحسن استغلاله
فإذا أحسنا فى ذلك وسار أبناؤنا على الجادة فلله الحمد ,وإذالم
يستجب أولادنا -رغم قيامنا بواجبنا-فلسنا ملومين .
ولنا فى الرسل عليهم السلام الأسوة ,فهذا نوح عليه السلام وهو
من أولى العزم من الرسل لم يقصر فى حق ابنه,ومع ذلك كان مع الكافرين ,فما ذنب نوح عليه السلام وما حيلته ؟وقد أبرأإلى
الله ذمته ؟
إننا ولدنا أولادنا ,ولكنا لم نلدهم باختيارنا ,ولم نخلقهم ,إن الله
تعالى وهبهم لنا ,وناصيتهم مثل نواصينا بيده وحده ,ومن هنا
يجب أن يكون المنطلق .
يجب أن نفهم ونُفهم أطفالنا أننا نحن وهم عباد الله ,وأن الله كلفنا
بنصحهم ,وكلفهم بنصحنا ,ونحن نقبل من أولادنا أن يذكرونا بواجب قد ننساه,ونفرح بذلك ,والله يجزيهم عليه ,وبهذا ينظر
أولادنا إلينا على أننا وهم سواء أمام الله ,وأن الأب ليس طاغية
إنما هو يؤدى واجب التذكير والتربية ,وأن الله سيحاسبه إذا قصر فى هذا,لذا أطلب منك ياولدى أن تساعدنى على طاعة الله فيك
فإن أبيت فلن أملك لك من الله شيئا ,ولك أن تختار لنفسك ,أن
تكون مثل (إسماعيل بن إبراهيم )عليهما السلام ,أو تكون مثل ابن نوح عليه السلام .
تعامل مع أولادك على أنهم كبار,واغرس فيهم المسئولية وحب
الواجب ,واعلم أن سياسة الإجبار تخنق الاستقلال فى الشخصية
وتوجد شخصا إمعة لا يعتمد عليه ,ولا أحد يحب لأولاده هذا المصير.
واعلم يا عزيزى السائل أن ابنتك المحجبة بالإكراه ليست محجبة
شرعا ,لأن الحجاب عبادة ولا تنعقد العبادة إلا بالنية ,ولانية مع
الإجبار,أى أنها سافرة ولو ألقيت عليها أطنان الثياب .
...مصطفى فهمى ابو المجد

السبت، 9 يناير 2010

هذه الصحوة

لايصحو إلا الغافلون ,والغفلة عدم الانتباه,فقد يغفل الإنسان وعيناه
مفتوحتان ,وقد يغفل وهو يركض ,بل إن معظم الغافلين أغفلهم هذا
الركض المحموم وراء الدنيا,فلا يسمعون إلا نداءها,ولايرون إلا
زخرفها ,ولا يشمون إلا عبقها,فهم غافلون بها عما سواها .
وإذا ذهبنا نبحث فى( سواها)هذه وجدناه الدنيا نفسها,أى أننا نغفل 
بالدنيا عن الدنيا .
وهذاليس لغزا .
إنما المسألة ,أننا نجرىوراء زيف الدنيا وزائلها,فنغفل عن حقها
ودائمها ,نعم أيها الأحبة ,فالدنيا ليست شرا محضا ,أليس ديننا
الحنيف يخبرنا أن الدنيا مزرعة للآخرة ؟أليست المزرعة يزرع
فيها الورد والتفاح والعوسج ؟ألم يحدثنا القرآن الكريم عن الشجرة الطيبة والشجرة الخبيثة ؟إذن الدنيا مزرعة ,ولكن من الزارعون؟
إنهم نحن ,أنا وأنت وهو وهى,وهذه المزرعة عامة ,لكل منا
قطعته ,أى أننى أزرع ما أشاء فى قطعتى ,ولكن ما أزرعه يؤثر
فى المزرعة العامة سلبا وإيجابا ,ومن هنا تأتى الغفلة عن النفع
العام بالحرص على النفع الخاص ,وبسبب هذا الحرص قد أخسر
المنافع كلها ,وهذامعنى القول بأننا نغفل بالدنيا عن الدنيا .
وهذه الدنيا فيها ما يبقى ,وما نرتحل به عنها,إنه زرعنا,عملنا
حصاد أعمارنا,ومن هنا كان الكسب عظيما وكانت الخسارة هائلة
ومن هنا أقول :نحن فى أمس الحاجة إلى هذه الصحوة التى نراها
تنمو وتزهر وتنتشروتزكو فى قلوب الشباب والشيب .
ومعنى أننا فى صحوة أننا كنا فى غفلة ,وكما أن للغفلة قانونهامن
الاستسلام للواقع ,والإحساس بالعجزوعدم جدوى المقاومة 
واعتماد المعنى الخاطىء للصبر وهو اجترار الذل والمهانة .
كذلك للصحوة قانونها الذى يقوم أساسا على الوعى ,كامل الوعى
فمنذ الوهلة الأولى أخبرنانبيناصلى الله عليه وسلم أن القلم-أى 
المسؤولية-رفع عن ثلاث :عن النائم حتى يستيقظ ,وعن الصبى حتى يبلغ ,وعن المجنون حتى يفيق ,لماذا؟لأن الوعى هنا غائب
تماما أو جزئيا ,لذا أقول :نريد لهذه الصحوة المباركة أن تتسلح
بالوعى الكامل الحصيف .
وهذا الوعى يعنى حب الانتماء لا بغضاء التعصب .
إن التعصب يُعمى ويُصم ,فلا نرى ولا نسمع إلا ما نريد,وهذا
خطأ وخطر,خطأ لأننا نغلق عيوننا وآذاننا عن مقالة الآخر التى قد يكون فيها الخير أو بعضه,فنخسر -بتعصبنا-هذا الخير وهذاخطر
وإذا كان القرآن يدعونا إلى سماع قول الفاسق إن جاءنا بنبأ فلا
نرفضه بداءة بل نتفهمه ونتثبته ,فما بالنا بقول العقلاء-من غير المسلمين- لماذا لا نسمعهم ونحاورهم ؟أليست هذه وصاة الله لنا ؟
"ولا تجادلواأهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن "العنكبوت46
على أنى أحب أهل الصحوة-بارك الله عليهم -أن تكون صحوتهم
أولا ذاتية داخلية أى أن يفقهوادينهم ,فنحن فى حاجة إلى الفقه
أكثر من حاجتنا إلى مجرد العلم وحفظ الأدلة ,إن العلم بالنصوص أمرجيد ومطلوب ,ولكن الوقوف عند ظواهر الألفاظ
نوع من الجهل ,قد يميت النص ذاته ,وصدق الرسول صلى الله وسلم عليه حين لفت نظرنا إلى هذا المعنى بقوله:"رُبّ حامل فقه
إلى من هو أفقه منه ".
أحد طلاب العلم جاء يقول :هل يجوز لى أن أتقدم لخطبة فتاة
تنتمى إلى جماعة دينية غير التى أنتمى إليها ؟
أذهلنى السؤال الآثم ,إنه طالب علم يحفظ القرآن,ومن المؤكد أنه مر على سورة المائدة وقرأفيها:"اليوم أحل لكم الطيبات وطعام
الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب "الآية الخامسة.
فإذا كانت اليهودية والنصرانية حلالا فكيف بالمسلمة ؟
هذا مثل للمسلم الغافل غفلة معيبة ,لأنه متعصب لجماعته .
ومن أجل ذلك أدعو إلى صحوة واعية راشدة ,تسمع وتعى وتجادل بالتى هى أحسن .
علينا أن نحسن الفهم عن الله جل علا فهو يعلمنا كيف نحاور غير
المسلمين ,اسمعوا-رعاكم الله -:"قل من يرزقكم من السموات 
والأرض قل الله وإنا أو إياكم لعلى هدى أو فى ضلال مبين "
سبأ24.
انظروا,لم يأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم نحن على الحق وأنتم على الباطل ,بل يقول لهم واحد منا على الحق والآخر على الباطل ,والحق واضح على أى حال .
إنك عندما تقول لمحاورك (أنت كافر)فقد صنفته وجعلته ضدك
من أول كلمة فلن تجد منه إلا هجوما ,وقد يقول لك بل أنت كافر.
أما إذا قلت له :أنت غير مسلم وأنا غير ملحد فتعال معا نحاول
الاهتداء إلى الحق ,بهذا تكون قد فتحت أبوابا للحوار وجلسات
ربما أثمرت خيرا كثيرا,حتى لو لم يهتد صاحبك فقد قدمت له الإسلام كما ينبغى وعرف أن هذا دين عقل ووعى لادين تعنت وإرهاب .
وأعود فأكرر,أيها الأحبة ياجنود الصحوة المباركة خاصة الشباب
تسلحوا بالوعى وفقه الإسلام تقر عيونكم بهذا الدين وتقر عينه بكم ,والله معكم ولن يِترَكُم أعمالكم .
...مصطفى فهمى ابو المجد

من أخلاق الجاهلية

قبل الإسلام ,وعلى وجه شبه جزيرة العرب ,كان قوم يعيشون فى
ظروف غاية فى الصعوبة ,صحراء قاحلة ,ماؤها شحيح,وزرعها
نادر,وسكانها يدهم على كل إنسان ,ويد كل إنسان عليهم.
ورغم هذه الحياة القاسية الضاغطة ,كان للقوم طرف من الأخلاق
العالية ,فتعالوا نتعرف :
-جلس بعض زعماءقريش يتحدثون عن الأحوال فى مكة ,فرأوا
كثيرا من الظلم والعدوان على حقوق الضعفاء,فتعاهدواعلى رد
المظالم ,وحماية الحقوق ,وعقدواحلفاأسموه(حلف الفضول).
وقد أشاد النبى صلى الله عليه وسلم بهذا الحلف ,وقال :"لو دعيت
إليه فى الإسلام لأجبت ".
-بعدما خرج الرسول صلى الله عليه وسلم من بيته ليلة الهجرة
جن جنون المشركين ,خاصة فرعون هذه الأمة ,الذى ذهب مع صاحب له إلى بيت أبى بكر رضى الله عنه ,,وقرع الباب فخرجت أسماء بنت أبى بكر فسألها عن أبيها فقالت إنها لاتعلم
شيئا ,فلطمها لطمة شديدة أطارت قرطها ..وهنا رجع أبوجهل إلى
نفسه وقال لصاحبه :اكتم علىّ.
لقد أحس-وهوأبوجهل-أن ما فعله عيب وعارأن يمد يده على امرأة ,فطلب من صاحبه أن يستر عليه ولا يخبرأحدابهذه النقيصة
تعالوا إلى موقف ثالث :
من أخلاق الجاهليين عدم الغدرلأن الغدرينافى الشجاعة والمروءة
ومن عادتهم أنه إذالقى رجل عدوه فى الصحراءصاح به:
خذ حذرك ,فإنى قاتلك .
إنه يرى من الغدر أن يطعن عدوه من الخلف ,وأن الشجاعة أن
تواجه عدوك وجها لوجه ,ويكون الاحتكام إلى المهارة فى النزال
...................................
وبعد .فما رأيكم فى هذه الأخلاق (الجاهلية )؟
وهل تسمو أخلاقنا المتحضرة إلى هذا المستوى ؟
أترك التعليق لكم .
..مصطفى فهمى أبو المجد

هذه الرسوم

منذ بعث محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين وهو مستهدف
من الذين لايعقلون ,والدليل على عدم مصداقية هؤلاء أنهم كانوامن
قومه ,أدرى الناس به ,وهم الذين عرفوه على مدى أربعين عاما.
وهم الذين أسموه (الصادق الأمين) .
وهم الذين قالواعنه-بعد البعثة- ساحر كذاب ,وقالوا:مجنون,وقالوا:شاعر.
فكيف يعقل أن يتحول الصادق الأمين فجأة هذا التحول المشين؟.
ولكن تعالوا نقف هنا وقفة لنلاحظ أمرا مهما :
لقد ذكر القرآن الكريم أقوال هؤلاء السفهاء ,ورد عليها,وصارت
قرآنا يتلى ,يتلوه الصحابة رضى الله عنهم ,ويتلوه محمد صلى الله عليه وسلم نفسه ,ويتلى حتى فى الصلوات ,فما معنى ذلك ؟
معناه :أن قيمة الحق فى الحق نفسه لافيما يقال عنه ,فالحق حق وإن قال المبطلون آلاف الأقوال,ونشرواآلاف الكتب,وصنعوا
آلاف الأشرطة ليشوهوه ,ويسخروا منه ,ويحاولواالحط من قدره.
وليس محمدصلى الله عليه وسلم بدعا فى ذلك,فهكذافُعل بإخوته
الأنبياء من قبله ,تعرضوا للأذى والاتهامات الباطلة ,كلهم اتهموا
بالكذب والجنون ,ولكن ظلت أسماهم شموسا مضيئة,بينما هبط
أعداؤهم إلى الدرك الأسفل من مزبلة التاريخ .
إذن ,لاجديد فى الأمر ,فما كان الباطل رافعا راية الاستسلام أمام
نور الحق من أول وهلة ,كلا بل إن الباطل يحاول أن يلبس لباس
الحق ,ويعلو صوته بألفاظ الشرف وهومنه براء ,كل ذلك لكى يموه ويخدع ,لعله يكسب جولة ,ولكن الدائرة فى النهاية تدور
عليه وصدق الله:"بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق "الأنبياء18."وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان
زهوقا :الإسراء81.
أرأيتم -أيها الأحبة- ؟
إن للحق سطوة ,إن للحق صدمة,إن للحق قوة ذاتية وضعها الله
فيه ,وهذاما يدفع أعداءه إلى الجنون ,خوفا على مصالحهم,لأن
الحق يرفع أهله ,ويذل أعداءه ,مهما ظهروابمظهرالقوة والاقتدار
ولنا أن نقف مبهورين وشديدى الإعجاب بهذه المواقف الرائعة
التى رسمها التاريخ لهؤلاء المستضعفين ...
انظرواإلى تلك الأسرة المستضعفة (ياسر وزوجه سمية وابنهما عمار) وأبو جهل فرعون هذه الأمة يشرف على تعذيبهم ,أعتقد
أنه لم يكن يشك أنهم سينهارون سريعا وسيطلبون منه العفو,ولكن
صمودهم صدمه ,وصعقه ,وصرع غروره,وكان استشهاد الشيخ
الضعيف (ياسر)رضوان الله عليه دون أن يريحه بكلمة لطمة على
خد كبريائه ,ثم كانت هذه السيدة الفضلى (سمية)رضوان الله عليها وهى تبصق فى وجهه كانت عملاقا قاهرا,بينماكان قزما
تافها ,واستطاعت وهى تعلوإلى السماءشهيدة أن تسقطه وتسحقه.
ألم أقل لكم إن للحق صدمة وصعقه ؟
وهذا الجبل الشامخ (بلال)رضوان الله عليه ,ما أقواه وقد طرحه أمية بن خلف على الرمال اللاهبة,وعلى صدره صخرة ضخمة
وهو يقذف بها فى وحه الطاغية (أحد أحد )غاية القوة,ومنتهى
التحدى ,ألم أقل لكم إن للحق صدمة وصعقة ؟
وكأنى بأبى جهل -بعد هذا الهوان الأليم -قد وجد فى كلمة(عمار)
رضوان الله عليه القشة التى ظن أنها تنقذ كرامته ,ولكن هيهات
إنها فلتة لسان شاب معذب رأى مصرع أبويه,فلتة لسان وراءها
قلب مطمئن بالإيمان ,ولكنه الغريق الذى يتشبث بالوهم .
بعد كل ذلك ,تعالوا أهمس فى آذانكم :
ماهذه الرسوم التى تقلقكم وتزعجكم ؟
يا أحبائى .أنا على ثقة أن هذا الرسام لم يعرف شيئا عن الرسول
صلى الله عليه وسلم ,ولم يقرأعنه,ولو فعل لقال كما قال أهل
الإنصاف من بنى جلدته من أن محمدا صلى الله عليه وسلم أعظم
رجل فى العالم ,بل إن كثيرا من الغربيين آمنوا به لما عرفوه.
وكما قلت كثيرا:علاج هذاالسخف وأمثاله بالتجاهل التام ,والمضى
فى الإحسان فى تقديم الإسلام ورسوله إلى العالم .
وفى النهاية (لايضر السحاب نبح الكلاب ).
..مصطفى فهمى ابو المجد

الخميس، 7 يناير 2010

إلى ابنتى لينا

تنسمت نسمات روضتك الندية (إسلام) وسرنى وشدنى هذه المقارنة الشفيفة بين أغنياء الجيوب ,وأغنياء القلوب ,وهزتنى تلك
الصورة العبقرية المعبرة لذلك الفقير إلى ربه .الغنى الحقيقى عن
كل الناس .إن تلك المقارنة السهلة تساوى مجلدا من المقالات .
وتلك المحاورة مع الشيطان تضع تاج الإيمان على رأسك يا لينا
وأرجو أن تكونى عند حسن الظن بك ,ولكنى أرى فيك علائم جيل جديد ,أقوى من جيلى ,وأكثر طموحا ,وأوفر حماسة ,وهذا
ما يجعل أمل الأمة فيكم كبيرا .بارك الله عليك وعلى أمثالك .
بقى لى رجاء .أرجو يا لينا يا بنت العروبة والإسلام ,أن تكتبى
عنوان مدونتك الرائعة باللغة العربية لغة القرآن ,ولك خالص
الأمنيات والدعوات بالتوفيق من جدك :
مصطفى فهمى أبو المجد