الاثنين، 31 أغسطس 2009

عطاء الحضارات (الحرية)

قال صاحبى:لعل (الحرية) أبرز العطاء فى الحضارة الحديثة فقد شهدت العصور السالفة أبرز ألوان القهر والتعسف على مستوى السلاطين والأمراء والحكام (الدكتاتوريين) بل على مستوى الأفراد بين الأزواج بل بين الآباءوالأبناء.
قلت:وما زال القهر موجودا على كل المستويات التى ذكرت حتى الآن على مرآى ومسمع من الحضارة الحديثة بل إن بعض ألوان القهر كان مظهرا من مظاهر الحضارة الحديثة.
قال :كيف ؟قلت :النظام (الاشتراكى) الذى مازال يتنفس على بعض الساحات أليس مستبدا
كاتما للحريات خانقا للإبداع ؟
قال :ولكنه أصبح منبوذا وهو على وشك الاحتضارواليد الطولى الآن للنظام الحرالذى تصبو إليه شعوب الأرض.
قلت :هذا جميل ولن نختلف عليه من حيث المبدأفلا ريب أن الحرية هى الأصل وأن ما عداها عدوان وخروج على الطبيعة التى طبع الله الناس بل الخلق عليها.ولكن تعال معا
ومعنا من يحضرنا نتساءل :هل هناك حرية مطلقة ؟قال:ماذا تعنى بكلمة مطلقة ؟
قلت:يعنى هل هناك حرية دون قيود من أى نوع ؟قال:كلمة (حرية )وكلمة (قيود )ضدان
لايجتمعان .قلت :هل تعنى أننى حر أن أفعل ما أراه صوابا؟قال :ولم لا ؟ قلت :مثلا إذا ما
رأيت أن من الصواب أن أصفعك على وجهك .هل لى أن أفعل هذا بحرية ؟
قال (فزعا):ماذا تقول ؟ماذا جنيت حتى تعتدى علىٍِ بدون حق ؟ا
قلت :إذن لابد من قيد بسيط على (الحرية) فلا بد أن تتقيد حرياتنا بعدم إيذاء الآخرين.
قال :طبعا طبعا .قلت :فهل أنت حر طليق فى حركتك ؟قال :طبعابما لا يتعارض مع حريات الآخرين كما اتفقنا.قلت :مفهوم ولكن هل يمكن أن تطير بدون أجنحة مثلا كالطير؟
قال (ضاحكا):ماهذا الذى تقول ؟ليس هذا من طبيعة البشر.قلت :هذا صحيح ولذا يجب أن
نضع قيدا آخر على الحرية أو بمعنى آخرنلاحظ هذا القيد لأنه مفروض شئنا أم أبينا.
قال:هذا بديهى .قلت :فهل تستطيع ألا تولد ؟وهل تقدر ألا تموت ؟قال :سبحان الله أنت تعقد
المسائل كثيرا.لا يستطيع أحد ألا يولد ولا ألا يموت .هات شيئا أسهل من هذا .قلت :الحق معك .فهل تستطيع -فخامتكم-أن تخالف قانون السيرفى بلدك ؟هذا شيىء سهل.
قال :نعم .ولكنى سأتعرض للعقاب زفهو غير مسموح به حفاظا على أرواح الناس .
قلت :تمام أى أنه قيد على حرية سعادتك .قال :إلام تريد أن تصل بهذه المحاورة ؟دوختنى.
قلت :أريد أن أقول :لاتوجد حرية مطلقة بل إن الحرية نظام (اجتماعى)يضيق ويتسع حسبما
ترتضيه الجماعة أو يفرضه النظام .فقد يكون سلوك بعينه مشروعا فى مجتمع ومجرمافى مجتمع آخر.أى أن (الحرية) شىء نسبى أيها العزيز.
قال :ما تقول صحيح ولكن -مع ذلك لا أظنك تمارى أن هذا العصر أكثر العصور حرية.
قلت :بل أمارى وأمارى .وأقول :إن الحرية النسبية هبة الله لاالحضارة الحديثة .وحضارة اليوم تشكل (الحرية)على مقاس الأقوياءالذين يمنحونها لأنفسهم بلا حدود فيفترسون الشعوب الضعيفة ويسمون دفاعها عن نفسهاوحشية وإرهابا.وتراهم يفعلون الشىءلأنهم أحراربينما
يحرمون نفس هذا الشىء على من لا يريدون .فهاهى الدول الكبرى تملك (السلاح النووى)
وتقف -بضراوة-ضد بعض الدول التى تسعى لامتلاك (السر النووى)ولو كان مدنيا.فأية حرية هذه ؟اااقال :للأسف هذا حق.قلت :على أن للحرية-فى الغرب-منطقا غير منطقى.
قال :ما معنى هذا ؟قلت :أنت -فى الغرب حر أن تقول ما تشاءدون قيد أو شرط حتى لو شككت فى المقدسات والثوابت أليس كذلك ؟قال :بلى على اعتبار أن حق الرد مكفول للجميع
ولا خوف من ذلك على أساس أن (البقاء للأصلح) قلت :هذه خرافة فلو كان البقاء للأصلح
لتحسنت أوضاع الحياة منذ زمن بعيد ولكن (البقاء للأقوى)ومع هذا فإن هذه القاعدة تلقى مخالفة غير مبررة.قال :مثل ماذا ؟قلت :الغرب يعتبر من المحرمات التشكيك فى (الهولوكوست)أى فى المذبحة التى ارتكبها -هتلر-فى حق اليهود وممنوع منعا باتاطرح هذا الأمر للنقاش وقد فصل أستاذ جامعى أمريكى لأنه تجرأوطالب أن يعاد البحث التاريخى فى
هذا الموضوع فأى حرية هذه ؟
قال :أنا شخصيا لا أجد مبررا لذلك .قلت :وما أظن أحدا يمكطن أن يجد له مبررا.على أن
الحرية -فى الغرب- لهل وجهها الاقتصادى العجيب .قال :كيف ؟قلت :(دعه يعمل دعه يمر )هذا شعارهم الاقتصادى ومعناه أن إطلاق حرية الفرد فى العمل كيفما يريد يطلق عملية
النمو الاقتصادى وأن تقييد حرية الأفراد يخنق ذلك النمو.
قال :وهذا صحيح إلى حد بعيد .قلت :معنى هذا أن (قانون العرض والطلب )هو الذى يصوغ نظام الحياة يعنى أن ما يريده الناس يجب أن يوجد حتى لو كان ضارا فبيع الخمور يحميه القانون لأن المستهلكين يريدونه والتحلل الجنسى متاح لأن هذه رغبة الناس وزواج الشواذ مباح لأن هذه رغبة الشواذ ولا أدرى إذا كان الأمر كذلك لماذا يحرمون المخدرات ؟
ولعل تحليلهايكون عطاء قادما للحضارة الحديثة.
قال :وهل هناك بديل عن (قانون العرض والطلب)الذى لا يعجبك ؟
قلت :بالتأكيد وقد طرحه الإسلام منذ وجد وهو (قانون التقوى).
قال :وما (قانون التقوى) ؟قلت :قانون ليس من صنع البشر ولكنه من صنع الذى خلق البشر ويعلم ما يصلحهم "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير"قانون عادل يخاطب الناس جميعا على قدم المساواة بمنهج يقرر ما يفيد وما يضرويضع الإطارالعام الذى يحقق الصلاح ويترك للناس أن يتحركوا داخل هذا الإطار استجابة لحاجات الزمان والمكان والأشخاص
يعطيهم ربهم الحرية التى تصلحهم ولا يكلهم إلى هوى أنفسهم التى قد تتصارع وتتناقض
وتظلم غيرها بل نفسها لأنه الرحمان الرحيم .
مصطفى فهمى أبو المجد

عطاء الحضارات-5

قال صاحبى:تعال نتحدث عن موقف الإسلام من عطاء الحضارات فى مضمار(الرياضة)
قلت:هناك (المصارعة )بألوانهاومنها ما يتيح للخصم أن يشوه وجه خصمه وأن يحطم أضلاعه وهذا النظام الأهوج إنمايستهدف إشعال غرائزالجماهير ويستحلب جيوبهم فهل يظن عاقل أن يسمح دين الرحمة بهذا السعار المجنون ؟ا
وهناك (مصارعة الثيران) التى تشد من أجلها الرحال إلى أسبانيا فهل يمكن للدين الذى أدخل امرأة النار فى هرة حبستها وأجاعتها أن يسمح بهذا التعذيب الوحشى لهذا الحيوان البرىء لمجرد الاستمتاع المريض ؟اوهل هذه حضارة يا أهل الحضارة ؟ا
وهناك (سباحة الفراشات تحت الماء وفوقه )على أنغام الموسيقا وهذه ليست رياضة بل ترفيه ألبس ملا بس الرياضة كنوع من التجديد ولا يمكن لأى دين عفيف أن يسمح بهذا العهر
وهناك الألعاب الجماعية الهادفة التى تغرس روح التعاون وتدرب على حسن التدبير والإدارة ودقة التصويب والإصرار على الوصول إلى الهدف مثل (الجرى والرماية وكرة السلة وكرة المضرب ) فلماذا لا يسمح الإسلام بهذه الألعاب ما دامت لا تثير شهوة ولا تخدش حياء ؟
قال صاحبى :وكرة القدم ؟
قلت :الساحرة المستديرة ؟ معبودة الجماهير ؟هى لعبة تخدم الأهداف الطيبة التى سبقت ولكن عليها ملحوظات :
أولا:يجب أن تكون جماهيرية -حقا-وكذلك كل الألعاب الجماعية-ومعنى هذا أن تكون الممارسة عامة لا مجرد التفرج عليها.
ثانيا:أن تبعد عن التجارة فما معنى أن يشترى ناد إنجليزى لاعبا إفريقاليلعب لحسابه ؟أى ميزة وأى تفوق ؟اايا أهل العقل خبرونى بربكم إذا استأجرت عاملا ماهرا ليصنع لى شيئا
أيكون هذا الامتيازيرفع شأنى أنا أم شأنه بالدرجة الأولى ؟
ثالثا :أليس شراء اللاعبين نوعا متحضرا من الرق الأبيض؟ فكروا ووافونى برأيكم فى هذا
الأمر الذى فاق كل الحدود .
رابعا:هذه اللعبة وغيرها يجب أن تظل فى خانة اللعب أى اللهو أما أن تستقطب الناس وتوضع لها أقصى قوانين الجد والانضباط على حساب الأمور الجادة والمسائل المهمة -كما هو الحال عندنا-بحيث لايجمعنا إلا كرة القدم بينما نتفرق -بعد ذلك- على كل شىء فهذا لعمرى العوار كل العوار وإنه لأمر مؤسف ومخجل أن يكون لاعب الكرة بطلا وأن يحيا حياة النجوم بينما أصحاب المواهب الرفيعة من أولى الفكر والعلم يكدحون ليحصلواقوتهم
الضرورى ولا يحدث الأغنياء أنفسهم أن يرصدوا الجوائز الكبرى لتشجيع العلماء والمبتكرين بقدر ما يبذلون (المليارات)لشراء ناد رياضى كما فعل أخونا(الخليجى)صحح
الله له عقله الذى اشترى النادى الإنجليزى (من حر مال المسلمين) وحسبنا الله ونعم الوكيل
قال صاحبى :أفهم من هذا أن الإسلام لايتحمس للرياضة وقد يسمح ببعضها على استحياء؟
قلت :لا لاتفهم هذا فللرياضة -فى الإسلام- مقام رفيع ونبى الإسلام -صلى الله عليه وسلم
يقول :"المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف"والقوة تشمل كل أنواع القوة ومنها قوة الأجسام والقرآن يدعوا أهله قائلا:"وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل"فهنا القوة عموما و(الفروسة )خصوصا والرسول-صلى الله عليه وسلم يقول محرضا
على رياضة (الرمى):"ارموا بنى إسماعيل فإن أباكم كان راميا" ويقول :"ألا إن القوة الرمى ألا إن القوة الرمى" ولقد صارع النبى -صلى الله عليه وسلم -رُكانة- وكان بطلا
فصرعه وأمر اثنين منغلمان الأنصار أن يتصارعا أمامه ليسمح لهما بالاشتراك فى المعركة
قال :والخلاصة؟
قلت :الخلاصة أن الرياضة فى أصلها عمل حلال بل مطلوب إذا ما كانت فيه المصلحة راجحة ولم يكن فيه خروج على آداب الإسلام.
مصطفى فهمى أبو المجد

الأحد، 30 أغسطس 2009

عطاء الحضارات-4

قال صاحبى:تعال نتحدث عن عطاء الحضارات فى (الفن)تحديدا (الأغانى والتمثيل).
ولا شك أن لكل شعب تراثه فى هذا المجالوليس العرب بدعا فى ذلك حتى بعد الإسلام وهاهو كتاب (الأغانى للأصفهانى)أشهر من أن يذكر.ولكن ليس بالضرورة أن يكون سلوك المسلمين موافقا للإسلام.فما موقف الإسلام من التمثيل والغناء ؟
قلت:هو موقفه من التراث الإنسانى عموماوهو إحدى ثلاث:
-أن يرفضه تماما وذلك عندما يتصادم مع مبادئه مثل الإباحة الجنسية.
-أن يقبله تماما إذا اتسق مع أصوله ومقاصده مثل أمور البيع والشراء مع وضع الضوابط.
-أن يقبل شيئا قد يخالف بعض قواعده -للضرورة-ولكنه يطوره ويضع له حدودا إسلامية
مثل بيع (السََلَم )وهو بيع الثمرة مقدما "من أسلف فى شيء فليسلف فى كيل معلوم أو وزن معلوم إلى أجل معلوم".
قال صاحبى:وموضوعنا(التمثيل والغناء )من أى صنف هو؟
قلت:أما عن (الغناء)فقد أباح الإسلام منهما يكفى ويفيد فهو (سُنة)فى إشهارالزواج بضوابطه
الشرعية:فلا فحش فى القول-ولا اختلاط بين الرجال والنساءولا مصاحبة لعديد من آلات
الموسيقا.إنما هى آلة بسيطة لاغير.قال:وما شأن الفرق الموسيقية؟
قلت:يحرم الإسلام أن يكون الاشتغال بالموسيقا مهنة للمسلم فهذا من اللهو المحرم.ولا يصح أن نجادل الإسلام فى مبادئه من منطلق تعودنا على منطلقات أنظمة أخرى.
قال:فليس الغناء محرما على إطلاقه.
قلت:يروى -فى هذا الصدد-أن رجلا قال لعمر بن الخطاب -رضى الله عنه-:إن فلا نا
ينشد الشعر فى المسجد فجاء فرآه يغنى لنفسه فقال عمر:ماذا تقول ؟قال الرجل :أقول:
نفسُ ماكنت ولا كان الهوى
فاتقى الله وخافى وارهبى
فانصرف عمر وهو يردد ما سمع .
ومن المشهور أن -كعب بن زهير -رضى الله عنه-أنشد أمام النبى -صلى الله عليه وسلم-قصيدة البردة التى مطلعها :
بانت سعاد فقلبى اليوم متبول
متيم إثرها لم يفد مكبول
قال صاحبى : والتمثيل ؟
قلت:هو بشكله الحالى أمر مستحدث ولكن الأدب العربى زاخر بأساليب التمثيل وهى ركن لا يقوم الأدب إلا به .بل إن (القرآن) حفى بضرب الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ويتفكرون
أما -التمثيل يشكله الحالى -بما فيه من اختلا ط الرجال بالنسا ء وما يصحب ذلك من أفعال لايجيزها الإسلام إلا للأزواج فهذا أمر من الطبيعى أن يرفضه الإسلام وإلا كان متناقضا مع نفسه .قال:ولكن فى التمثيل متعة وفائدة . قلت : ويمكن أن يقال : فى تراص الرجال والنساء متعة وفائدة والإباحيون يقولون إن فى الزنا متعة وفائدة وفى الإسلام قاعدة تقول(الحسن ما حسنه الشرع والقبيح ما قبحه الشرع) فالشرع ليس متروكا لهوى النفوس وإنما من حق رب النفوس. قال:وهل هناك سبيل إلى أن يكون التمثيل حلا لا ؟
قلت:إذا أمكن أن يكون التمثيل خاضعا للضوابط الشرعية بحيث لا يعرض على الناس ما يخالف الشريعة فلا بأس . قال : هذه خسارة كبيرة .
قلت :أنت تتوهم ذلك فما تريد أن يتعلمه الناس من التمثيل يمكن أن يصل إليهم بطرق أكثر نظافة وفائدة عن طريق الحوار الهادىء والأدب الهادف . قال: وهذا موجود فى التمثيل
قلت:لنكن واقعيين وصرحاء إن التمثيل كان وسيظل مشروعا تجاريا أو على الأقل يجب أن يغطى تكاليفه ولن يكون هذا إلا عن طريق إقبال الجماهير وهذا لن يكون إلا باستثارة غرائزها وقيادتها من شهواتها ونحن نرى أن بعض -الأعمال التى قالوا عنها إنها جادة وتعرض فكرا متميزا سقطت جماهيريا وتعرض أصحابها للإفلاس وقد رأيت حلقة مرئية تتحدث عن اأحد المخرجين الذى اضطر إلى التحول إلى أفلام -الشباك -عندما أفلست أفلامه التى شهد لها النقاد بالتميز .
قال: والخلاصة؟ قلت: أن الإسلام دين جاء من أجل الخير الحقيقى للناس "فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض كذلك يضرب الله الأمثال " .
مصطفى فهمى ابو المجد

الخميس، 27 أغسطس 2009

عطاء الحضارات-3

ضحك أحد الحضور عاليا وقال ساخرا:ياعم نحن فى القرن الواحد والعشرين والكلام عن عبادة التماثيل يعنى الأصنام أصبح شيئافى ذمة التاريخ ولامجال له فى هذا العصر المتحضروهذه آفة الأصوليين أنهم مازالوا يعيشون فى متاحف التاريخ ولا يريدون أن يعيشواواقعهم .
قال المحاضر :يقول التاريخ إنه فى مصر الإسلامية عندما جاء -أحمد بن طولون-حاكما لمصر فوجىء بكبار القوم يدعونه إلى ميدان-عين شمس-فى القاهرة لماذا؟ لكى يقدم القرابين إلى تمثال ضخم قابع فى الميدان.ويسأل ابن طولون-فى دهشة بالغة-عن هذا فيقولون له:إن هذا تقليد الحكام من قبلك ومن لا يفعل يكون نذير شؤم عليه .ويأمر الحاكم المسلم المستنيربنصب المنجنيق حول الصنم العتيق وحوله إلى أنقاض .
قال أحد الحضور:وأنا قرأت عن مثال إنجليزى لاأذكر اسمه أنه صنع تمثالا لامرأة وكان متقنا لدرجة أنه لم يكن ينقصه إلا النطق وإن هذا المثال عشق تمثاله لدرجة الجنون.
قال متحدث آخر:وكلنا سمعنا عن -عبدة الشيطان-فى قلب -أمريكاأم الحضارة الحديثة.
وغير خاف على المثقفين أن هناك من يعبدون الأبطال من البشرفى العصر الحديث تماماكما كان فى العصور القديمة وما قبل التاريخ.
قال المحاضر:لقد كفانى الأخوة مؤونة الرد والإنسان هو الإنسان قد تغير الحضارة بعض عاداته ولكن جوهره هو هو إنه ينزع إلى تجسيد الغيب فى صورة مادية يكون أقرب إليهاوتكون أقرب إليه وهذه هى فكرة عبادة الأصنام إنهم لا يعبدون الخشب والحجارة ولكن يعبدون الرمز الذى زعموه لها.ومن أجل ذلك قالوا-كما حكى القرآن عنهم-"ما نعبدهم إلاليقربونا إلى الله زلفى".ومن أجل ذلك كان تحريم الإسلام للتماثيل سدا للذرائع.
قال قائل :ولكن التماثيل قد تقام لتخليد عظيم أوواقعة أو معنى من المعانى.
قال المحاضر:ألا يمكن تخليد ما ذكرت بطريقة أكثرواقعية وفائدة؟
قال :كيف؟ قال :بالله عليكم كم واحد يقف ويتأمل التمثال ويسأل عن حكايته؟ألا يكون من الأفضل أن نخلد من نريد بإقامة (مستشفى)أو (مدرسة) أو (حديقة )أو (مدينة) إلى آخر هذه الأشياء التى تنفع الناس؟
إن التماثيل من عطاء الحضارة الحديثة والقديمة وهى تترجم ثقافة بعض الأمم وهى بالتالى غير ملزمة لكل الأمم ولا تلام أمة إن هى أعرضت عن هذا العطاء إذاما تعارض مع ثقافتها ولا يجوز أبدا أن ترمى الأمم الرافضة لهذا العطاء بالتخلف إلا إذاكان لزاماعلى الأمم جميعا أن تجبر على أن تلبس جلباب غيرها حتى ولو لم يكن على مقاسها وحتى لو حولها إلى مسخ
من المسوخ وما أظن ذلك من التحضر فى شىء.
مصطفى فهمى أبو المجد

الأربعاء، 26 أغسطس 2009

عطاء الحضارات-2

عطاء الحضارات-2
الفيلسوف الإنجليزى الأشهر-برتراند راسل -له كتاب بعنوان(الزواج والأخلاق)وصل فيه إلى نتيجة واحدة هى :(أن الزواج عملية غير أخلاقية) .ااالأنه من غير المعقول -من وجهة نظره-أن يظل رجل وامرأة فى أسر الزواج طول العمر دون فرصة للفكاك.
وهذه النظرية لها وجاهتها من منطلق الضوابط الدينية التى كانت تحكم حياة الأسرة المسيحية أيام -راسل-والتى ثار عليهاالناس بل انشقت كنائس عن الكنيسة الكاثو ليكية بل ظهر ما يعرف بالزواج المدنى بعيدا عن الكنيسة وتعقيداتها.
أقول :هذا منطقى من واقع تجارب القوم الذين طرحوا الكنيسة جانباباعتبارهاتكرس التخلف والحجر على الحريات وتناولوابأنفسهم أمور حياتهم وشرعوالأنفسهم ما يرونه صوابا.
ولكن يجب أن نقف هنا وقفة لنتساءل :أليس من المنطق أن يبحث مفكروا الغرب عن بدائل وحلول لمشكلاتهم عبر تجارب الآخرين مما نسميه عطاء الحضارات ؟
وبعنى آخر ألم يكن فى تعاليم الإسلام ما يحل مشكلات الغرب على نحو سليم وراق ؟
إنهم ينحون جانبا الأخذ من الحضارة الإسلامية .لماذا ؟لالشىء إلا مجرد التعصب والعداءالمسبق للإسلام .
وكان من أثر فلسفة-راسل-وأمثاله فتح الباب على مصراعيه أمام الإباحية الجنسية باعتبارها مظهرا من مظاهرالحرية .
وانبثقت منها عادات أصبحت تقاليد ثابتة مثل المخادنة والرقص بين الرجال والنساءوالاختلاط بكل صوره.
وإذا كان القوم قد ارتضوا لأنفسهم هذا المنهج على عواره فهم وما يختارون .ولكن ماعذرنا نحن ولنا فى ديننا المنهج الواضح الذى يقوم على الواقعية والسماخة واليسرمن منطلق:
"وما جعل عليكم فى الدين من حرج"و"لايكلف الله نفسا إلا وسعها"و(إن الدين يسرولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا)و(الضرورات تبيح المحظورات)و(الضرورة تقدر بقدرها) إلى غير ذلك من القواعد والأصول التى تجد لكل مشكلة حلا وتقيم اعتبارالدواعى الزمان والمكان وحاجات الناس.
ومن هنا نقول :"يا قومنا أجيبوا داعى الله وءامنوا برسوله"تعيشوا حياة سهلة سعيدة سمحةبدلا من التسكع على موائد الغرب واقتباس أنظمة ثبت ضررهاوفسادها.
ونحن نتمسك بالزواج الإسلامى كصورة مثلى للحياة المستقبمة ونرفض هذا التهتك الذى يتبدى فى رقص الرجال مع النساء والاختلاط المحرم مؤمنين بقوله تعالى:"اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا".
مصطفى فهمى ابو المجد

الثلاثاء، 25 أغسطس 2009

عطاء الحضارات -1

عطاء الحضارات-1
وقفت الفتاة الحسناء أمام القاضى وقدمت أوراقها تطلب عقد قرانها فطلب القاضى حضور الزوج ليتم الإجراءات وحضر الزوج وكانت المفاجأة المذهلة لقد كان الزوج فتاة حضرت(على سنجة عشرة)كما يقولون .لقد كان زواج (المثليين) ورفض القاضى.
هل تعلمون أين حدث ذلك؟
لقد كان فى (قطر) البلد العربى المسلم .ااا
وهذا أحد عطاءات الحضارة الغر بية التى يراد منا أن نتأسى بها إذا أردنا التقدم.ااا
ونحن نقول:إن الحضارة الإنسانية محيط زاخر تدلى فيه كل أمة برافد حسب ثقافتها وعاداتها وقدراتها وقد يكون كل ذلك أو بعضه غثا أو ثمينا وهذا العطاء يصبح تراثا إنسانيا
بغض النظر عن قيمته .وهذا أمر طبيعى فقد يرث الأبناء من آبائهم ما يجلب الفخر أو يجلب العارثم يبقى بعد ذلك اختيار الأبناء لأنفسهم.
أى أننا لسنا ملزمين أبدابالأخذ بكل عطاءات هذا التراث الحضارى دون تمحيص وإنما هى
البضاعة المعروضة فى السوق تشترى منها ما يعجبك وما تحتاجه أما الذى يشترى ما يؤذيه
وما يخالف ثوابته فهو ذو العقل المخبول الذى لم يبلغ النضج بعد.
على أن هناك أمورا أكبر من عطاء الحضارات إنها الفطرة البشرية التى تشكل قانون الحياة
ذاتها والعبث بها يمثل العبث بالحياة نفسها.
وإذا كان الناس جميعا قد تواضعوا على الضرب بشدة على أيدى الإرهابيين لأنهم يعملون على قتل الأبرياء وتدميرالجنس البشرى فما يفعله المثليون لايختلف قيد شعرة عمايفعله الإرهابيون كل الخلاف فى الشكل فقط .هؤلاء يدمرون الجنش البشرى بالقوة وهؤلاء يدمرونه ببدعة زواج المثليين.
إن التزاوج بين الذكر والأنثى قانون يحكم الأحياء كافة -الإنسان والحيوان والنبات فتحت أى مسمى يدخل المثليون؟ااا
والعجب العجيب أن يستجيب المشرعون -وهم أهل العقل -إلى هذا الغثيان ويسنون القوانين التى تحميه باعتباره خيارا حرا.
وممايثير الغثيان إلى أقصى درجة أن (الكنيسة الإنجليزية)تقر هذا العهر .ااا
أقول :هذا العطاء الشاذ لايلزم إلاالشواذ وعلى أصحاء العقول أن يقاوموا ذلك ويجرمونه وموقف الشريعة الإسلامية من(اللواط) هو موقف الفطرة السليمة فهؤلاء جراثيم مفسدة يجب إبادتها حفظا لكيان المجتمع وصيانة للأسربل للجنس البشرى .
وإذا اعتبرنا هؤلاء الشواذ مرضى فلا بد من إدخالهم المصحات المناسبة.
إذن ليس كل عطاء حضارى جدير بالاحترام .
وإلى اللقاء مع عطاء حضارى آخر.
مصطفى فهمى ابو المجد

الجمعة، 21 أغسطس 2009

أيها القساة هذا نبيكم

هذا زوج يضرب زوجته ضربا مبرحا بزعم أنها لا تطيعه وهو يردد قول الله ..تعالى:"واضربوهن" .
وهذا يترفع عن أخذ رأى زوجته فى أى أمر بزعم أنهن ناقصات عقل ودين.
وهذا يعتبر نفسه متحضرا فهو يأخذ بمبدأ(شاوروهن وخالفوهن).
وهذا يطالب زوجته بالتزين له بينما يقرف القرد من شكله.
هذه نماذج مؤسفة ومخجلة تفعل ما تفعل وتدعى الانتساب إلى الإسلام والإسلام منهم براء.
ولو صدقوا مع أنفسهم لتعلموا من نبيهم -صلى الله عليه وسلم-معنى الذوق واللباقة واللياقة
والرقة فى التعامل مع النساء.
فهو فى البدء يعلنها صراحة "حبب إلى من دنياكم الطيب والنساء وجعلت قرة عينى فى الصلاة" إذن فالمرأة مخلوق يستحق أن يحب ويجمعها مع الطيب والصلاة فى حديث واحدمع اختلاف المكانة والمكان.
وهو يطبق مايقول على أروع ما يكون فكان يداعب نساءه ولو فى حضرة بعضهن.
وهو يجد الوقت لينصت فى اهتمام إلى زوجته وهى تحدثه عما دار فى جلسة النساء وكل منهن تقول فى زوجها ما تقول فيسمع ويعلق .
وهو-صلى الله عليه وسلم-يصل إلى قمة الرقة حينما يطلب من زوجته أن يشرب فتأتيه
بالماء فيطلب منها أن تشرب أولا ثم يضع فمه على موضع فمها من الإناء. وعندما تشكو من وجع رأسها قائلة:وا رأساه فيقول بل أنا وا رأساه.
وهاهو يجد الوقت -حتى فى ظروف الحرب-ليضرب القرعة ليحدد الزوجة التى تصحبه فى تلك الظروف.بل يجد الوقت والبال ليسابقها فى الجرى على الأقدام .
وهاهو فى وقت الأزمات وقد ضاقت النفوس ووحزن لأن الناس تثاقلوا عن تنفيذ أمره فى يوم الحديبية فيدخل خيمة (أم سلمة)-رضى الله عنها شاكيا ما فعل الناس فتشير عليه أن يخرج فيدعو حرقه ليحلق له فيفعل الناس مثله فينفذ مشورتها وينجلى الموقف.
وهاهو-صلى الله عليه وسلم-يبلغ من حلمه وصبره أن يتسامح مع أزواجه وهن يرفعن أصواتهن فى حضرته بل تهجره إحداهن إلى الليل الأمر الذى أذهل رجلا كعمر-رضى الله عنه-وحاسب عليه ابنته حفصة.
وها هو-صلى الله عليه وسلم-يتوتضع لزوجته حتى تقف خلفه وتسند رأسها على كتفه وتلصق خدها بخده وهى تنظر إلى لعب الحبشة فى المسجد حتى تشبع رغبتها .
وهاهو-صلى الله عليه وسلم-عندما تخطىء زوجته فتحطم إناءفيه طعام أرسلته زوجة أخرى فلا يثور ولكن يقول فى هدوء:"غارت أمكم"ويجمع الطعام المبعثر ويعطى إناء صحيحا مكان الذى تحطم وانتهى الأمر.
هذا غيض من فيض وقطر منبحر من سجل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فهل يتعلم منه هؤلاء الأزواج الأجلاف قساة القلوب الذين يظنون أن الرجولة فى التسلط و(العنترية)الفارغة؟ألا يخجلون من أنفسهم ونبيهم كان فى بيته فى خدمة أهله (يقم بيته ويخصف نعله ويرقع ثوبه ويحلب شاته)وهو خاتم النبيين وسيد الرجال؟
وهو الذى قال:"خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلى.
اللهم صل وسلم وبارك عليه.
مصطفى فهمى ابو المجد

العتاب السامى لأنه لم يبتسم

جاءه الرجل الأعمى بينما كان مشغولا بدعوة أكابر القوم إلى الإسلام فلم يبتسم له ولكنه(عبس وتولى)أى قطب وجهه وأعرض عنه .فعاتبه الله .
ويلاحظ هنا عدة أمور:
أولا:أن الرجل أعمى أى أنه لايرى الوجه العابس ولا الإعراض.
ثانيا:أن الرسول-صلى الله عليه وسلم-لم ينهر الرجل ولم يوجه إليه كلمة استنكار.
ثالثا:أن الله -عز وجل-لم يواجه الرسول -صلى الله عليه وسلم-بالعتاب فلم يقل:عبست وتوليت بل وجه اللوم إلى غائب وكأنه ينزه رسوله -صلى الله عليه وسلم- عن العبوس والتولى .
رابعا:أن هذا العتاب الآلاهى الكريم لايرضى لمحمد-صلى الله عليه وسلم-هذا الفعل وإن لم يكن ذنبا فى حد ذاته ولكن مقام النبوة يقتضى منه تصرفا عاليا يليق به بغض النظر عن الطرف الآخر.
ولنا الأسوة الحسنة فيه صلى الله عليه وسلم.
مصطفى فهمى ابو المجد

الثلاثاء، 11 أغسطس 2009

اللهم إنى صائم

أخونا(فلان)صائم ولذلك هو غير طبيعى متوتر دوما (روحه فى مناخيره ويعارك دبان وشه) صحا من النوم -كعادته-متأخرافقد كان طوال الليل يلهث وراء (المسلسلات)على طول الأثير وعرضه فلا تعجب إن رأيت آثار ذلك على عينيه وعلى ثقل جسده .وهاهو يجر ساقيه جرا وهوساخط إلى مقر عمله قائلا (فى قرف):شغل ..شغل..شغل إيه فى رمضان
كفاية احنا صايمين المفروض يكون رمضان إجازة لكن مين يسمع؟ااا
أخونا (فلان)وصل بالسلامة إلى عمله الرسمى بعد ما خاض عدة(خناقات)فى وسائل المواصلات .وهاهو يلقى بجسده المنهك على المقعد ويغط فى نوم عميق .مسكين تعبان
ماذا يعمل ؟يقطع روحه يعنى؟ كان الله فى عونه.
هذا أحد المواطنين صاحب مصلحة واقف أمامه: يا سعادة البيه.. يا سعادة البيه ..يا س..
وينتفض سعادة البيه صارخا :نعم ..انت مفيش عندك نظر؟حاجة تقرف تعال بعد ساعة
تعال بكرة..أقول لك تعال بعد رمضان ..الله انت لسة واقف تبحلق فيه؟
وينصرف الرجل مسرعا خوفا من أن يضعه سعادة البيه فى دماغه.
ويسود الصمت الغرفة فهناك من أخينا-فلان-نسخ عديدة منثورة على المكاتب باستثناء ثلاثة
أشخاص فى هذه المؤسسة العريضة يعملون فى صمت وربما مشى أحدهم مع المواطن ليسهل له حاجته عند زملائه الراقدين مع استعطاف هؤلاء الطيبين وتأفف الآخرين ودعاء
ذوى الحاجات.
وينتهى الدوام الذى ما كان وتكون رحلة الاياب أشق من رحلة الذهاب ويصل -فلان-إلى
البيت فيسكت الناطق ويسكن المتحرك ويلقى أخونا بجسده على السريرمتوعدا من يحدث
حركة توقظه بأنه سيجعل نهاره....
وحان موعد الإفطار وقبل أن يكمل المؤذن (الله أكبر)يكون أخونا قد التهم نفسا أونفسين من السيجارة التى كانت راقدة بين أصابعه.ثم يأتى التهام الطعام كأنه يأكل فى آخر زاده.
ثم يخرج ليصلى -التراويح-حتى إذا ما انتهى شعر بالجوع فرجع ليرد جوعه وهو يقول:
فعلا ربنا حكيم شرع -التراويح-علشان الأكل ينهضم.ااااااااااااااااااااااااااااا
هذا مثل حال الكثير والكثبر من الصائمين وهكذا يمضى بهم رمضان أو يمضون برمضان
حتى يلقى حتفه فى منتهاه دون أن يحدث فيهم أمرا أو يحيى فيهم ذكرا.بل لعلهم قبل رمضان
كانوا أحسن حالا منهم فى رمضان .فليت شعرى أيهما المسكين؟رمضان المنكوب بالناس
أم الناس المنكوبون برمضان؟
يا مسلمون.نريد رمضان أقل صخبا وأكثر هدوءا.
نريده أقل إنفاقا ..نريده بدون ديون بدون أمراض
نريده شهرا تخف فيه الأوزان وترجح فيه العقول وتسمو فيه الأرواح.
نريده سلوكا محترما فى بيوتنا وشوارعنا وأعمالنا.
نريده نورا فى قلوبنا لا أنوارا مصنوعة على المآذن.
باختصار نريد أن نحقق قول الله تعالى:"لعلكم تتقون"
وسا عتها سنرى أنفسنا فى مقدمة الأمم.
مصطفى فهمى أبو المجد

الفكرة العابدة والفكرة العابثة

رمضان على الأبواب وهناك من يستعد لاستقباله على عدة محاور:
-الدولة بما ترصد من أموال وبما تحشد من أنواع الطعام والشراب وما يلزم من دواعى الشهرالكريم كما يزعمون.
-الفنانون بما استعدوا به طوال أحد عشر شهرامن مسلسلات صنعت خصيصا من أجل رمضان ورمضان ينظر إليها فاغرا فاه دهشة وغضبا وأسفا.
-أصحاب رؤو س الأموال الذين يقيمون(موائد الرحمان)التى أصبحت ميدانا للتفاخرو(البزنس) والله من وراء النيات.
-الأفراد بما يرصدون من ميزانيات مضاعفة من أجل شهر (الصيام).
وكل ذلك يدور فى دائرة (الفكرة العابثة) التى ترى فى (رمضان)شهر الطعام و(المسلسلات) والسهراللاهى حتى مطلع الفجر(بدون صلاة الفجر)كذلك هؤلاء الذين يرون فى رمضان فرصة ذهبية للدعاية والإعلان عن أنفسهم ومشروعاتهم .
وكل ذلك يصب فى خانة واحدة هى إفراغ هذا الشهر من محتواه عن طريق هذا العبث سواء
أكان عن عمد أم عن جهل وغفلة.
وإذا كانت غاية (الفكرة العابثة)-كما سبق-مادية فإن الأخطر أن تأخذ(بعدا دينيا)فإن هناك
من قومنا من يعدون لاستقبال رمضان على طريقتهم فينصبون مزيدا من مكبرات الصوت
ويزرعون مزيدا من الأضواء الباهرة على المساجد والساحات حتى مطلع الفجر فى إسراف
يتأفف منه (رمضان) المسكين .
ولست أنسى أبداهذا الحفل الساهرالجاهرالذى أقيم فى ميدان المحطة ب(أبى قير)بالإسكندرية والذى استدعى إليه أحد مشاهير(القارئين)للقرآن الكريم وليعذرنى القارىء الكريم فى عدم تسمية هؤلاء (بالقراء)فالقراء أهل القرآن كانواعلماء مجاهدين استشهد منهم الكثير فى المعارك حتى خشى (عمر)رضى الله عنه أن يضيع القرآن بموتهم فأشار على(أبى بكر)رضى الله عنه بجمع القرآن .أما (قارئوا)اليوم فمرتزقة يتأكلون بالقرآن وقد كشفهم الإمام (القرطبى)فى مقدمة تفسيره ودعا عليهم بما هم أهله.
أعود إلى ذلك الحفل الساهر الجاهرفى ميدان محطة (أبى قير)والذى استمر حتى مطلع الفجرومكبرات الصوت الفائقة القوة ترج البلدة رجاوالقارىء(الآثم)يبذل كل ما عنده من أفانين التلحين والطرب من خلال سورة(مريم) عليها السلام وكلما ختمها بدأها من جديد
حتى مطلع الفجر .....
ولما قلت لأحد معدى هذا المهرجان (العابث) معاتبا:ماذا فعلتم بالأمس؟قال مزهوا:
لقد أرعبناهم حقا وكانت ليلة فى سبيل الله .ااا
قلت:من ؟قال:النصارى(باعتبارأن هناك كثير من النصارى فى أبى قير)
قلت:والله لقد أرعبتم المسلمين وأخجلتم الإسلام أيما خجل فقد أظهرتم بجهلكم أن الإسلام
بعيد عن الرحمة بعيد عن الذوق وهو دين الرحمة والذوق ونسيتم -لحمقكم-قول الله تعالى:
"واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير"ولعمرى لقد اشتكت الحميرمن صوت قارئكم مر الشكوى إلى الله تعالى.
أعود فأقول هذا كله من تداعيات (الفكرة العابثة).
وما أحوجنا أن نحيى (الفكرة العابدة)
التى تتعامل مع رمضان على أنه موسم (الفكر) ومسرح (الروح) والمعراج إلى (الأرقى)
و(الأبقى) و(الأتقى) و(الأنقى)هذه الرباعية الخالدة التى تلخص الإسلام وتقدمه فى ثوبه الحق كما أراد الله له.ولن يكون ذلك إلا بالفقه ..فقه المقاصد والغايات والوسائل .
أيها المصلون .نبيكم -صلى الله عليه وسلم -يقول:"أفضل صلاة المرء فى بيته إلا المكتوبة"
فإذا أردتم صلا ة القيام فى المساجد فلا بأس ولكن مع مراعاة أدب الإسلام من رحمة الضعاف وعدم إزعاج الناس والاقتصار على (السماعات)الداخلية الهادئة.
أيها الأغنياء الكرماء.اقصدوا وجه الله تعالى وأخفوا صدقاتكم واحذوا حذو الجماعات الواعية التى دربت شبابها على إيصال الصدقات فى جوف الليل فى حقيبة فيها المعقول من
الطعام وبعض النقود فهذا أكرم للآخذ وأفضل للمعطى وأصدق دينا
ومن بعد ذلك ومن قبله تبقى صلة المؤمن بربه الذى يعلم عباده أن الصوم لله وأنه وحده الذى يجزى به وفى هذا ما فيه من فقه إخفاء العبادة"تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا
يعملون"...وذلك-ياقومنا-فقه (الفكرة العابدة).
مصطفى فهمى أبوالمجد

الاثنين، 10 أغسطس 2009

سياسة المصالح

قال محدثى:دعنا من الحديث عن وحدة اللغة بين العرب.ودعنا من الحديث عن وحدة الدين وعن التاريخ المشترك وعن وحدة المكان وعن وحدة الآلام والآمال دعنا من هذا كله وقل لى:ألا تكفى المصالح المشتركة لتجمع شتات العرب ؟
إن الشعوب حولنا شرقا وغربا وشمالا وجنوبا تفتقر إلى بعض ما يجمعنا من روابط وثيقة ومع ذلك يلتقون حول مصالح تهمهم فيكون لقاؤهم مؤثرا حاميا لمصالحهم .
وهذا ( الاتحاد الأوربى) أبرزمثل على ذلك .
قال محدثى:ماذا ينقصنا نحن لنقفز إلى الصدارة وقد حبانا الله بما تعلم من روابط حاكمة ؟
قلت:ينقصنا الأهم من كل الروابط . فقد ظل العرب مئات السنين أعداء لأنفسهم بالرغم من كل الروابط ولما جاء الإسلام قفزوا إلى الصدارة فى بضع سنين فماذا ترى السبب فى هذا ؟
قال محدثى:أتعنى أنه كانت لهم قضية تجمعهم حولها ؟
قلت:ليست المشكلة فى القضية فواقعنا يعج بالقضايا الملحة ولكن المشكلة فى الإنسان الذى
يؤمن بأن له قضية تستحق أن يناضل من أجلها بل يموت من أجلها هذه هى المعضلة ولو كانت القضية باطلا ولوكانت زورا المهم أن الإنسان الذى يؤمن بشىء ويتحمس له يستطيع أن يجعل لحياته معنى وبصبره ومثابرته وبذل الجهد يبرز باطله إلى الوجود وكأنه الحق الساطع ولا تعجب إذا كسب احترام الآخرين لأن الناس يحترمون الأقوياء الأذكياء .
ولايحترمون الضعاف الأغبياء ولو كانوا أصحاب حق . وما يحدث فى فلسطين خير دليل . فابحث عن الإنسان وراء الصعود إلى القمة ووراء الانحدارإلى الهاوية .
مصطفى فهمى أبو المجد

الجمعة، 7 أغسطس 2009

حكاية الدكتور هشام

طبيب نابه ذهب إلى فرنساضمن فريق من الأطباءلحضورمؤتمرطبى هام وفى إحدى الليالى
دعينا إلى مكان لقضاء السهرات ودعتنى الدكتورة (س)إلى الرقص فاعتذرت بأنى لا أستطيع أن أرقص لأنى لا أعرف ولأنى سمين فضحكت بخلاعة شديدة وقالت:أعلمك.
وقال أحد الزملاء الأطباء ضاحكا:
يا هشام فلان أسمن منك ولكن جسمه ملبن.
وقالت الدكتورة(س):يا هشام أنا لما أخرج من مصرأخلع كل التقاليد والعقد وأصمم على
أن أعيش حياتى بالطول والعرض.
يقول الدكتورهشام:هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم من علية القوم وهذه حياتهم.فهل يجدى الاعتراض؟أشك فى ذلك.
مصطفى فهمى أبو المجد

حكاية الدكتور أشرف

شاب ملتزم يحكى ويقول:
أصابتنى أزمة شديدة ولم يكن فى جيبى ولا فى بيتى إلامئة جنيه ورقتين فئة خمسين جنيها
وخرجت من بيتى مهموما لا أدرى ماذا أفعل وبينما كنت أسير فى الشارع وجدت سيدة
تبدو عليها الحيرة والارتباك وتقدمت إلى وقالت فى حياء:
لو تقدر على مساعدتى يبقى كتر خيرك.
وأحسست أنها صادقة ولم أتردد فأعطيتها خمسين جنيها فقلبت الورقة فى يديها وقالت :
يكفينى أقل من هذا فقلت لها:بارك الله لك فيها فقالت دامعة العينين : الله يسترك
وعدت إلى البيت وأنا أحس بالراحة وإن كنت لاأدرى ماذا أفعل وعلى التزامات عاجلة تبلغ 2500جنيه.وبعد حوالى ساعتين أوثلاثة دق جرس الباب وإذا بأحد الأشخاص يقدم
لى مبلغ5000جنيه كجزء من دين كان لى عليه.
يقول الدكتور أشرف:تاجرت مع الله ب50جنيها فأعطانى مئة ضعف 5000جنيه . وطلب منى أن أسجل حكايته اعترافا بفضل الله.وها أنا قد فعلت .
مصطفى فهمى أبو المجد